تحركت وزارة التجارة والصناعة السعودية لتلافي دخول أي منتجات أو سلع إستهلاكية واردة من اليابان من دون فحص.


الرياض: أبلغت وزارة التجارة والصناعة السعودية كافة مختبراتها العاملة في المنافذ الحدودية بأهمية إجراء المسح الإشعاعي على جميع السلع الاستهلاكية المستوردة من اليابان.

وخاطبت الوزارة مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية للتعميم على كافة المستوردين للسلع الاستهلاكية بضرورة إجراء اختبارات لفحص تلك السلع ، كما أكدت الوزارة أيضًا على الشركات المانحة لشهادات المطابقة لتلك السلع بأهمية اتخاذ مثل هذا الإجراء قبل منح شهادات المطابقة ، وخاطبت الوزارة كل من الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة ومصلحة الجمارك بتلك الإجراءات الوقائية للحد من تسرب السلع الملوثة إشعاعيًا.

وأوضح وكيل وزارة التجارة المساعد لشؤون المستهلك صالح الخليل في تصريح لــquot; إيلافquot; أن إجراءات الفحص بدأت من اليوم، وهو إجراء وقائي واحترازي يشمل جميع السلع الاستهلاكية ( أجهزة إلكترونية، وكهربائية)، مشيرًا إلى أنه في حال وجود إشعاع في سلع واردة من اليابان لايسمح بدخولها نهائياً.

وأضاف الخليل أنه يوجد في السعودية 16 مختبرًا مجهزة وقادرة على إجراء الفحص الإشعاعي في مختلف منافذ المملكة، مشيرًا إلى أنه تم التأكيد علىالشركات المانحة التي تمتلك مختبرات خاصة في السعودية، وتتعامل مع الوزارة لإصدار شهادات المطابقة لتلك السلع بأهمية اتخاذ مثل هذا الإجراء قبل منح شهادات المطابقة.

يأتي ذلك بعد أن تفاقمت الأزمة النووية في اليابان أمس بعد انفجار جديد وحريق في محطة فوكوشيما 1 حيث تتوالى الحوادث منذ الزلزال العنيف الذي ضرب البلاد الجمعة الماضي وخلف وراءه على الأرجح أكثر من عشرة آلاف قتيل. وأعلن رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان للتليفزيون أن مستوى الإشعاعات laquo;ارتفع بشكل كبيرraquo; في محطة فوكوشيما1 النووية. ودعا القاطنين في منطقة قطرها 30 كلم إلى ملازمة منازلهم أو مكاتبهم. وهذا التدبير يضاف إلى أمر الإخلاء الذي صدر أمس لأكثر من 200 ألف شخص يسكنون قرب هذه المحطة النووية الواقعة على قبالة الشاطئ.

وتم تسجيل مستوى إشعاعي أعلى بقليل من المعدل الطبيعي خلال فترة الظهر في طوكيو الواقعة على بعد نحو 250 كلم. ولم تدع السلطات حتى الساعة سكان كبرى المدن في العالم التي تعد 35 مليون نسمة إلى اتخاذ تدابير احترازية استثنائية. وبعيد الساعة 06:00 ص laquo;21:00 توقيت جرينيتش الاثنينraquo; وقع laquo;انفجار ضخمraquo; في المبنى الذي يضم المفاعل الثاني بحسب شركة كهرباء طوكيو التي تدير المحطة. وتسبب انفجار هيدروجيني آخر باندلاع حريق في المفاعل الرابع الذي كان متوقفًا عن العمل بسبب أعمال الصيانة خلال الزلزال. وعلى عكس الانفجارات السابقة التي طالت المفاعلين الأول والثالث، فإن الانفجار في المفاعل الثاني لم يخلف آثارًا خارجية ولم يلحق أضرارًا بالمبنى الخارجي.

وهذه الانفجارات أتت نتيجة لعمليات الطوارئ التي انطلقت بعد تعطل أنظمة التبريد للمفاعلات الذي تسبب به التسونامي الذي أعقب الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 9 درجات وهو أعنف زلزال يسجل في تاريخ اليابان. ومنذ ذلك الحين، تم توقيف العمل بالكامل في هذه المحطة التي بنيت في سبعينيات القرن الماضي وتقوم الشركة المشغلة بضخ مياه البحر لتبريد المفاعلات وهي عملية تقود إلى تسربات إشعاعية. وقال المتحدث باسم الحكومة يوكيو إيدانو إنه laquo;خلافا لما حصل حتى الآن، فما من شك أن المستوى الذي وصلت إليه الإشعاعات قد تضر بصحة الإنسانraquo;.

وأوضح أنه تم تسجيل مستويات إشعاعية بين 30 و400 ميليزيفرت في محيط المفاعلات. وابتداء من جرعة 100 ميليزيفرت يتلقاها الجسم البشري، تشير الملاحظات الطبية إلى ازدياد في عدد الإصابات بالسرطان.