أعلن الرئيس الصيني هو جينتاو الخميس أن بلاده ستقدم إلى القارة الأفريقية قروضًا جديدة بقيمة 20 مليار دولار، ما يؤكد على العلاقات المتزايدة الأهمية بين الصين وأفريقيا، فيما وافقت شركات صينية على العمل بشكل أكثر مسؤولية في القارة الغنية بالموارد.


هو جينتاو خلال المؤتمر الوزاري الخامسللصين وأفريقيا

بكين: تعكس هذه القروض، التي لم يحدد الرئيس الصيني مدتها، تزايد الوجود الصيني في أفريقيا، حيث تضاعف بكين استثماراتها، ولا سيما في المواد الأولية، التي تحتاجها لتلبية حاجات نمو اقتصادها المصنف ثاني الاقتصادات في العالم.

وخلال السنوات الـ15 الماضية ضخّت بكين مبالغ كبيرة في أفريقيا في مسعى إلى الاستفادة من مواردها الطبيعية الهائلة، لتصبح بكين أكبر شريك تجاري للقارة الأفريقية في العام 2009.

إلا أن مساعيها المكثفة إلى الاستفادة من القارة الأفريقية تسببت في احتكاكات مع السكان المحليين، حيث اشتكى بعضهم من أن الشركات الصينية تجلب معها عمالها، وتنتهك قوانين العمل، وتسيء معاملة الموظفين المحليين.

جاء الإعلان عن القروض الجديدة، التي تضاعف تلك التي وافقت الصين على منحها إلى أفريقيا في العام 2009، في المؤتمر الوزاري الخامس للصين وأفريقيا، الذي افتتحه هو جينتاو بحضور رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما ورئيس بنين والاتحاد الافريقي بوني يايي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وتغطّي هذه القروض السنوات الثلاث المقبلة.

وقال الرئيس الصيني إن القروض ستركز على دعم البنى التحتية والزراعة والصناعات وتطوير الشركات المتوسطة والصغيرة. وأضاف إن quot;مصير الصين وأفريقيا مرتبطان بشكل وثيق، كما إن الصداقة الصينية الأفريقية متجذرة بعمق في قلوب الناس من الجانبينquot;. وتابع إن quot;الصين تدعم بإخلاص الدول الأفريقية في سعيها إلى طريق التنمية، وستساعد الدول الأفريقية على تعزيز قدراتها على التطور بشكل مستقلquot;.

كذلك أعلن الرئيس الصيني أن بلاده ستواصل زيادة مساعداتها لأفريقيا، ولا سيما من خلال تدريب 30 ألف شخص، وتقديم منح لـ18 ألف طالب، وإرسال 1500 من عاملي الفرق الطبية إلى القارة.

وشكر زوما الصين على معاملة الدول الأفريقية quot;على قدم المساواةquot;، إلا أنه حذر من السماح باستمرار العلاقات التجارية غير المتكافئة، التي تقوم من خلالها أفريقيا بشكل خاص بتزويد الصين بالمواد الخام. وقال في المؤتمر إن quot;هذا النمط التجاري غير مستدام على المدى الطويلquot;.

وأضاف إن quot;تجارب أفريقيا الاقتصادية السابقة مع أوروبا تقضي بضرورة توخي الحذر عند الدخول في شراكات مع اقتصادات أخرىquot;. وتابع quot;نحن مسرورون بشكل خاص لأنه في علاقتنا مع الصين متساوون، كما إن الاتفاقيات التي نبرمها تحقق مكاسب للجانبينquot;.

وتعد الموارد الطبيعية السلعة الرئيسة، التي تصدرها أفريقيا إلى الصين التي تحتاجها لتغذية نموها الاقتصادي الهائل، فيما تستورد القارة الأفريقية بشكل خاص المنتجات الميكانيكية والكهربائية من الصين.

وبلغ حجم المبادلات التجارية بين الصين والقارة الأفريقية في العام الماضي 166.3 مليار دولار، بزيادة 83% عن العام 2009، بحسب أرقام وزارة التجارة الصينية، التي أعلنت أن الصين أصبحت الشريك التجاري الأول لأفريقيا. ويقول خبراء إن الصين، التي كان ينظر إليها على أنها تهتم فقط باستخراج الموارد الطبيعية والاستثمار في البنى التحتية، بدأت تحول اهتمامها إلى الاستثمار في المؤسسات والحكومات الأفريقية.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة في المؤتمر إن التعاون مع الصين quot;يخلق فرصًا للدول الأفريقية لتنويع اقتصاداتها وخلق الوطائف وتحسين الرعاية الصحية والتعليم فيهاquot;. إلا أن مشاعر المعاداة للصين تزايدات في السنوات الأخيرة، وقد استغلها رئيس زامبيا الحالي للفوز بالرئاسة في العام 2011، أي بعد عام من إطلاق اثنين من المدراء الصينيين النار على 11 عاملاً محليًا كانوا يحتجون على ضعف الرواتب وسوء ظروف العمل.

والخميس وقع عدد من الأجهزة الحكومية الصينية العاملة في أفريقيا إعلانًا حول المسؤولية الاجتماعية، تعهدت فيه باحترام التقاليد المحلية ودفع مزيد من الضرائب وحماية البيئة وغير ذلك من الإجراءات.

من بين المؤسسات والأجهزة، التي وقعت على الإعلان، بنك التنمية الحكومي وصندوق التنمية الصيني الأفريقي ومجموعة الصين للمعادن. وقال يو بينغ نائب رئيس مجلس الصين لترويج التجارة الدولية إن quot;الشركات الصينية العاملة في الدول الأفريقية تولي مزيدًا من الاهتمام لممارسة مسؤولياتها الاجتماعية إلى جانب تحقيق الأرباح والحصول على عائدات اقتصاديةquot;.