أرجع محللون أن الثورات العربية والأحداث المتلاحقة في الخليج العربي أضعفت القوة الشرائية المعهودة في سوق الذهب السعودي، الأمر الذي قادهم إلى التوجه نحو الذهب المستعمل وغيره من السلع الآمنة، كالعقار، مع توقع عودة القوة الشرائية خلال موسم الصيف المقبل.


الرياض: يعتبر سوق الذهب السعودي من أنشط الأسواق في الشرق الأوسط، حيث يحظى بالمكانة الرابعة عالميًا من حيث استهلاكه المعدن الأصفربعد الهند و الصين والولايات المتحدة، إلا أن الأشهر الماضية شهدت تراجعًا كبيرًا في حجم مبيعات الذهب في السوق السعودية.

تعمل الأوضاع السياسية والاقتصاديةعلى ارتفاع سعر الذهب وانخفاض القبول عليه محليًا. فمازال الطلب على الذهب في السوق السعودية محدوداً، كما يشهد حالياً انخفاضاً في المبيعات منذ بداية العام الجاري، وذلك بالرغم من زيادة الطلب عليه عالميًا.

وفي حديث لـquot;إيلافquot;شرح المحلل الاقتصادي الدكتور فهد بن جمعة أسباب ضعف الإقبال على سوق الذهب السعوديمشيرًاإلى أن الضعف يكمن في غياب القوة الشرائية في ظل هذه الأزمات السياسية، وموضحًا أن العامل النفسي على الفرد يجعله يتوجه إلى شراء الأسهم أو العقار، حيث يعتبرها أكثر أمانًا من الذهب.

كما أرجعبن جمعة السبب إلى أن سوق الذهب في السعودية هي موسمية، معتبرًا أن غياب موسم حفلات الزفاف في هذه الفترة أدى إلى انخفاضها، ورأى أن الموسم الصيفي الذي ستتخلله الإجازة سيشهد انتعاشًا كبيرًا يبدد انخفاضاته.

فيما يرى خالد العمري، وهو صاحب إحدى محال المجوهرات والذهب، أن الارتفاع الملاحظهو من الأسباب الرئيسةالتي تؤثر فيالسوق السعودية، كما أضاف العمري في حديثه لـquot;إيلافquot;لقد أصبح توجه الناس إلى الذهب المستعمل، حيث يعتبرونه أقل قيمة وأوفر، كما إن إقبال الجميع على بيع الذهب المستعمل من قبل المواطنين بسبب الارتفاع في ظل توقع في الانخفاض بسبب الأحداث المتلاحقة في الخليج والعالم العربي في الأشهر الثمانيةالماضية.

ورجحت تقارير متخصصة صادرة من مراكز الأبحاث الدولية والمحللين العالميين أن اتجاه أسعار الذهب في 2011 والسنوات القليلة المقبلة لا يزال يتسم بالنزعة الصعودية، بفعل عدد من العوامل، منها زيادة الطلب بسبب النمو في الأسواق الناشئة، وبطء تعافي الاقتصاد العالمي، وديون أوروبا، وزيادة الطلب الصناعي.

كما أوضحت تلك التقارير، ومنها تقرير لشركة الأبحاث العالمية GFMS، أن يكون هذا الصعود بطيئًا مع بعض التراجع في مطلع العام الجديد، ولكن يمكن أن يبلغ سعر الذهب 1500 دولار للأوقية quot;الأونصةquot; بين الربعين الأول والثاني من عام 2011، ما يعني تسجيل أرقام قياسية جديدة.

وأكد مدير عام السوق السعودية في مجلس الذهب العالمي بشر ذياب، تقارير صحافية أن الذهب سيظل ركيزة أساسية في هيكل الاقتصاد العالمي، ومحورًا لأداء المستثمرين من حول العالم.

ووصف ذياب سوق الذهب العالمية خلال العام الماضي بأنها تميزت بـ quot;الاستقرارquot; بزيادة نحو 2%، حيث زاد إنتاج المناجم بنحو 5% عما كان عليه في 2009، كما إن الذهب المدور (الكَسْر)، ما زال معتدلاً لتوقّعّ زيادة الأسعار.

وأوضح أن عام 2010 شهد تحولاً عكسيًا في علاقة البنوك المركزية في العالم بالذهب، حيث أصبح عدد من تلك البنوك يشتري بدلاً من البيع (الهند، وروسيا، والصين)، معتبرًا أن هذا التحوّل لم يحدث منذ 20 عاماً.