لم تؤثر المسكنات، التي حقنتها المصارف المركزية الأوروبية، على أوضاع الأسواق المالية. ولم تنجو البورصة السويسرية من الأحداث الدولية المتتالية التي تعصف بعالم المال. هنا، نستطيع القول ان تدخل المصرف السويسري المركزي، لاضعاف قوة العملة الوطنية، نجح في تحقيق هدفه. ما يعني أن أنظار المستثمرين تتجه، اليوم، الى أحوال مؤشرات البورصات التي يطغو عليها التناقض لا سيما ان كنا نتحدث عن العالم المصرفي الموجود تحت وطأة دوامة أصابته بالغثيان.
برن: يفيد المحللون السويسريون أن المركزي الأوروبي يدعم، بصورة اصطناعية، الطلب على شراء السندات. ما يجهز الأسواق بسيولة مالية تعرضت للنقص الحاد في الأيام الأخيرة. هنا يتساءل هؤلاء المحللون الى متى سيستطيع المركزي الأوروبي شراء سندات بمليارات اليورو، كل أسبوع! على صعيد الأسهم، فان الغاء عمليات معروفة باسم (Short Selling)، طالت أربع دول أوروبية ولم تتأثر بها سويسرا، كان له تداعيات على مسار البورصات الأوروبية. وتعتمد هذه العمليات على بيع أسهم، يتم اقتراضها من الوسطاء، ثم اعادة شراءها في وقت لاحق بسعر أرخص واعادتها للجهة المقرضة. وعلى عكس عمليات الشراء المتعارف عليها فان المستثمر الذي يقوم بعمليات quot;شورت سيلينغquot; (Short Selling) يحقق ربحاً في حالة انخفاض سعر السهم عن السعر الذي باع به الأسهم التي اقترضها من الوسيط، فيما يحقق خسارة في حالة ارتفاع السهم. وبما أن الغاء هذه العمليات يضعضع سيولة الأسواق المالية، فانه من المتوقع أن يستعيد المستثمرون أنشطتهم، داخلها، في غضون أيام قليلة.
في سياق متصل، يشير الخبير كريستوف غوبسر الى أن تدخل المركزي الأوروبي أعاد الهدوء الى أسواق السندات الأوروبية. بيد أن سوق شهادات الايداع (CDS)، وهي شهادات قابلة للتداول في نموذج لحامله صادرة عن مصرف تجاري كدليل لإيداع في هذا المصرف الذي يقر القيمة عند الاستحقاق وقيمة الاستحقاق وسعر الفائدة الواجب السداد، تبقى بعيدة المرمى عن المصرف الأوروبي المركزي.
علاوة على ذلك، يتوقع الخبير غوبسر أن تغرق الأسواق المالية باضطرابات حادة منذ مطلع الخريف القادم على أمل أن يتمكن المصرف المركزي، دوماً، من التدخل للمحافظة على مستويات مقبولة لسندات الخزينة، الايطالية والاسبانية.
التعليقات