تتفاعل شراكة جزائرية مجرية لتحسين السلالات الحيوانية، وهو مشروع يراه ناشطون تحدثوا لـquot;إيلافquot; مُجديا على ثلاثة أصعدة، ففضلا عن قيمته المضافة اقتصاديا، يعتبر حساسا لتعزيز ثروة الأبقار المحلية، ويساعد على زيادة نوعية لمنتوج الجزائر من الحليب، بعد كل الأزمات التي هزت البلد.


الجزائر: يُبرز quot;فؤاد شحاطquot; المدير العام للمعهد الجزائري للبحث الزراعي، أنّ الشراكة الحالية بين بلاده ودولة المجر بضاحية الجزائر الغربية، أحرزت نتائج نوعية خلال ظرف قصير بنسبة زادت عن الستين بالمائة، حيث سمحت بتوليد تسع أبقار حلوب في الأسبوع الأخير جرّاء عمليات تلقيح اشترك فيها خبراء جزائريون ونظرائهم المجريين استخدموا تقنيات حديثة.

وبحسب شروحات quot;عبد الكريم بوجقجيquot; مدير مركز التلقيح الاصطناعي والتحسين الوراثي، فإنّ تحسين سلالة الأبقار تقوم على تحويل الأجنة، وستسمح بالحصول على نواة ذات جودة عالية وراثيا، حيث تصل نسبة التحسين إلى مائة بالمئة، وتساعد أيضا على ربح الوقت في توليد الابقار ورعايتها ومضاعفة عدد البقرات، علما أنّ الجزائر تتوفر على نحو ثمانمائة ألف بقرة حلوب.

بدوره، يسجل quot;رشيد قايديquot; الخبير في التلقيح الاصطناعي والتحسين الوراثي للأبقار، أنّ تحويل الأجنة ليس مكلفا ولا يتعدّ 90 ألف دينار (بحدود الألف دولار) للعملية الواحدة، ولعلّ اختصاص هذا النوع من التلقيحات بأحسن سلالات الأبقار الحلوب، يفرض تعميمه وتضافر جهود القطاع العام والمزارعين الخواص.

وفي سياق دفاعه عن تجربة التلقيح الاصطناعي، يحيل قايدي على أنّ القدرة الإنتاجية للبقر المحسنّ وراثيا تربو عن الأربعين لترا يوميا، بينما لا تتعدى قدرة إنتاج الأبقار المستوردة سقف العشرين لترا يوميا.

ويذهب quot;فؤاد شحاطquot; إلى أنّ التلقيح الجاري بالأجنة المنقولة والمستوردة، والمقتصر على محافظات الجزائر العاصمة، البليدة وتيبازة، يستدعي توسيعه على مستوى سائر المزارع النموذجية وتبنيها من لدن المربيين الخواص، لأنّ التجربة تؤسس لمرحلة تكوين أجنة محسنة، يمكنها تحقيق طفرة في منظومة تربية الأبقار الحلوب ويجعلها تزيد عن 1.6 مليون بقرة حلوب في الآجال القريبة.

وتعليقا عن التخوفات التي يبديها البعض إزاء تأثير تطبيق هكذا تقنيات على الصحة البشرية، يشدّد quot;رشيد قايديquot; على أنّ تحويل الأجنة وما يتصل بها من تلقيحات اصطناعية لا يطرح أي مشكلة، لا سيما إذا ما جرى التقيّد بالشروط اللازمة لعميات من هذا النوع، مع توفير المناخ الصحي الجيد للأبقار.

ويوضح quot;جمال برشيشquot; المتحدث باسم الوزارة الجزائرية للزراعةوالتنمية الريفية، أنّ بلاده باشرت منذ العام 2010، برنامجا شاملا يمتد إلى سنتين، ويقوم هذا البرنامج في أساسياته على إنتاج مقومات جينية ونباتية وحيوانية ذات نوعية.

وتشير بيانات رسمية إلى أنّ الجزائر تستوعب 20 ألف مربي للأبقار، بيد أنّ الفترة القليلة الماضية شهدت تذبذبا وشحًا ظلاّ يطبعان السوق المحلية، بفعل ندرة الحليب، هذا الأخير قفزت قيمة وارداته خلال سنة 2010، إلى 1.2 مليار دولار أنفقت على جلب ربع مليون طن من مسحوق الحليب.

ويؤكد quot;عمار أصباحquot; مدير جهاز الضبط وتنمية الإنتاج بوزارة الزراعة، رغبة الجزائر لتقليص اللجوء التلقائي لاستيراد مسحوق الحليب ورفع نسبة إدماج الحليب الطازج في إنتاج الحليب المعقم، عبر إدماج الحليب الطازج في مسار التحويل على مستوى مصانع الحليب.

وتتطلع الجهات المختصة إلى رفع نسبة إدماج الحليب الطازج من 18 بالمائة إلى نسبة 35 بالمائة، ما سيمثل إنتاجا نوعيا بـ550 مليون لتر هذه السنة مقارنة بأربعمائة مليون لتر العام المنقضي، في وقت تقدّر احتياجات السوق بـ1.5 مليار لتر.

وتراهن الجزائر على استمرار حركية شعبتها المركزية الخاصة بإنتاج الحليب، لذا أعطي اهتمام خاص لرفع إنتاج هذه المادة الاستراتيجية إلى 3.5 مليار لتر في آفاق 2014، ولتحقيق هذا الهدف، سيتم رفع عدد قطيع البقر الحلوب بواسطة اللجوء إلى استيراد الأبقار الولود، مع رفع أعداد الأبقار الملقحة اصطناعيا والمقدرة بـ130 ألف بقرة سنويا، فضلا عن زيادة الاعتماد على الأعلاف الخضراء.