لندن: أعلنت مجموعة لويدز المصرفية البريطانية الخميس عن خسارة صافية في النصف الأول من العام مقدارها 2.3 مليار جنيه إسترليني (2.6 مليار يورو، 3.8 مليار دولار) بعد اضطرارها لتعويض عملائها الذين باعت لهم برامج تأمينية غير ضرورية.
وقالت المجموعة، التي سبق وانقذتها الحكومة البريطانية بشراء حصة كبيرة من اسهمها، ان خسارتها بعد حساب الضرائب عن فترة الستة اشهر حتى حزيران/يونيو تقارن بربح صاف حققته عن الفترة نفسها من عام 2010 بلغ 596 مليون جنيه. وكانت المجموعة قد الغت الشهر الماضي 15 الف وظيفة في اطار مسعاها إلى خفض عملياتها الدولية بمقدار النصف.
وكانت الارباح قبل احتساب الضرائب وبخلاف المصاريف الاستثنائية قد انخفضت بنسبة 31 % الى 1.1 مليار جنيه لكنها تفوقت على توقعات المحللين بربح بمقدار مليار جنيه، حسبما ذكرت انباء دو جونز.
وقال المدير التنفيذي المعين حديثا للمجموعة انطونيو هورتا-اوزوريو في بيان له quot;جاء اداء المجموعة متماشيا مع توقعاتنا في النصف الاول من العام 2011 رغم التحديات الاقتصادية المستمرة وحالة عدم اليقين ازاء السياسات التنظيمية الجديدة، التي انعكست اثارها .. على تلك النتائجquot;.
وقد تضررت المجموعة، التي تملك الحكومة البريطانية 41 % منها، جراء دفعها مبلغ 3.2 مليار جنيه لتعويض عملائها الذين باعت لهم تأمينا على القروض دون ان تنبههم الى ذلك.
وكانت المصارف البريطانية في نيسان/ابريل قد خسرت استئنافًا أمام المحكمة العليا ضد تضييق اللوائح على quot;تأمين المدفوعاتquot; والمقصود منه بيع البنوك التأمين للعملاء في حال عدم تمكنهم من الوفاء باقساط السداد على الديون المستحقة عليهم للبنك من قبيل القروض الشخصية وقروض الاسكان ومدفوعات بطاقات الائتمان.
وقد ثار الجدل حول تأمين المدفوعات بعد ان اتضح ان البنك باع لشلعديد من العملاء التأمين من دون ان يوضح لهم انه حملهم تكلفته ضمن اقساط سداد قروضهم. ومنذ ذلك الحين حظرت الهيئة البريطانية لمراقبة اصول المنافسة تقديم القروض مصحوبة بتأمين المدفوعات في آن واحد.
وكان هورتا-اوزوريو، الذي تولى منصب المدير التنفيذي لمجموعة لويدز في اذار/مارس، قد كشف في الشهر الماضي خططا لتوفير 1.5 مليار جنيه يتكلفها البنك سنويا، اضافة الى الغاء 15 الف وظيفة، اي 14 % من العاملين به. وقال هورتا-اوزوريو متحدثا للصحافيين الخميس عبر الهاتف quot;لا اعتقد ان هذا الرقم سيتغيرquot;.
وكانت مجموعة لويدز قد تخلت عن 40 الف وظيفة منذ عام 2009 مع سعيها إلى استعادة عافيتها الاقتصادية بعد تأميمها جزئيا في ذروة الازمة المالية العالمية.
كما يخفض البنك عملياته الدولية من 30 بلدا في الوقت الراهن الى 15 بلدا بحلول 2014. وكان البنك قد تضرر بصفقة شرائه مصرف اتش بي او اس المنافس له في عام 2008.
وترك المدير التنفيذي السابق للمجموعة، اريك دانيالز، منصبه وسط غضب عارم بين المساهمين بعدما اشرف على شراء مصرف اتش بي او اس بدعم حكومي. وكان هورتا-اوزاريو يرأس قبل توليه منصبه الحالي في مجموعة لويدز، مصرف سانتاندير بريطانيا، وهو الفرع البريطاني للمجموعة المصرفية الاسبانية سانتاندير.
التعليقات