يتوجه انتباه خبراء الطاقة السويسريين الى مدى الاعتماد، مستقبلاً، على الطاقة النووية. اذ بعد حادثة اليابان تبخرت العديد من المشاريع الحكومية، الخاصة بالاسراع في افتتاح معامل لتوليد الطاقة النووية، كي تحل محلها أخرى، غير متكاملة بعد، خاصة بانتاج الطاقة الشمسية. من جانب آخر، يلاحظ الخبراء أن ايجاد بدائل لامدادات النفط شبه معدوم، حالياً، في موازاة ارتفاع أسعار النفط الى أكثر من 120 دولار أي الى مستويات ما قبل اندلاع الأزمة المالية في عام 2008. بالنسبة للبرنت، أي النفط المستخرج من بحر الشمال، فان سعره استعاد مستوى تاريخياً، رصده الخبراء في 23 آب(أغسطس) من عام 2008، عند 126 دولاراً تقريباً.


برن: في ما يتعلق بايران فان دخولها خط الضغط على أسعار النفط وبالتالي اقتحامها خط القرارات النفطية الاقتصادية العالمية لم يلق بعد أي رد فعل، على الصعيد السويسري. بيد أن التصريحات الايرانية، التي تتوقع قفزة نوعية في أسعار النفط، من تلك الحالية الى أكثر من 150 دولار، قريباً، كان كافياً، وفق رأي الخبراء، هنا، في تحليق برميل النفط من نوع quot;دبليو تي آيquot; (World Texas Intermediate) الى ما فوق 108 دولاراً. وهذا أعلى حد له، في الأسواق الآسيوية، منذ 30 شهراً. علماً أن ايران ثالث أكبر دولة مصدرة للنفط، في مجموعة quot;أوبكquot;، بقدرة 4.2 مليون برميل يومياً. هذا وتعتبر ايران بين الدول الأكثر تمسكاً بصادرات النفط.

في سياق متصل، يشير الخبير هوارد أرشير، من شركة (Ihs Global Insight) الى أنه يوجد اهتمام سويسري متصاعد لتأسيس بعض الجذور الاستثمارية في أفغانستان، عندما ستسمح الظروف، بهدف تعزيز بدائل امداد سويسرا بالغاز والنفط من الخارج. لليوم، ثمة اعتماد سويسري كبير على خطوط الأنابيب المتأتية من الجزائر. بيد أن الأوضاع الراهنة، هناك، تطرح أكثر من علامة تساؤل حول صحة امدادات الطاقة، عبر هذه الأنابيب، في المستقبل.

علاوة على ذلك، ينوه الخبير أرشير بأن شبح التضخم المالي الذي يخيم سوية مع تراجع الحركة السياحية على سويسرا، من جهة، والوضع الاقتصادي الصعب لعدة دول في منطقة اليورو اضافة الى الكارثة اليابانية والأوضاع الأمنية المتردية في الشرق الأوسط(ومؤخراً في سوريا)، من جهة أخرى، تجعل البدائل المتوافرة لدى حكومة برن، في قطاع الطاقة، ضعيفة جداً. وفي ما يتعلق بقيام السعودية بتسويق النفط الخام منخفض الكبريت فان الخطوة، بنظر هذا الخبير، تثير شهية الغربيين، انما لم تتألق بعد لا في الأسواق الأوروبية ولا في سويسرا.