خفضت وكالة التصنيف الائتماني ستاندارد اند بورز مساء الجمعة درجة فرنسا وثماني دول اخرى في منطقة اليورو ليس بينها المانيا، لتؤجج بذلك الازمة بينما يبدو ان مفاوضات حيوية حول اليونان قد تواجه الفشل.
باريس: في بيان نشرته ليل الجمعة السبت، قالت الوكالة إن quot;المبادراتquot; الاخيرة للقادة الاوروبيين تبدو quot;غير كافية للتصدي بشكل كامل للمشاكل في الانظمة في منطقة اليوروquot;.
وكانت وكالة التصنيف الاميركية حذرت في الخامس من كانون الاول/ديسمبر الماضي من انها يمكن ان تخفض تصنيف 15 دولة في منطقة اليورو بينها البلدان الستة التي تتمتع بدرجة quot;ايه ايه ايهquot;.
في المقابل، احتفظت اربع دول هي المانيا وفنلندا وهولندا ولوكسمبورغ بتصنيفها بدرجة quot;ايه ايه ايهquot; كما لم يخفض تصنيف بلجيكا واستونيا وايرلندا.
وجاءت خطوة ستاندارد اند بورز في اسوأ وقت للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي جعل من المحافظة على درجة quot;ايه ايه ايهquot; اولوية وقبل مئة يوم من الاقتراع الرئاسي الذي سيترشح فيه على ما يبدو.
من جهته، قال نظيره الالماني فولفغانغ شويبله انه quot;يجب عدم المبالغة في تقدير حكم وكالات التصنيف الائتمانيquot;. واضاف ان quot;فرنسا تسير على الطريق الصحيحquot;، معبرا عن تضامنه عن اكبر شريكة لالمانيا.
من جانبه اعلن رئيس مجموعة وزراء المال في منطقة اليورو جان كلود يونكر في بيان ان البلدان التي تقدم ضماناتها لصندوق الانقاذ المالي لمنطقة الاتحاد الاوروبي quot;تؤكد عزمها استكشاف الخيارات للحفاظ على تصنيفها عند ايه ايه ايهquot;.
وهي المرة الاولى التي تنتقل فيها ايطاليا الى المستوى بي لانه لم يسبق ان سحبت اي وكالة تصنيف الدرجة أ من ايطليا. وكانت ستاندرد اند بورز خفضت في ايلول/سبتمبر تصنيف ايطاليا من أ+ إلى أ، وبررت ذلك بعدم استقرار حكومة برلوسكوني والتردد بشأن تدابير التقشف.
وعبر المفوض الاوروبي المكلف تنظيم اسواق المال ونشاطات وكالات التصنيف ميشال بارنييه السبت عن quot;استغرابهquot; للتوقيت الذي اختارته وكالة ستاندارد اند بورز للتصنيف الائتماني لخفض درجة عدة دول بينما تسعى منطقة اليورو لتشديد اجراءاتها على صعيد الميزانية.
وبعد خفض التصنيف الائتماني لفرنسا والنمسا، لم يبق سوى 13 بلدا في العالم بينها تسعة بلدان في اوروبا، تتمتع بهذه الدرجة القصوى لدى وكالات التصنيف الكبرى. وكانت وكالة ستاندارد اند بورز خفضت مساء الجمعة درجتي فرنسا والنمسا من quot;ايه ايه ايهquot; الى quot;ايه ايه+quot;.
والدول ال13 التي بقيت تتمتع بهذه الدرجة الممتازة لدى الوكالات الثلاث ستاندارد اند بورز وموديز وفيتش هي الدنمارك وهولندا والمانيا وبريطانيا والسويد والنروج وفنلندا ولوكسمبورغ وسويسرا واستراليا وهونغ كونغ وكندا وسنغافورة. وكانت ستاندارد اند بورز منحت فرنسا درجة quot;ايه ايه ايهquot; منذ 1975.
والوضع اكثر تباينا للدول الاخرى الاعضاء في الاتحاد الاوروبي او في مجموعة العشرين. وبين هذه البلدان وحدها الولايات المتحدة التي خفضت درجتها ستاندارد اند بورز الى quot;ايه ايه+quot; تتمتع بافضل تصنيف لدى الوكالتين الاخريين. لكن كل الدول التي تنخفض درجة تصنيفها عن quot;بي بي بي-quot; او quot;بي ايه ايه3quot; (في تصنيف فيتش) تعد دولا مدينة اقل مصداقية اي ان الديون التي تصدرها تعد استثمارات خاضعة للمضاربة من قبل واحدة على الاقل من وكالات التصنيف.
وهذا الوضع ينطبق على ايرلندا لدى موديز (مع انها مصنفة بدرجة بي بي بي+ لدى الوكالتين الاخريين) والبرتغال واندونيسيا وتركيا والارجنتين. واخيرا شهدت اليونان تراجعا متواصلا في تصنيفها من قبل الوكالات منذ عام واصبحت بمستوى quot;يعادل الافلاس الجزئيquot; حسب ستاندارد اند بورز (سي سي وآفاق سلبية) وفيتش (سي سي سي).
التعليقات