سرعان ما فهم مشغلو الأسواق المالية أن قرار الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، الخاص بعدم المس بنسبة الفائدة لغاية منتصف عام 2013، يحيطه الغموض. فالنمو الاقتصادي، الأميركي والعالمي، يتجه نحو مرحلة من التوقف الذي يختلف عن الكساد، من حيث المفهوم. هكذا، فان الديون المتراكمة على الدول الصناعية ستتخذ منحى تصعيدياً يرعب الأسواق المالية. وبالنسبة لليونان، فانها تعاني من مرحلة كساد اقتصادي ترى المصارف اليونانية مليئة بأسهم قيمتها اليوم 50 في المئة أقل من سعر شرائها، في السابق. وفي ما يتعلق بأسهم المصارف الأوروبية، عموماً، فان الحاجة الماسة الى بيعها بأي ثمن يتفشى بين المستثمرين خوفاً من تراجع أسعارها الى حد أبعد.
برن: يراقب المشغلون السويسريون أداء الأسواق المالية. فالشهر الماضي كانت نتائجه كارثية على الساحات المالية، الأوروبية والسويسرية. اذ هاهو مؤشر quot;داكسquot; الألماني يخسر 22 في المئة من قيمته(حوالي 143 بليون يورو). في حين خسرت البورصة الايطالية خمس رسملتها ومؤشر quot;كاك 40quot; الفرنسي 16 في المئة من قيمته. أما المصارف الاسبانية، التي تحتضن سندات خزينة اسبانية quot;بونوسquot; يصل مجموعها الى 150 مليار سنداً، فانها تحاول تسويقها في الخارج بأسرع وقت ممكن. هذا وتبقى بورصة زوريخ الأقل انكشافاً على الصعوبات التي تمر بها الأسواق الأوروبية. اذ انها تراجعت مرات قليلة فقط، في الشهر الماضي، الى ما دون خمسة آلاف نقطة.
في سياق متصل، يشير الخبير كريستوف غوبسر الى أن نمو الاقتصاد الألماني، في العام القادم، سيتراجع من 2 الى 0.8 في المئة. ما يثير الشكوك حول مدى تعلق ألمانيا بدول منطقة اليورو، الأوروبية الجنوبية، التي ترزح تحت ديون سيادية طائلة. وفي ما يتعلق بالسيولة المالية الضخمة التي تغرق الأسواق المالية، فان الخبير غوبسر يعتقد أن مدراء هذه الأموال أضاعوا البوصلة التي ترافقهم الى بر الأمان!
علاوة على ذلك، يشير الخبير غوبسر الى أن الأسواق المالية ستعتمد على قرارات وتحركات الاحتياطي الفيدرالي الذي يبحث، حالياً، عن خيارات جديدة لحفز الاقتصاد الأميركي. ومرة أخرى، تبرهن هذه الأسواق، للجميع، برأي هذا الخبير، أن أميركا وبورصة وول ستريت بمثابة البوصلة الاقتصادية التي تستهدي بها بقية الأسواق العالمية.
التعليقات