فيينا: قال وزير البترول السعودي علي النعيمي في مقابلة نشرت يوم الإثنين إن أوبك قد تحتاج لرفع المستوى المستهدف لإنتاج النفط عندما تحدد سياستها الإنتاجية للنصف الثاني من العام في اجتماعها بعد غد الخميس. وحاليا يزيد إنتاج أوبك حاليا نحو 1.8 مليون برميل يوميا عن مستوى الإنتاج الرسمي البالغ 30 مليون برميل يوميا المحدد في كانون الأول/ديسمبر.ويتناقض تصريح الوزير السعودي مع مواقف عبر عنها وزراء ومسؤولون من دول اوبك ومفادها ان هناك فائض من المعروض في اسواق النفط. فقد قال وزير النفط العراق ورئيس أوبك عبد الكريم لعيبي امس إن الفائض الكبير في المعروض أدى إلى تراجع حاد في أسعار النفط على مدى فترة زمنية قصيرة وإنه يعتقد أن سعر النفط بين مئة و120 دولارا للبرميل يعتبر أكثر ملاءمة.


ويجري تداول النفط حاليا عند نحو مئة دولار للبرميل بعد تراجعه عن أعلى مستوياته في أربع سنوات البالغ 128 دولارا للبرميل الذي سجله في آذار/مارس. وكانت المخاوف من تباطوء وتيرة تعافي الاقتصاد العالمي قد أحبطت الاسعار. ورفض رئيس أوبك التعليق على مسار العمل الذي يتوقع أن تتخذه أوبك في اجتماع المقرر الخميس قائلا إن المنظمة ستتخذ قرارها بعد مراجعة شاملة لأوضاع السوق. وأوضح لعيبي أنه من غير المرجح أن تتفق المنظمة على حصص إنتاجية جديدة لكل دولة مادامت العقوبات تخيم على إيران. وقال إن من الصعب الحديث عن حصص منفردة في هذا المؤتمر لأن هناك ظروفا خارج نطاق سيطرة أوبك. وكانت السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم تضخ ما يزيد على عشرة ملايين برميل يوميا وهو أعلى مستوى في 30 عاما للمساعدة في خفض الاسعار إلى مئة دولار للبرميل وهو السعر الذي تعتبره مثاليا ولتحمي المستهلكين من فقد امدادات إيران المتضررة بالعقوات.


لكن هناك دلائل على أن الرياض ربما تخفض الانتاج. وقال مصدر من قطاع النفط يوم السبت إن المملكة ضخت 9.8 مليون برميل يوميا في أيار. ويزيد انتاج الدول الاعضاء في اوبك حاليا بنحو مليوني برميل يوميا عن سقف انتاجها المتفق عليه البالغ 30 مليون برميل يوميا ليبلغ انتاجها أعلى مستوياته منذ 2008. وقال الرئيس الفنزويل هوجو تشافيز يوم السبت إنه يشعر بالقلق إزاء انتهاكات الدول الأعضاء في أوبك لحصص الانتاج المتفق عليها بعد انخفاض السعر الاسبوع الماضي دون مستوى مئة دولار للبرميل وهو مستوى تراه بلاده غير عادل. وقبل ايام اقترحت الجزائر التي تفضل كذلك سعرا أعلى للنفط أن تخفض أوبك انتاجها. وامس قال وزير النفط الكويتي هاني حسين إنه يعتقد ألا مفر على الأرجح من مناقشة تخفيضات محتملة للإنتاج. وأبلغ الصحافيين أن بعض أعضاء منظمة أوبك قلقون بشأن أسعار النفط. وحين سئل إن كانت أوبك ستناقش تخفيضات للإنتاج قال إن هذا أمر يحتاج للمناقشة ويجب أن تعرف الكويت آراء الدول الأعضاء في ذلك.


وقال حسين 'ان السوق كان غريبا جدا في الايام الاخيرة ... هناك تكدس في المخزونات وتهدئة في الوضع الجيوسياسي، ما دفع بالاسعار نزولا بعض الشيء'. من جهتها تلقي إيران - التي هبط إنتاجها إلى أدنى مستوى في 20 عاما بسبب العقوبات الأوروبية والأمريكية - باللوم على السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة في انخفاض الأسعار واتهمت دول الخليج بالمبالغة في زيادة الانتاج.
من جهة ثانية قالت رئيسة وكالة الطاقة الدولية امس إنه لا يجب السحب من المخزونات النفطية إلا في حالة تعثر امدادات الخام وليس بسبب السعر وأضافت أنه لا توجد أي فجوات كبيرة حاليا في الامدادات. وقالت ماريا فان دير هويفن للصحافييين على هامش مؤتمر صحفي بمناسبة اصدار تقرير عن التكنولوجيا النظيفة 'لا يتعلق الأمر بأسعار (النفط).' وأضافت أن السحب من المخزونات 'دائما يتعلق بتعثر فعلي في امدادات النفط كما حدث العام الماضي' مشيرة إلى الحرب الأهلية في ليبيا. وسئلت إن كانت تعتقد ان هناك اي تعثر في الامدادات حاليا فقالت 'لا.'