وسعت المصارف الأميركية الكبرى، في الشهور الأخيرة، درجة انكشافها على المخاطر المالية التي تحاصر أوروبا من عدة جهات. ما يدل، مرة أخرى، على النوافذ، التي لا تعد ولا تحصى، التي تربط الأسواق المالية بعضها بعضاً.

برن: لا يمكن القول ان فرنسا تمر بمرحلة اقتصادية حسنة. لا بل ان أوضاعها المالية، التي تؤثر مباشرة على صحة مصارفها، وضعت المصارف الأميركية تحت ضغوط تنذر بتطور المرض المالي السرطاني الى مراحل أبعد، حول العالم وليس بأميركا حصراً. وبين هذه المصارف الأميركية، يتوقف الخبراء على اسمين، هما quot;سيتي غروبquot;، الذي كان ضحية الأزمة المالية في عامي 2007 و2008 وحصل على مساعدات مالية لتفادي الافلاس، فضلاً عن مصرف الاستثمارات quot;غولدمان ساكسquot;.

في النصف الأول للعام، رفع مصرف quot;سيتي غروبquot; درجة انكشافه على المصارف الفرنسية الى 40 في المئة(15.7 بليون دولار من استثمارات في هذه المصارف). في حين زاد مصرف quot;غولدمان ساكسquot; درجة الانكشاف هذه الى 31 في المئة مما يُترجم، بلغة الاستثمارات، بما مجموعه 38.5 بليون دولار أميركي. الى الآن، يعجز الخبراء المصرفيين السويسريين عن تحديد أنواع المخاطر التي سيواجهها المصرفين الأميركيين الذين يلجآن، اليوم، الى مناورات، لحماية استثماراتهما بفرنسا، معروفة تقنياً باسم quot;هيدجينغquot; (Hedging). هذا ونجد جزء كبيراً من استثمارات مصرفي quot;سيتي غروبquot; وquot;غولدمان ساكسquot; داخل خزائن مصرفين فرنسيين، هما quot;كريدي أغريكولquot; وquot;سوسييتيه جنرالquot; أي ثاني وثالث أكبر مصرفين بفرنسا، الذين قضمت أحوال الأسواق المالية العكرة أسعار أسهمهما منذ نهاية شهر يونيو(حزيران) الماضي، بصورة مقلقة.

في سياق متصل، يشير الخبير مارك فالسانيا الى وجود مصارف أخرى، أميركية، ثقلها كثقل quot;سيتي غروبquot; وquot;غولدمان ساكسquot;، استثمرت في مصارف فرنسية وأوروبية. لكن لا أحد يتجرأ على كشف الأرقام الحقيقية لدرجة انكشاف المصارف الأميركية، ككل، على المصارف الفرنسية.

علاوة على ذلك، ينوه هذا الخبير بأن احتمال تعرض عمالقة المال الأوروبيين، ومن ضمنهم المصارف الفرنسية، لصعوبات جمة تقطع عليها التمويل في ضوء تعاظم عاصفة الديون الأوروبية، يثير الذعر في أوساط المصارف الأميركية والمستثمرين الدوليين، معاً. ما يدفع العديد من المؤسسات العريقة، كما (Legg Mason) الى الامتناع عن شراء سندات صادرة عن المصارف الفرنسية.