بدأت سندات الخزينة البريطانية quot;غيلتquot; (Gilt) تشق طريقها بنجاح، لاقناع المستثمرين الدوليين بشرائها. في الآونة الأخيرة، رسا مردود هذه السندات، لعشرة أعوام، على 2.16 في المئة مقابل آخر، منسوب الى سندات الخزينة الألمانية quot;بوندquot;، يرسو على 2.03 في المئة. قبل عام بالتحديد، رسا المردود البريطاني على 3.64 في المئة مقارنة بنظيره الألماني الذي رسا على 2.99 في المئة. ما يعني أن الفارق بينهما، قبل عام، كان نحو 65 نقطة. بعد ذلك، بدأ هذان المردودان يتقاربان شيئاً فشيئاً. علينا القول، كذلك، أن مردود سندات الخزينة البريطانية تراجع حوالي 40.55 في المئة في عام واحد. في حين تراجع صديقه الألماني نحو 32 في المئة. علماً أنه كلما تراجع مردود سندات الخزينة كلما أضحت الأخيرة أئمن على المستثمرين. وهذه مزايا لا تتمتع بها الا دولاً أوروبية معدودة على أصابيع اليد!


برن:يفيد الخبراء السويسريون أن التباين بين بريطانيا وألمانيا، من حيث صلابة الاقتصاد والموازنات العامة، شاسع ويقع لصالح ألمانيا. فأزمة عام 2008 المالية حضت بريطانيا على عمليات انقاذ مصرفية واسعة جعلت عجزها المالي يصل الى 9 في المئة من ناتجها المحلي الاجمالي. وهذا وضع أسوأ من ذلك الذي تشهده ايطاليا والبرتغال واسبانيا.

في سياق متصل، يشير الخبير أندريه بيرفروا الى أن سندات الخزينة البريطانية ستلقى نجاحاً في شرائها من جراء موقف رئيس الوزراء البريطاني، المعارض لأي اتفاقية ضريبية أوروبية موحدة. فالسياسة المالية البريطانية المستقلة قد تكون سر نجاح سندات quot;غيلتquot; في الشهورالقادمة. ويبدو أن سلوكيات المصرف المركزي البريطاني ستقنع المستثمرين الدوليين في شراء سنداته. في المقام الأول، يحتفظ هذا المصرف بنسبة فائدة ترسو على 0.5 في المئة مقارنة بواحد في المئة لدى المصرف المركزي الأوروبي. كما أن المصرف، الذي يتبع استراتيجية مشابهة لتلك المسجلة لدى الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، لا يتأخر عن شراء سندات quot;غيلتquot; من الأسواق المالية، في الوقت المناسب.

علاوة على ذلك، ينوه هذا الخبير بأن المركزي البريطاني لا يواجه مشاكل في طباعة الأوراق النقدية وطمأنة الجميع، ومن ضمنهم المستثمرين، أن ديون بريطانيا سيتم تسديدها. على العكس، لا يستطيع المصرف المركزي الأوروبي طباعة الأوراق النقدية! انما هو مكتف، حالياً، بضمان السيطرة على التضخم المالي، في منطقة اليورو!