برن: تدعو الأسواق المالية الدولية دول منطقة اليورو الى الاسراع في اعتناق الاصلاحات الضروريةالتي طال انتظارها. اذ ان أكثر من دولة أوروبية، خارج اليونان والبرتغال وايرلندا، على رأسها ايطاليا، بالطبع، تواجه عملية نضوج خطرة في ديونها العامة.

في الوقت الحاضر، بدأ مردود سندات الخزينة الايطالية(والمحيطية) سوية مع السندات الحكومية التابعة لكل من النمسا وفرنسا وبلجيكا(المصنفة ائتمانياً بالألف المثلثة) الارتفاع. في حين، تراجع مردود سندات الخزينة الألمانية. وهذا أمر يثير القلق! وبما أن القضاء على دين اليونان، بأي ثمن، لمنع امتداد الأزمة المالية حتى الى دول غير أوروبية، مستحيل، حالياً، ونظراً لحالة التخبط الذي يعيشه صندوق الانقاذ الدولي، تتآكل ثقة الأسواق المالية بعدما عجزت أوروبا عن تفعيل خططها الاقتصادية والمالية الطارئة.

من جانبهم، يتوقع الخبراء السويسريون أن تتم دعوة المستثمرين المؤسساتيين، الأوروبيين وغير، من كافة أنحاء العالم، لشراء ما قيمته 700 بليون دولار من سندات الخزائن الأوروبية، التي تستحق على الأمدين المتوسط والطويل، في العام المقبل، ومن بينها 200 بليون دولار من السندات الايطالية. وبالنسبة لسوق سندات الخزائن الأوروبية، قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل، المباعة باليورو، فان الخبراء يقدرون قيمتها، اليوم، بحوالي 5.7 تريليون دولار. في مطلق الأحوال، يشكك الخبراء بشهية المستثمرين حيال سندات خزائن أوروبية ومفاجآتها التي لم تجعلهم يشعرون بالطمأنينة.

في هذا الصدد، تشير الخبيرة سابرينا ماير لصحيفة quot;ايلافquot; الى أن الاصلاحات ستعيد ثقة الأسواق بمنطقة اليورو. أما على صعيد موعد البدء بهذه الاصلاحات فانه مجهول الى الآن. بالنسبة لصندوق الانقاذ الأوروبي (Efsf) فانه يستعد لبيع نوع من المشتقات المالية الجديدة المتعلقة بأدوات مقايضة مخاطر الائتمان (Cds). عموماً يهم خبراء هذا الصندوق بهندسة أوتوسترادات استثمارية جديدة تعيد ذاكرتنا الى مدى التعقيد الذي شهدته الأسهم والسندات الأوروبية، في الأعوام الثلاثة الأخيرة.

علاوة على ذلك، تنوه هذه الخبيرة بأن ثقة الأسواق ازاء خطوات صندوق الانقاذ الأوروبي غائبة بدورها. فهذا الصندوق تمكن، بصعوبة بالغة، من جمع مبلغ 3 بليون يورو. اذاً، كيف تستطيع الأسواق المالية اعطاء ثقتها العمياء لصالح كيان مالي أوروبي جديد(صندوق الانقاذ) لم ير الضوء بعد!