لم يفلت خبر اكتشاف حقل ضخم من الغاز في بوليفيا من تحليل الخبراء السويسريين المتعطشين الى ايجاد بدائل آمنة لتجهيز سويسرا بكافة احتياجاتها من الطاقة التقليدية. هذا وتم اكتشاف هذا الحقل الغازي في مدينة quot;أكويوquot; (محافظة شاكو) البوليفية بفضل فريق من التابعين لشركة quot;توتالquot; النفطية الفرنسية. وسيضخ هذا الحقل، اعتباراً من عام 2015، حوالي 6.6 مليون متر مكعب من الغاز، يومياً! ما يعني أن احتياطات الطاقة البوليفية تعززت نحو 30 في المئة صعوداً الى 13 مليار متر مكعب من الغاز.


برن:يعتقد خبراء سويسرا أنه لا بد لحكومة برن النظر في علاقاتها مع بوليفيا من أجل تمهيد الطريق أمام أنشطة مشتركة، بين الشركات السويسرية والبوليفية، بهدف انشاء منصة تعاون قد تساعد سويسرا في التخلي، جزئياً، عن شبكة تجهيزات بالطاقة، تتفرع طرقها بين أوروبا وأفريقيا الشمالية، أضحت quot;مزعجةquot; قليلاً من جراء تكاليف الصيانة الباهظة.

في سياق متصل، يشير الخبير بيتر ميسنر الى أن بوليفيا تعمل على تصدير الغاز، بصورة رئيسية، الى دولتين اثنتين هما البرازيل والأرجنتين. وبالنسبة للاستثمارات الأجنبية الهامة، في بوليفيا، فان الوجود السويسري، داخلها، ما زال في مرحلة في غاية التواضع. وبين المستثمرين الأجانب، الأقوياء، نجد شركة quot;توتالquot; الفرنسية التي تعد شريكة مجموعة quot;تيكبترولquot; (Tecpetrol) الايطالية-الأرجنتينية. بفضل هذه الشراكة واستثمار حوالي 70 مليون دولار، فقط، ينوه الخبير ميسنر بأن اكتشاف حقل الغاز الجديد بات حقيقة quot;يحسدهاquot; الكثيرون! فمنذ عام 2006، لم يتم العثور على أي حقل غاز، ذو أهمية جغرافية واستراتيجية، في بوليفيا.

ويتوقف الخبير ميسنر للاشارة الى أن الشركات النفطية العالمية لعبت بالأرقام، التي تعطينا صورة واقعية بشأن وضع احتياطات الغاز البوليفية، لقيادة حملة من المضاربات المربحة في البورصات. من جانب آخر، يستبعد الخبير أن تسعى الشركات السويسرية، كما quot;آي بي بيquot;، الى ابرام اتفاقيات مع شركات أجنبية عاملة في قطاع الغاز، في بوليفيا، الذي جنى أرباحاً في عمليات التصدير، في العام الماضي وحده، رسا مجموعها على 1.7 بليون دولار أميركي.

ويتوقع هذا الخبير تحركات سويسرية قريبة جداً للاعداد الى سلة من الاجتماعات الرامية الى تعزيز مجالات التعاون السويسرية البوليفية من دون اطلاق العنان لأي تنافس بين القوى المالية السويسرية(التي لا ترحم) والسلطات التنظيمية في بوليفيا. أما على الصعيد الخاص، يتوقع الخبير ميسنر أن يقدم بعض التجار السويسريين على ابرام اتفاقيات، خالية من الشفافية، مع بعض الشركات الأجنبية العاملة هناك.