في ظل الأزمة مالية عالمية ساهمت في ارتفاع نسبة الفقر والبطالة و تحت عنوان محاربة الفقر والجوع في العالم يلتقي 150 من رؤساء العالم مجتمعين في منتدى عالميا نظمته الأمم المتحدة بمقرها هذا الشهر لتحقيق أهداف الألفية الإنمائية التي تنتهي بعام2015. والتي من أهدافها محاربة الفقر ,الأمراض ,حماية البيئة وحقوق الإنسان في العالم.

واشنطن: تحت رعاية الأمم المتحدة نظم المنتدى العالمي خلال الأسبوع الحالي الذي يضم 150 من رؤساء العالم وذلك في مقرها بمدينة نيويورك تحت عنوان محاربة و الجوع والفقر والأمراض. يناقشون فيها الأهداف الإنمائية للألفية والتي تهدف إلى خفض معدلات الفقر في العالم بحدود العام 2015.بحضور مسئولين من القطاع الخاص والمؤسسات والمنظمات غير الحكوميةوالهيئات في محاولة لتشجيع المجتمع للمساهمة والمشاركة في توفير مبالغ مالية تساهم في مساعدة فقراء العالم وتساعد على خفض نسب الجياع في العالم وخصوصا بعد أن ساهمت الأزمة في ارتفاع معدلات البطالة مما رفع معدلات الفقر.الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون ألقى بيانا ذكر فيه بأن القمة ستكون فرصة استثنائية لتحقيق الأهداف التي لم يتبقى لها إلا خمس سنوات.

وكانت منظمة الأغذية والزراعة العالمية quot; الفاوquot; وبرنامج الغذاء العالمي قد أكد يوم الثلاثاء الماضي على أن تناقصا قد حدث في عدد الفقراء في العالم وهو الأول منذ 15 عاما. إلا أن ذلك لا يعد كافيا فعلى الرغم من التراجع في عدد الفقراء والجياع في العالم إلى ما دون المليار نسمة إلا أن العدد لا زال كبيرا ويقدر ب حوالي 925 مليون نسمة.وكان المدير العام لمنظمة الأغذية العالمية quot;الفاوquot; جاك ضيوف قد حذر الحاضرين من ارتفاع معدلات الفقر في العالم معتبرا أن ذلك يصعب من عملية القضاء على الجوع ومن تحقيق أي هدف من الأهداف الإنسانية. معتبرا في الوقت ذاته أن وفاة أي طفل جراء الفقر هو عار على الأنسانية.كما وحذر ضيوف زعماء العالم من ارتفاع اسعار المواد الغذائية المستمر من أنه لا يساعد في حل مشكلة الفقر ويساهم في زيادة عدد الجياع في العالم.

وقد تساءل ملك الغرب الملك محمد السادسعما إذا كان الضمير الإنساني يرضى بأن يظل أكثر من مليار شخص يعاني من الفقر والجوع وسوء التغذية وأن يموت ملايين الأطفال بسب الأمراض والأوبئة وقد أصبح علاجها متوفر وبتكلفة بسيطة.وقد ساهمت الأزمة المالية العالمية في زيادة عدد الفقراء في العالم حيث زادت معدلات البطالة حول العالم. ففي تقرير سابق صادر عن البنك المركزي وصندوق النقد الدولي أكد فيه على أن الأزمة المالية العالمية فاقمت مشكلة الفقر وزادت عدد الجياع كما وأبطأت الجهود المستمرة للحد من مشكلة الفقر في الدول النامية وأن أثارها سوف تستمر لعامين.وفي هذا السياق أعلن كي مون خلال المؤتمر عن حملة ضخمة لإنقاذ حياة أكثر من 16 مليون امرأة وطفل في العالم مع التزام توفير 40 مليار دولار لتعزيز الخدمات الصحية.

ولم تكن تلك الحملة الأولى فقد أطلقت الأمم المتحد في نوفمبر العام الماضي لعام 2009 حملة توعية على الإنترنت تحت عنوان quot; مليار من أجل مليارquot; تستهدف كافة فئات المجتمع للمساهمة في جمع التبرعات للفقراء والجياع حول العالم وذلك للمساهمة في مكافحة الفقر.هذا وقد شهد العام الماضي توقيع 64 دولة على حوالي 103 اتفاقية ومعاهدة منها مكافحة الفقر والمحافظة على البيئة وحماية حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب.من جهته أعرب الرئيس باراك أوباما عن اعتبار الولايات المتحدة زعيما عالميا للتنمية في القرن الحادي والعشرين وطالب في كلمته المجتمع بتغير الطرق المعتمدة لمكافحة الفقر.

وأكد على أن سياسته الجديدة للتنمية تقوم على 3 ركائز أساسية وهي quot; تغير الطريقة التي تعرف فيها التنميةquot; و quot;تغير طريقة النظر للهدف المطلق للتنميةquot; و quot;تركيز القوة الأكبر في العالم للقضاء على الفقر ومحاولة خلق فرص عملquot;وقد صرح أوباما في كلمته بأن العالم استطاع الخروج من أسوء ركود عالمي سببته الأزمة المالية العالمية وذلك بفضل التعاون المشترك بين دول العالم مذكرا أنه مازالت هنالك دولا تعاني حتى اللحظة.ومما يذكر بأنه على الرغم من أن الإقتصاد الأمريكي بدأ مرحلة التعافي ببطء جراء الأزمة الإقتصادية الطاحنة الناتجة عن الأزمة المالية العالمية, إلا أن معدلات البطالة لازالت في ارتفاع وتبلغ حوالي 10% تقريبا وهو ما يعد مؤشرا غير جيد للفقر. ولازالت الدولة تواجه مشكلة في الحد من مشكلة البطالة على الرغم من ارتفاع معدل نمو الإقتصاد لهذا العام. ويذكر بأن معدل إرتفاع الناتج المحلي قد وصل 1,6 % للربع الثاني من هذا العام.كما وتحسنت أرباح البنوك تحسنا طفيفا ووصلت إلى ما يعادل 21.6 مليار دولار للربع الثاني من هذا العام .