يعتبر انهيار البورصات، في النصف الأول من الشهر المنصرم، ثاني أسوأ أداء لها في الأعوام 20 الأخيرة. وفي شهر سبتمبر(أيلول) من عام 2001، كان أداء البورصات الدولية مماثلاً لما حصل، في الآونة الأخيرة، داخل فاصل زمني قصير. بالطبع، فان هذا الانهيار لن يكون الأخير، في تاريخ الأسواق المالية. لا بل ان بعض المشغلين يتوقعون مفاجآت قد تحمل تحت طياتها أوقاتاً أصعب من تداعيات افلاس مصرف ليمان بروذرز على العالم.


برن:يجمع الخبراء السويسريون على أن العصبية والانفعالات السلبية لعبت دوراً كبيراً في التلاعب بالبورصات. اذ يكفي النظر الى مؤشر quot;فيكسquot; (VIX)، الذي يقيس التقلبات المتعلقة بخيارات المؤشر (Samp;P 500)، المعروف كذلك بمؤشر الخوف. فجأة، قفز هذا المؤشر من 20 الى 50 نقطة، في الشهر الماضي. ما يعود بذاكرتنا الى ما حصل في شهر مايو(أيار) من عام 2010. ولا يستبعد هؤلاء الخبراء أن يقفز مؤشر quot;فيكسquot; الى ما فوق الأربعين نقطة. ما يعني أن الغيوم السوداء، الملبدة بالشؤم، ستعود مجدداً الى سماء الأسواق المالية. وفي الوقت الحاضر، يستعد المشغلون في بورصة زوريخ لشهر آخر، أي الشهر الجاري، مليء بالكمائن التي ستجلب معها، مرة أخرى، خسائر ببلايين الفرنكات السويسرية.

في سياق متصل، تشير الخبيرة ميشيل باخمان الى أن متابعة مؤشر (Samp;P 500)، يومياً، سيكون بين الحلول الأفضل لتفادي استثمارات خاطئة. وفي التاسع من الشهرالماضي، رسا هذا المؤشر على 1.101 نقطة. ولا شك في أن هذا المؤشر يمتلك هوامش لتنفيذ مناورات مريحة في الأسواق المالية. ولا تستبعد هذه الخبيرة أن يهوي الى 930 الى 940 نقطة، هذا الشهر. لكن، وفي حال تراجعت قيمة هذا المؤشر الى 900 نقطة عندئذ قد تدخل البورصات في مرحلة حساسة، تم رصدها بين عامي 2007 و2009. ما يعني أن مؤشر (Samp;P 500) مؤهل للتآكل، في وقت قصير، الى 450 نقطة فقط!

علاوة على ذلك، وفي حال واصل هذا المؤشر تراجعه، فان الخبير باخمان تنصح المستثمرين بالتريث قبل شراء أسهم جديدة. بالطبع، فان تلك الأسهم التي سيتراجع سعرها، على المدى القصير، ستبقى تلك المفضلة بالنسبة للمستثمرين. انما ينبغي شراء كميات معتدلة منها واختيارها اعتماداً على مراقبة الأوضاع المالية، للشركات التي تطرح هكذا أسهم، بصورة مستقلة.