يترأس نسيم نيكولاس طالب، رجل الاقتصاد النابغة، الأميركي من أصل لبناني وصاحب نظرية البجعة السوداء، التي تشير الى أن الأحداث غير المتوقعة هي التي تهيمن على حياتنا اليومية أكثر بكثير من كل ما هو متوقع، مجموعة من الخبراء الذين يرون أفقاً من التفاؤل بشأن الاقتصاد الايطالي على غرار ما يدور من أحاديث، بسويسرا، تعتمد على خبرة عميقة في عالم الرياضيات المالية. ثمة عوامل عديدة تضع رأي الخبير طالب وآراء الخبراء السويسريين على سكة حديدية مشتركة ألا وهي أن المخاطر التي تحوم في سماء دول أخرى، كما ايرلندا، تعتبر كميتها عشرة أضعاف ما قد تواجهه ايطاليا من مخاطر مالية.


برن:الديون المتراكمة على حكومة روما quot;أضحوكةquot; بالنسبة للثغرات المالية المسجلة في دول أوروبية أخرى، ومن ضمنها ايرلندا ناهيك من اليونان التي يحاول الاتحاد الأوروبي تجاهلها، حالياً، نظراً للحرج الذي يعاني منه أمام دول العالم! الخبراء اللبنانيون والسويسريون يلتفون حول ايطاليا بصورة صديقة تتعارض، كلياً، مع محاولات اقتصاديين أوروبيين يخططون لتشويه سمعة ايطاليا بعدما نجحوا، بمساعدة الوضع المالي الكارثي لليونان، في القضاء على سمعة تراث، تاريخي وفني، تابع لحكومة أثينا، لا يستبعد السويسريون أن يتم عرضه للبيع بالمزاد العلني لدى الضرورة! ولحسن الحظ، فان الباحث الأميركي-اللبناني، نسيم طالب، الذي يعتبر احدى الشخصيات الخمسين الأكثر نفوذاً في عالم الاقتصاد الدولي، يصطف الى جانب ايطاليا، في محنتها التي يسيطر عليها، كالعادة، طابعاً سياسياً متقلب المزاج.

بالنسبة للباحث اللبناني، فان الأزمة المالية الحالية ولدت مفعولاً ايجابياً بما أنها حضت الأوروبيين على تقليص ديونهم فضلاً عن التقيد بموازنات تتطلب الادخار الحتمي. وبالنسبة لايطاليا، فانها أغنى بكثير مما كانت الحال عليه قبل 30 و40 عاماً. أما مشاكلها، فانها سهلة الحل لكونها تفرض شد أحزمة الموازنات العائلية، قليلاً. ومهما حصل في ايطاليا، فان العودة الى زمن الفقر غير وارد أبداً.

في سياق متصل، تعلق الخبيرة ميشيل باخمان على آراء الباحث طالب، عبر، بالقول ان الحلول لمشاكل اليورو موجودة بما أن خبراء الاقتصاد نجحوا في رصد المخاطر المالية، بدقة. صحيح أن الاقتصاد الأوروبي زادت هشاشته من جراء الديون السيادية. فالأوروبيون، عموماً، يعيشون فوق طاقاتهم المالية! بيد أن هذه المشكلة تشمل الأغنياء منهم وليس الفقراء.

مقارنة بسبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، تنوه هذه الخبيرة بأن الأسر الايطالية زادت قوتها المالية والاستهلاكية بصورة لافتة. لذلك، فان التقشف، ولو قليلاً، لن يمثل مشكلة بالنسبة لهم. وهذا ما يطابق نظرية الباحث اللبناني. علاوة على ذلك، تشير هذه الخبيرة الى أن ايطاليا ليست الشوكة العالقة في حلق الاتحاد الأوروبي بما أنها تتمتع بديناميكية كبيرة من جراء اكتظاظ تاريخها بحكومات ضعيفة. ان المشكلة في ايطاليا ليست ادارة العجز العام انما ادارة التجارة بالحكومات الضعيفة!