يحتل المهندسون مكانة مرموقة ومحترمة في سويسرا، كما أن العديد من الشركات لا تستطيع الاستغناء عنهم حتى لو كانت موازناتها تحت المستوى المطلوب لادارة الأعمال التجارية على النحو الصحيح.


برن: يحتل المهندسون مكانة مرموقة ومحترمة في سويسرا. كما أن العديد من الشركات لا تستطيع الاستغناء عنهم حتى لو كانت موازناتها تحت المستوى المطلوب لادارة الأعمال التجارية على النحو الصحيح. في الحقيقة، فان أي شركة، بصرف النظر عن جنسيتها، بحاجة الى فريق من المهندسين للحفاظ على موقعها التنافسي الدولي. عادة، فان أي وظيفة جديدة تلقى عليها اقبالاً من قبل 4 أشخاص. لكن في حال كانت هذه الوظيفة داخل قطاع التكتولوجيا المتقدمة فان ما يحصل هو العكس. ما يعني أن العديد من الوظائف تبقى شاغرة لعدم توافر الشخص الكفوء!

من جانبهم، يشير المراقبون السويسريون الى أن عدد المتخرجين من فروع العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في تراجع دائم. وما يتمكن، الى الآن، من التخفيف من وطأة هذه الظاهرة المقلقة هو الطلاب الأجانب الذين يرغبون في الدراسة ثم العمل، هنا. هكذا، تنوي السلطات المختصة بالتعاون مع عدة شركات خاصة المشاركة في برامج متنوعة لدعم طلاب هذه الفروع، على شتى الصعد. واضافة الى عرض تشكيلة واسعة من الحوافز فان الشركات الخاصة تستعد لدعم عالم العمل الوطني عن طريق مساعدة الجامعات في تمويل دورات تكوينية للمتخرجين. واعتباراً من العام القادم، فان الحوافز(المادية) والدورات ستشمل، سنوياً، أكثر من عشرة آلاف طالب وطالبة، على وشك الانتهاء من دراساتهم الجامعية. ما يعتبره المراقبون استثماراً ذكياً، من حكومة برن ونخبة من الشركات المحلية، في قطاعات الهندسة والتكنولوجيا والابداع.

في هذا الصدد يشير المحلل الجامعي ماكسيميليان بيتاو لصحيفة ايلاف الى أن سوق العمل السويسرية تعرض فرصاً أكثر على المهندسين مقارنة بالأسواق الأوروبية. في السابق، كانت الشركات الكبرى، وحدها، تمتص كل ما يوجد من مهندسين في ساحات العمل. أما اليوم، فان الشركات، الصغيرة والمتوسطة، دخلت خط التوظيف وبمعاشات مغرية تتخطى، أحياناً، ما تعرضه عليهم الشركات السويسرية العملاقة.

في ما يتعلق بالمعاشات، فانها تتراوح في بداية السيرة المهنية للمهندس، بين 3 و5 آلاف فرنك سويسري. علاوة على ذلك، ينوه الخبير بيتاو بأن المهندسين لا يعرفون البطالة أبداً، هنا، برغم الضيقة التي يمر بها جزء من الشركات الوطنية. وفي أسوأ الحالات، نجد نسبة ضئيلة تتراوح بين 1 و4 في المئة من المهندسين العاطلين عن العمل، بصورة مؤقتة! اذ ان توظيفهم أولوية بالنسبة للجميع، ومن ضمنهم مكاتب العمل، الرسمية وغير.