دبي: نجحت امارة دبي في تحويل مهرجانها السنوي للتسوق الى واحد من أهم الأحداث على خارطة السياحة والتسوق في العالم. ففي كل عام تبتكر اللجنة المنظمة للمهرجان وسائل جذب وعروضا تجارية وفعاليات ترفيهية غير مسبوقة تستقطب بها مئات الآلاف من السائحين سنويا إلى دبي، حتى ان عدد السائحين لهذه الامارة الخليجية الصغيرة في مساحتها يفوق عدد السائحين لدول كبرى. ولعل أهم ما يميز الدورة الحالية لمهرجان دبي للتسوق هو أنها تمنح المتسوقين والسائحين وزوار الإمارة جوائز كبرى أشبه بجوائز أساطير كتاب 'ألف ليلة وليلة'. فقد خصصت لهم حقائب مملوءة بالذهب والمجوهرات توزع يوميا وعشرات السيارات الفارهة وجوائز بملايين الدولارات، حتى أن كثيرا من السائحين اعتبروا أن هذا المهرجان 'أصبح أسرع وسيلة للثراء'. وقد انطلقت الدورة الحالية من المهرجان، وهي السادسة عشرة يوم 20 كانون الثاني/يناير الماضي وتستمر 32 يوما.


وطوال ايام المهرجان تنطلق كرنفالات موسيقية ضخمة مكونة من عشرات المُهرجين والراقصين الغربيين والافارقة في شوارع الامارة وهم يرتدون الثياب الملونة لنشر أجواء المرح بين السائحين والمتسوقين، وتصاحبها عروض الألعاب النارية بأشكال متنوعة لتتزين سماء دبي بأطياف باهرة من الألوان الى جانب آلاف الاشجار والاعمدة المزينة بسلاسل الاضاءة والاعلام. وأجمل ما يميز المهرجان أنه كرنفال من مختلف جنسيات العالم، ففي أسواق دبي ترى الخليجي والى جواره السوداني والمصري والياباني والهندي والالماني والامريكي بازيائهم الشعبية وملامحهم المختلفة محققا شعاره 'عالم واحد..أسرة واحدة'.


يمنح المهرجان خصومات كبرى في مختلف الاسواق والمحال على جميع السلع اضافة الى عروض خصم على رحلات الطيران والاقامة في فنادق الامارة. وقالت ليلى سهيل، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للفعاليات والترويج التجاري المنظمة للمهرجان 'إن مهرجان دبي للتسوق استطاع على مدى 15 عاماً أن يحقق الكثير من الإنجازات والنجاحات ويرسخ من مكانة دبي في صناعة المهرجانات، وقد تمكن عبر هذه السنوات الطويلة ومنذ انطلاقته الأولى في العام 1996 أن ينشر البهجة والمرح ويرسم الابتسامة على وجوه الملايين من الزوار والسياح'. وذكر إبراهيم صالح المنسق العام للمهرجان أن الدورة الحالية من المهرجان تشهد لأول مرة مشاركة واسعة للأسواق الشعبية والتراثية في إمارة دبي إلى جانب مراكز التسوق الكبرى التي تشتهر بها الإمارة. واعتبر أن مهرجان دبي للتسوق أصبح 'أضخم مهرجان للتسوق على مستوى العالم' لافتا الى أن اللجنة المنظمة للحدث تقدر ارتفاع مبيعات اسواق الامارة بنسبة 20 ـ 30' خلال الدورة الحالية. واضاف 'تتضمن الدورة الجارية الكثير من الفعاليات الترفيهية والثقافية والرياضية والفنية، وعروضا ترويجية وجوائز يومية قيمة، إلى جانب التمتع بفرص شراء مختلف السلع بأفضل الأسعار'. ومن فعاليات المهرجان 'أسبوع دبي للموضة' وعروض للفرق الشعبية من مختلف دول العالم، وأيضاً حفلات غنائية ويوميات شعرية احياها الفنانون شيرين عبد الوهاب ورابح صقر اضافة الى الفنانين وائل كفوري وأليسا.


ويقدم المهرجان ما يشبه الكنز من الذهب والمجوهرات والجوائز للمتسوقين، اذ يمنحهم ما اسماه 'حقيبة الحظ'، وهي عبارة عن حقيبة مملوءة بالذهب تمنح كل يوم لأحد المتسوقين طوال ايام المهرجان الـ32. ويصل مجموع الذهب الممنوح الى 21 كيلوغراما بقيمة مليون دولار. وفي اخر يوم للمهرجان يحصل متسوق على جائزة كبرى عبارة عن خمسة كيلوغرامات من الذهب. وبالإضافة إلى حقيبة المجوهرات، هناك أيضاً فرصة للفوز بمبلغ 3 ملايين درهم اماراتي لمتسوقي الألماس واللؤلؤ والساعات. ومنذ انطلاقه عام 1996 قدم المهرجان بالتعاون مع مؤسسات دبي ومجلس الذهب العالمي ما مجموعه 650 كيلوغراماً من الذهب جوائز للمتسوقين. والى جانب ذلك يحظى زوار ومتسوقو المهرجان بكثير من الجوائز التي تتنوع بين السيارات الفاخرة والمبالغ النقدية. ويجري المهرجان سحوبات يومية على سيارة دفع رباعي بالإضافة إلى 10 سيارات خصصها كجائزة كبرى خلال اليوم الختامي لعشرة رابحين. ويقول صالح 'أصبحت جوائز السيارات جزءاً أساسياً من المهرجان منذ انطلاقته الأولى وساهمت في تغيير حياة الآلاف من الفائزين على مدار الأعوام السابقة وقد بلغ عدد السيارات الممنوحة للمتسوقين خلال الدورات الماضية نحو 400 سيارة'. والطريف هذا العام ان بريطانيا أشترى شطيرة (ساندويتش) قيمتها تقل عن 6 دولارات فربح سيارة ذات دفع رباعي فارهة. وحول ذلك يقول انه تناول في دبي 'ألذ وأطيب ساندويتش في العالم'.