طلال سلامة من برن: تقلّصت تنقلات السويسريين، ما عدا جزء من رجال الأعمال، داخلياً وخارجياً، منذ مطلع هذا العام. ويبدو أن المستهلكين العاديين منهمكين في مواجهة معيشتهم ومتطلباتهم اليومية أكثر من أي وقت مضى نظراً إلى الغلاء المتفشي في البلاد، خصوصاً في أسعار المواد الغذائية.

مقارنة بالعام الماضي، وصل العدد الإجمالي لرحلات السويسريين إلى 16.6 مليون رحلة، 6.6 مليون منها في الداخل، وعشرة ملايين رحلة كان الخارج وجهتها. وفي عام واحد، تراجع عدد رحلات السويسريين بحوالى 400 ألف رحلة، نظراً إلى الأوضاع الاقتصادية المعقدة وأوضاع شرائح كبيرة من العمال، المهددين بعمليات تسريح جماعية، لا سيما في القطاعات المصرفية والصيدلانية والصناعية.

بالنسبة إلى طبيعة هذه الرحلات، فإنها تكون قصيرة داخل سويسرا، لما معدله أسبوع واحد، لتصبح طويلة خارج سويسرا، لما معدله أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. مع ذلك، يتراجع عدد الرحلات داخل سويسرا منذ أكثر من 12 عاماً.

في المقابل، يبرز ارتفاع عدد الرحلات الطويلة الخارجية لأسباب، ثلثها يتعلق بالأجازات، وخمسها بزيارة الأصدقاء أو الأسر. أما الباقي فهو منوط بتحركات رجال الأعمال السويسريين، الذين يكثفون أنشطتهم، لا سيما في آسيا وأميركا اللاتينية وأفريقيا.ويشهد فصل الصيف من كل عام ازدهاراً في حركة السيّاح السويسريين الاصطيافية إلى دول مجاورة. في حين تتقلص هذه الحركة في الشتاء لأسباب حرفية ومهنية ومناخية.

في هذا الصدد، تشير الخبيرة ريجينا شولر لصحيفة quot;إيلافquot; إلى أن 50 % من السويسريين يسافرون بوساطة عرباتهم الخاصة. كما إن 25 % منهم يفضّل السفر جواً، وخمسهم يختار التنقل عبر القطارات. وتراجعت حاليًا حركة السفر على السكك الحديدية (القطارات). أما حركة النقل الجوي فإنها انتعشت قليلاً خلال العام الجاري، ما يساعد شركات مثل quot;سويسquot; في النمو إلى حد أبعد.

في ما يتعلق بالإنفاق أثناء السفر، فإن السويسري يدفع حوالى 150 فرنكاً سويسرياً لتغطية النوم في الفندق ووجبة الطعام، نقصد هنا الطبقة الوسطى. أما تلك الغنية، فلا حدود للنفقات أمامها. فبعض رجال الأعمال أو الأغنياء السويسريون ينفقون يومياً أثناء سفرهم ما معدله مائة ألف فرنك سويسري. تقابل هذا الإنفاق أرباح ضخمة يجنيها هؤلاء الأغنياء بوساطة صفقات العمل.