تشهد سوق لندن للمعادن (LME) موجة من المبيعات التي تستهدف النحاس والتي تؤثر على أسعار جميع المعادن غير الحديدية، بصورة سلبية. على سبيل المثال، تراجعت أسعار الرصاص والزنك والقصدير حوالي 7 في المئة. أما سعر النيكل فهو تراجع 10 في المئة تقريباً. بالنسبة لأسعار الألومنيوم، فانها تمكنت من تقليص الخسائر بمقدار 2 في المئة فقط. في الحقيقة، فان المشغلين صُدموا، فجأة، بتراجع الواردات الصينية، من النحاس، في الشهر الماضي، بنسبة 35 في المئة مقارنة بالشهر الأسبق. ما يعادل 235 ألف طن من النحاس وهذا أدنى سقف له منذ شهر يناير(كانون الثاني) من عام 2009.


برن:يرى الخبراء السويسريون أن العديد من التجار الصينيين اشتروا كميات كبيرة من النحاس، في الشهور الماضية، للحصول على مبالغ ائتمانية ثنائية الاستعمال. من جانب، يتمكن هؤلاء التجار من استعمالها لاقراض الآخرين، والحصول بالتالي على فوائد مالية منها.

من جانب آخر، يتمكن التجار، من خلال هذه المبالغ، من تمويل مشاريعهم التوسعية ان كانت متعلقة بمصانعهم أم لا. علاوة على ذلك، يشير الخبراء الى أن موضة الحصول على مبالغ أم أرصدة ائتمانية، عبر شراء النحاس، تتفشى، بالصين، بما أن الاجراءات الحكومية الرامية الى تخفيض كميات السيولة المالية، في الأسواق، أضحت مزعجة. ولا يستبعد هؤلاء الخبراء لجوء التجار الأوروبيين والسويسريين الى ابتكار ما هو مماثل لشراء النحاس، وخزنه في المستودعات، للحصول على مساعدات حكومية مالية من الممكن استغلالها، لأغراض شخصية تجارية، وفق الظروف والفرص المتوافرة.

في سياق متصل، يشير الخبير كونراد أويلر الى أن الصين تبقى المفتاح الرئيسي الذي سيقرر أسعار النحاس، في الشهور المقبلة. بيد أن تدهور أسعار النحاس، مؤخراً، الى تسعة آلاف دولار أميركي في الطن سبب بلبلة في أوساط المحللين الذين يتوقع، قسم منهم، ارتفاع قوي للأسعار اعتباراً من النصف الثاني من العام. في حين يبقى قسم منهم في غاية الحذر حيال أسعار النحاس المستقبلية.

كما ينوه الخبير أويلر بأن السياسات الدولية، الخاصة بالعملات الصعبة، التي تتصاعد حدتها تحض الصينيين، أولاً، على عدم شراء كميات جديدة من النحاس واستخدام المخزون المتوافر منه. هنا، ثمة قسم من الخبراء، اعتماداً على معطيات هذا الخبير، يتوقع وصول سعر طن النحاس الى 11 ألف دولار اعتباراً من مطلع شهر يوليو(تموز) القادم. في حين يوجد جزء آخر من المحللين الذين يتمسكون بأن الصينيين لن يعاودوا شراء النحاس قبل نزول الأسعار الى 8500 دولار في الطن. في مطلق الأحوال، يتوقف الخبير أويلر للاشارة الى أن كل شيء متوقف على مسار الأسواق النفطية. فأي ارتفاع في هذه الأسعار من شأنه شل أي زيادة متوقعة في أسعار النحاس!