مدريد: دعا البابا بنديكتوس السادس عشر لدى وصوله الخميس إلى مدريد للقاء مئات آلاف الشباب المشاركين في الأيام العالمية للشبيبة إلى اقتصاد يعطي الأولوية quot;للإنسانquot;، غداة حوادث ليلية وقعت بين الشرطة ومدافعين عن العلمانية ينددون بكلفة هذه الزيارة.

وقال البابا قبل نزوله من الطائرة في مطار باراخاس، حيث كان في انتظاره جموع من المؤمنين المشاركين في هذا الحدث quot;يجب ان يكون الانسان في قلب الاقتصاد. وهذا امر يتأكد من خلال الازمة الحالية (..) لا يمكن ان يقاس الاقتصاد بحد اقصى من الارباح فقطquot;.

وقد استقبلت الجموع البابا بصيحات quot;فيفا ايل باباquot; (يعيش البابا). وكان في استقباله في المطار العاهل الاسباني الملك خوان كارلوس والملكة صوفيا. وسيعبر البابا بسيارته quot;باباموبيليquot; شوارع المدينة المزدانة بالاعلام والتي احتلها مئات الاف من الشباب الذين اتوا من العالم باسره.

وهذه ثاني زيارة للبابا بنديكتوس السادس عشر في اقل من سنة الى اسبانيا التي تعاني ازمة اقتصادية كبيرة ومع بطالة تطال اكثر من 20 % من السكان.

ومساء الاربعاء تجمع الاف من المتظاهرين بدعوة من 140 جمعية مؤيدة للعلمانية لمدة ساعات قبالة مجموعة من المؤمنين الشباب الكاثوليك في وسط مدريد متبادلين الشتائم والشعارات المعادية وقد فصل بين المجموعتين عناصر من الشرطة. ووقعت صدامات مساء بين عناصر من الشرطة ومتظاهرين مناهضين للبابا. وقد تم اخراج هؤلاء بوساطة الهراوات من ساحة بويرتا ديل سول الموقع الرمزي للتظاهرات التي جرت في الاشهر الاخيرة احتجاجا على الازمة الاقتصادية والبطالة. واصيب احد عشر شخصا بجروح طفيفة واوقف سبعة متظاهرين على ما ذكرت الشرطة.

وكان الاف عدة من المتظاهرين المؤيدين للعلمانية - اربعة الاف حسب الشرطة -، تجمعوا مساء وراء لافتة كتب عليها quot;لا قرش للبابا من الضرائب التي ادفعها. نطالب بدولة علمانيةquot;. وردد هؤلاء وهم من اعمار مختلفة، شعارات او حملوا لافتات كتب عليها quot;هذا الشباب ليس شباب الباباquot; وquot;لا للتمييز الجنسي ومعاداة المثليينquot; وquot;نطالب بدولة علمانية فعليةquot; وquot;حرية المعتقد حقquot;.

واعتبر المدافعون عن العلمانية ان الادارات المختلفة انفقت اكثر من مئة مليون يورو على الايام العالمية للشبيبة، وهي كلفة تعتبرها باهظة في وقت تعاني منه اسبانيا ازمة وبطالة.

وندد هؤلاء كذلك بكلفة الاجراءات الامنية مع نشر اكثر من عشرة الاف شرطي، والسكن مع وضع مدارس وقاعات رياضية عامة بتصرف المشاركين، فضلا عن الحسومات التي اعطيت لهم عبر وسائل النقل العام.

في المقابل يؤكد منظمو الايام العالمية للشبيبة ان هذا الحدث الذي تقدر كلفته بـ50.5 مليون يورو تموّله مساهمات المشاركين وهبات شركات فيما يقدرون عائداته على الاقتصاد المحلي بحوالى مئة مليون يورو.