موسكو:جاء رد فعل المستثمرين ايجابا امس الاثنين على الفوز الساحق الذي حققه فلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية في روسيا، معتبرين انه يضع حدا للغموض السياسي الذي اثاره اعتراض المعارضة منذ ثلاثة اشهر.وفتحت بورصة موسكو جلسة التداول على ارتفاع، وبقيت على هذا المنوال طيلة الفترة الصباحية الاثنين. وبعد ظهيرة الاثنين بقليل سجلت البورصة زيادة 0.92' لتصل الى 1742.60 نقطة، ومؤشر ميسيكس 0.68' ليصل الى 1619 نقطة. اما سعر صرف الروبل فكان اكثر تقلبا لكنه تعزز بشكل طفيف في المعاملات الصباحية. وتم التداول بسلة العملات المرجعية للبنك المركزي (المنقسمة بين 45' يورو و55' دولار) مقابل 33.49 روبلا بزيادة 1.2 نقطة مقارنة باقفال يوم الجمعة.


وفاز فلاديمير بوتين بغالبية 64' من الاصوات تقريبا في الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية، بحسب نتائج شبه نهائية نشرت صباح الاثنين. وكتب المحللون في الفا بانك في مذكرة 'هذا يجعل منه الفائز من دون منازع في الانتخابات الرئاسية ويقضي على احتمال تنظيم دورة ثانية'. وعلى الرغم من ان نتيجة الانتخاب لم تشكل مفاجأة، الا ان المستثمرين يعتبرون ان 'الغموض السياسي يتقلص في البلاد' بحسب بنك ايتون، ذلك لان موجة الاعتراض غير المسبوقة التي وجد بوتين نفسه امامها بعد الانتخابات التشريعية في كانون الاول/ديسمبر اثارت اضطراب المستثمرين.


لكن العملية الانتخابية التشريعية التي حقق فيها حزبه 'روسيا الموحدة' الفوز شابتها شكوك حدوث عمليات تزوير كثيفة، ودفعت بالاف الروس للنزول الى الشوارع اعتراضا. من جهتهم كتب المحللون في الفا بانك 'لا تأكيد حتى الان حول الاصلاحات التي ستطبق بعد الانتخابات، لكن المخاطر السياسية للاشهر الاخيرة ستنخفض، الامر الذي سيدعم اسواق الاسهم الروسية'. وقال الفا بانك 'نعتقد ان الدعم القوي الذي يمحضه السكان لبوتين يعكس ان المجتمع الروسي يفضل، وعلى الرغم من المطالب المتنامية باجراء حوار سياسي، الوضع القائم في هذا المناخ الحالي من عدم الاستقرار على الصعيد العالمي'.


الا انه يتوقع تنظيم تظاهرات وخصوصا في موسكو وسان بطرسبورغ، ذلك ان المعارضة نددت بالعملية الانتخابية واعتبرتها مزيفة وغير شرعية. واكد ممثلون لبعض المرشحين والمعارضين ومنظمات الاشراف على الانتخابات مثل جمعية غولوس ورابطة الناخبين اضافة الى وسائل اعلام مستقلة، انهم احصوا مجددا عددا من عمليات التزوير. لكن 'بحسب المدونات الروسية وابرز المواقع الاخبارية، فان الانتقاد اقل كثافة هذه المرة منه غداة انتخابات اعضاء مجلس الدوما' (البرلمان الروسي) في كانون الاول/ديسمبر، بحسب الكسي زابوتكين المحلل لدى في.تي.بي.كابيتال.


من جهة اخرى اصبحت التظاهرات في الشوارع امرا روتينيا في الحياة السياسية الروسية ما سوف يدفع بالاسواق الى 'الرد على الاحداث بطريقة اقل عصبية من السابق' وفقا لتحليل الفا بانك. ويرى محللون ان المستثمرين سيتابعون الان من كثب تشكيلة الحكومة المقبلة وسيرون 'كيف سيفي بوتين بوعوده الانتخابية من دون ارهاق الموازنة ولا زيادة تبعية البلاد لسعر النفط' المرتفع اصلا. وتوقع ايفان تشاكاروف من رينيسانس كابيتال ان الضغوط الاقتصادية والسياسية الحالية 'ستدفع بوتين الى ان يكون اكثر ميلا للقيام باصلاحات'.