منذ مطلع العام، بدا للجميع أن تجارة ألواح السيراميك مهددة بمخاطر قد تجر معها خسائر بملايين الدولارات على التجار الدوليين. وتتأتى هذه المخاطر من تركيا وأستراليا، خصوصاً، بمساعدة نيران أسعار المواد الأولية التي يعتبر السيراميك أحد مكوناتها الفاخرة! يذكر أن ألواح السيراميك يتم تصنيعها من الزركونيا والفلدسبار.


برن: بالنسبة للزركونيا فانه يتم تصديرها من أستراليا وأفريقيا الجنوبية ويتم استعمالها في quot;تبييضquot; السيراميك. في عام واحد، تضاعفت أسعار الزركونيا لتصل، اليوم، الى 1700 يورو لكل طن. في ما يتعلق بالفلدسبار فان مصيبة الأسعار أثقل بكثير بما أن الفلدسبار يستأثر بحوالي 40 في المئة من انتاج السيراميك مقارنة ب4 في المئة فقط لصالح الزركونيا!

على صعيد سويسرا، فان تجارها يشتكون من زيادة، العام، في أسعار مادة الفلدسبار بنسبة 15 في المئة، أي 30 الى 35 فرنك سويسري. ما يجعل سعر هذه المادة، لكل طن، تصل الى 70 فرنك سويسري وفق النوعية. ومن جانبهم، يفيدنا الخبراء السويسريون أن الانتعاش المتوقع لتجارة ألواح السيراميك، العام، قد يذهب هدراً في حال واصلت أسعار المواد الأولية، سوية مع تكاليف نقلها من الدول المصدرة، ارتفاعها. صحيح أن ألواح السيراميك تمثل قسماً هاماً من هندسة الديكور للمنازل والفيلات، هنا، الا أن أي انتكاسة سيواجهها التجار السويسريين ستحمل معها خسائر لا تقل عن بليون فرنك سويسري. وهذه كارثة حقيقية لدولة فيدرالية تعاني من تراجع ملحوظ في حركة الصادرات.

في سياق متصل، يشير الخبير مارك مانفريديني الى أن أسعار المواد الأولية قفزت حوالي 25 في المئة، في أقل من عام. كما أن تكاليف نقل مكونات السيراميك، من الخارج، زادت من جراء ارتفاع أسعار النفط. لذلك، فان الخبير مانفريديني يعتقد أن تجارة السيراميك قد تدخل الى مرحلة كساد، مؤقتة، للأسف، بعد أن حققت عائدات، في العام الماضي، لما مجموعه 3.5 بليون فرنك سويسري.

علاوة على ذلك، ينوه هذا الخبير بأنه من الممكن استبدال الزركونيا، في صناعة السيراميك، بمادة أخرى أقل تكلفة. لكنه ليس بالامكان التخلي عن الفلدسبار، أي المكون الأغلى ثمناً. في مطلق الأحوال، فان ألواح السيراميك، المصنوعة هنا، لن يرتفع سعرها أكثر من 4 في المئة وهذا سعر مقبول عالمياً.