نصح اقتصادي سعودي بعدم الانجذاب إلى ما حققه الذهب من نسب أدنى مما حققه عام 2008 والاندفاع على شراء الذهب كونه أرجح انخفاضه إلى أكثر مما يشهده الآن.
جدة: أكد الاقتصادي السعودي ثامر السعبد في حديث لـ إيلاف أن انتعاش أسعار الذهب بعد عودة المخاوف من دخول العالم في جولة ثانيه من الأزمة المالية العالمية إلا أن الجولة الثانية اشد خطرا لكونها معنية بالدول التي تجد صعوبة في سداد ديونها السيادية كما حصل في اليونان, ايرلندا, والولايات المتحدة الأمريكية، موضحاُ أن عدم قدرة التزام الدول في ديونها السيادية سيكون لها أثرها على قدرة الاقتصاد العالمي مواصلة النمو بعد التعافي الوقتي الذي شهده بعد اندلاع الأزمة المالية العالمية 2008.
ومع تراجع أسعار اونصة الذهب في بورصة السلع خلال الأيام الثلاثة الماضية بنسبة تجاوزت 10% بعد أن تراجع الذهب من اعلي مستوياته التاريخية والتي تجاوزت مستويات 1910 دولار لينخفض في ثلاث جلسات لمستوى 1700 دولار للأونصه, أشار السعيد إلى أن الذهب سجل خلال جلسة الأربعاء اكبر نسبة تراجع يومي له منذ العام 2008 بعد أن انخفض سعر الذهب بنسبة قاربه 6% جاءت هذه التراجعات بعد أن سجلت أسعار الذهب خلال شهر مكاسب بنسبة 13.5%, وشهد الذهب خلال الشهر الحالي اندفاع كبير للمستثمرين الأفراد نحو صناديق السلع حيث تمكن اكبر صندوق عالميا للاستثمار في الذهب من استقطاب أكثر من 1,5 مليار دولار وأيضا قد شهد الذهب إقبالا نن قبل الأفراد حيث ارتفعت مبيعات سبائك الذهب خلال الشهر الحالي في المملكة وخارجها، مكملاً حديثه إن ارتفاع الذهب حفز عدد من رجال الأعمال إلى بيع حيازتهم من الذهب كما فعل رجل الأعمال سويرس.
وتوقع السعيد أن تزداد وتيرة التذبذب في أسعار الذهب خلال الفترة القادمة وحتى نهاية العام الحالي وستكون مرهونة تماما بالمؤشرات الاقتصادية العالمية وخصوصا الاقتصاديات العالمية الكبرى أمريكا, الصين, اليابان والاتحاد الأوربي., مشيراً إلى أن الأفراد الدول صاحبة الكمية الأكبر من الذهب ستتجه إلى بيع جزء من حيازتها من الذهب، بهدف محاربة التضخم الذي سيزيد الضرر على اقتصادياتها مما صرحت سويسرا التي ترتبط عملتها بشمل مباشر بالذهب حيث صرح المركزي السويسري عن نيته إعادة النظر في ربط عملته ومن المحتمل أن تزيد قيمة المعروض النقدي في البلاد لكبح الارتفاع الذي شهده الفرنك السويسري أمام الدولار الأميركي حيث وصل الفرنك إلى مستويات قياسيه تاريخيه مقابل الدولار, مبيناً أن أميركيا والصين مازالوا يحتفظان باحتياطات عاليه من الذهب، ويبقى السؤال من سيبدأ في تخفيض حيازته من الذهب من البنوك المركزية قبل الأخرى ليعلق الجرس من وجهت نظري سيكون المركزي السويسري أول الفاعلين.
مشدداً على أن محلات الذهب في السعودية ستواجه صعوبات كبيرة في التصنيع مقابل ارتفاع التكليف خاصة في ظل توقف عدد من المصانع المحلية والدولية عن الإنتاج يعود ذلك لاعتماد تجار الذهب تحويل كل مبيعاتهم إلي ذهب مره أخرى وهو ما يساهم في زيادة التكاليف لديهم وفق النظريات الاقتصادية. خاتماً السعيد حديثه لـ إيلاف أن الذين توجهوا نحو التحوط بالذهب فهذا مؤشر إيجابي على وعي الأفراد الاستثماري إلا إننا في مرحلتنا الحالية يجب علينا مراقبة المؤشرات الاقتصادية العالمية عن كثب حتى لا يكون قرار الفرد بالتحوط بالذهب متأخراً.
هذا وفضلت ثمانية محال للذهب في الدمام إلى تصفية جميع الأعمال والتحول إلى نشاطات أخرى مثل العقار والمشغولات الفضية وفق ما ذكرته صحيفة عكاظ السعودية في عددها ليوم أمش الجمعة الماضي 26 أغسطس 2011، بسبب تراجع حركة البيع في الفترة الأخيرة، جراء الارتفاعات الصاروخية التي سجلها المعدن الأصفر خلال الفترة الأخيرة ليتجاوز حاجز 1870 دولارا للأونصة الواحدة. الجدير بالذكر أن ذات التقرير قدر حجم مبيعات تلك المحال بنحو 80 ــ 120 كيلو من الذهب، حيث تختلف المشغولات من محل لآخر، فالبعض يمتلك نحو 30 كيلو والبعض الآخر أكثر والثالث أقل، مضيفين أن قيمة كيلو الذهب المستعمل وصل إلى 256 ألف ريال تقريبا، مما يحفر البعض على التحول نحو نشاطات أخرى بدلا من تحمل المزيد من الخسائر سواء بالنسبة لإيجارات المحال أو رواتب الموظفين أو المصاريف الأخرى.
التعليقات