توقعت وكالة الإحصاءات التابعة للإتحاد الأوروبي (يوروستات) يوم الجمعة ارتفاع معدل التضخم السنوي بمنطقة اليورو في آب/أغسطس إلى 2.6'، فيما راوح معدّل البطالة في منطقة اليورو (17 دولة) عند مستواه القياسي البالغ 11.3' في تموز/يوليو 2012 بينما بلغ 10.4' في الإتحاد الأوروبي (27 دولة).


عواصم: توقعت يوروستات أن يبلغ معدل التضخم السنوي في منطقة اليورو 2.6' في آب/أغسطس المنصرم، مقابل 2.4' في تموز/يوليو.من جهة ثانية قال بينوا كويري عضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي إن توقعات السوق بأن يظل معدل التضخم تحت السيطرة في منطقة اليورو تعكس أن الأسواق لا تزال تثق في العملة الموحدة.


وأضاف كويري في كلمة ألقاها يوم الخميس في ورشة عمل بمقر البنك المركزي الأوروبي نشرت يوم الجمعة 'لم تؤثر الأزمة المالية في منطقة اليورو على الثقة في اليورو كعملة. توقعات التضخم لا تزال مستقرة للغاية في أعقاب الاجراءات غير القياسية لتوفير السيولة التي اتخذها المركزي الأوروبي'. وتابع كوير القول أن مراقبة مخاطر التضخم يمكن أن تكون أداة مفيدة للبنوك المركزية لتقييم مخاوف استقرار الأسعار. وفي بيان آخر أعلنت الوكالة أن معدّل البطالة في منطقة اليورو بقي عند نسبة 11.3' في يوليو 2012 مراوحاً عند المعدّل الذي بلغه في حزيران/يونيو، مقارنة بـ 10.1' في تموز2011.


أما في الإتحاد الأوروبي فبلغ معدّل البطالة 10.4' في تموز 2012 حيث بقي عند المعدل الذي بلغه في حزيران/يونيو مقارنة بـ9.6' في تموز 2011. وفي تموز الماضي بلغ عدد العاطلين عن العمل بالإتحاد الأوروبي 25.254 مليون شخص، بينهم 18.002 مليون في منطقة اليورو ، مرتفعاً بـ43 ألف شخص بالإتحاد الأوروبي و88 ألفاً في منطقة اليورو. ومقارنة مع نفس الشهر من عام 2011 إرتفع عدد العاطلين عن العمل بـ2.104 مليون في الإتحاد الأوروبي و2.051 مليون في منطقة اليورو.


وسجّلت النمسا أدنى معدّل بطالة حيث بلغت 4.5' وهولندا 5.3' وألمانيا ولوكسمبورغ 5.5'، بينما سجّلت إسبانيا أعلى مستوى بلغ 25.1' واليونان 23.1'. وهذا هو الشهر الخامس عشر على التوالي الذي يبلغ فيه معدل البطالة او يتجاوز عتبة العشرة في المئة في الاتحاد النقدياالاوروبي. واشار بيتر فاندن هوت من بنك آي.ان.جي الى ارتفاع معدل البطالة في صفوف الشباب والذي انتقل خلال عام من 20.7 بالمئة الى 22.6 بالمئة.

ولفت بن ماي من مؤسسة كابيتال ايكونوميكس ان 'سوق العمل في اقتصاديات الدول التي تقوم على اطراف الاتحاد النقدي تبقى الاكثر ضعفا. فقد سجلت اسبانيا التي سجلت اعلى معدل بطالة في هذه المنطقة، زيادة تمثلت في رفع المعدل الى ما فوق 25 بالمئة للمرة الاولى'. وتسجل اسبانيا معدل بطالة من 25.1 بالمئة وتاتي بذلك قبل اليونان (مع 23.1 بالمئة بحسب اخر الارقام المتوفرة التي تعود لشهر ايار/مايو). وقال بيتر فاندن هوت ان 'الفارق بين دول الوسط والدول القائمة على الاطراف كبير جدا'، ورأى ان ذلك 'لا يعتد به بالنسبة الى استقرار منطقة اليورو'.

وأعرب الرئيس الصيني هو جنتاو يوم الجمعة عن دعم الصين بقوة جهود أوروبا لمواجهة أزمة ديونها، مشيراً إلى الدور الهام الذي يلعبه صندوق النقد الدولي وغيره من المؤسسات في حل مشاكل الديون الأوروبية.


ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة شينخوا عن هو قوله، خلال اجتماعه مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في قاعة الشعب الكبرى في بكين، إن الانتعاش الاقتصادي المبكر في أوروبا يساعد على الاستقرار وانتعاش الاقتصاد العالمي والنمو الإقتصادي للصين.
وقال هو إن الصين مستعدة للحفاظ على الإتصالات والتنسيق مع المجتمع العالمي من أجل التعاون سوياً في مواجهة المخاطر وضمان استقرار النظام المالي العالمي وتعزيز الإنتعاش والنمو المستدامين للإقتصاد العالمي.


وشدد على ان الصين تدعم بقوة جهود أوروبا لمواجهة أزمة الدين، مركزاً على الدور الهام لصندوق النقد الدولي وغيره من المؤسسات في حل مشاكل الدين الأوروبية. وهنأ هو بنجاح المشاورات الحكومية بين الصين وألمانيا، وقال إن الصين مستعدة للتعاون مع ألمانيا من أجل تنفيذ النتائج التي توصلت لها الإجتماعات رفيعة المستوى والجولة الثانية من المشاورات الحكومية.


وفي إشارة إلى ان للصين وألمانيا تأثير هام في العالم، قال الرئيس الصيني إن البلدين لديهما مصالح مشتركة واسعة النطاق في الشؤون الثنائية والإقليمية ومتعددة الأطراف مضيفاً أن البلدين تتحملان مسؤوليات هامة وتواجهان نفس التحديات.وأكد ان الصين تولي اهتماماً كبيراً لعلاقاتها مع ألمانيا ومستعدة لتعميق الثقة الإستراتيجية المتبادلة وتعميق التعاون العملي ورفع الشراكة الإستراتيجية بين الصين وألمانيا إلى مستويات أعلى.


وقالت ميركل من جهتها، إن هناك العديد من عوامل التقلب لا زالت موجودة في الاقتصاد العالمي نظراً لأن منطقة اليورو تواجه صعوبات. وتابعت إن رد الفعل الهادئ والملائم من جانب الصين والثقة التي تضعها في اليورو والاقتصاد الأوروبي هي أمور تقدرها أوروبا بشدة. واستطردت قائلة إن دول منطقة اليورو واثقة ومصممة على التعامل بشكل ملائم مع مشكلة الدين ودفع التكامل الأوروبي. وأضافت إن أوروبا تأمل في زيادة التعاون الاستثماري والاقتصادي بين أوروبا والصين كما أعربت أيضاً عن معارضتها للحماية التجارية والاستثمارية.


وقالت ميركل إن التبادلات الثنائية والتعاون وثيقان للغاية على المستويات الحكومية والاقتصادية والشعبية. وأضافت أن الجولة الثانية للمشاورات الحكومية بين البلدين كانت مثمرة للغاية حيث وقع الجانبان مجموعة من الاتفاقيات مما أثبت أن العلاقات بين ألمانيا والصين لها أساس متين وانها شراكة إستراتيجية حقيقية.


وأعربت الصين وألمانيا خلال اجتماع بين كبير المشرعين الصيين وو بانغ قوه، والمستشارة الألمانية الزائرة عن أملهما بتعزيز التعاون من أجل دفع العلاقات الثنائية إلى مستوى أعلى. وأشاد وو بالتقدم في العلاقات الثنائية وبقوة الدفع السليمة في العلاقات الصينية - الألمانية الراهنة، ودعا إلى تعميق التعاون من منظور أوسع وأفق استراتيجي.


وأكد وو لميركل ان المجلس الوطني سيعزز التبادلات مع البرلمان الألماني من أجل الإسهام في نمو العلاقات بين الجانبين.
ومن جانبها قالت ميركل ان بلادها ستعزز التبادلات مع الصين بالمجالات المختلفة وعلى مختلف المستويات، وستفسح بالمجال كاملا لدور المشاورات بين الحكومتين الصينية والألمانية لتعزيز العلاقات الثنائية. وطالبت ميركل البرلمانيين بتعزيز التبادلات والتعاون سعيا لتعزيز العلاقات الثنائية. وكانت ميركل وصلت يوم الخميس، إلى العاصمة الصينية في زيارة رسمية تستمر يومين بدعوة من رئيس الوزراء الصيني ون جياباو الذي التقته ونائب الرئيس الصيني شي جينغ بينغ ونائب رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ.

من ناحية اخرى, دافع الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند عن نفسه من الاتهامات بالبطء في تنفيذ اجراءات الإصلاح الحاسمة يوم الجمعة، قائلا إن تحسين اقتصاد البلاد سوف 'يستغرق وقتا'. وفي خطاب في معرض زراعي في منطقة شامبان شمال شرق فرنسا، قال أولاند الذي انتخب في ايار/مايو الماضي إنه يعمل بشأن تنفيذ برنامج يستمر خمسة أعوام 'وليس ثلاثة أو 12 شهرا'. وقال 'الأمر سيستغرق وقتا لتحقيق النصر في معركة النمو والبطالة والمنافسة التي وصفها بانها معركة حقيقية' بينما اقر انه ' ليس هناك مجال لخسارة يوم واحد' لمواجهة أزمة 'خطيرة بشكل استثنائي'. وأضاف أن توفير فرص عمل هي المهمة الأكثر إلحاحا التي تواجه الحكومة.''


ويبلغ معدل البطالة نحو عشرة بالمئة وهي أعلى نسبه خلال 13 عاما.''' ودعا رئيس أكبر نقابة عمالية في البلاد 'سي.جي.تي' يوم الأربعاء الماضي إلى تنظيم مظاهرات في مختلف أنحاء البلاد في التاسع من تشرين أول/أكتوبر المقبل على خلفية سرعة وتيرة فقد الوظائف في المجال الصناعي.'''


وقال اولاند إن الحكومة سوف تبدأ محادثات الشهر المقبل مع أرباب الأعمال والنقابات بشأن خطط اعادة الهيكلة 'المرتقبة والوقائية'.
كما تعهد باللجوء إلى 'خيارات شجاعة' - ولكن ليس قبل عام 2013- بشأن تمويل نظام الضمان الاجتماعي السخي في فرنسا.
واشتكى أرباب العمل من أن ضرائب الضمان الاجتماعي المرتفعة تجعل قطاع العمل الفرنسي مكلفا للغاية.


وحتى الآن تجنبت الحكومة الاشتراكية الجديدة التطرق إلى هذه القضية. وجاء خطاب اولاند بينما أظهرت استطلاعات الرأي تنامي نفاد صبر الشعب الفرنسي بشدة مع بطء وتيرة إصلاحاته.'' وأظهر استطلاع للرأي نشر الأربعاء الماضي أن 50 بالمئة فقط من الشعب يثق في قدرة اولاند على حل مشاكل فرنسا، بانخفاض خمس نقاط خلال شهر''.

واكد وزير الاقتصاد الاسباني لويز دو غويندوس يوم الجمعة ان صندوق السيولة البالغ راسماله 18 مليار يورو والذي انشأته الدولة المركزية سيكون 'كافيا' لمساعدة المناطق التي تكثف في هذه الايام طلبات المساعدة المالية.وصرح الوزير للصحافيين في ختام جلسة لمجلس الوزراء ان 'الحكومة احتسبت 18 مليار يورو، ونعتقد انها كافية'. واكد دو غيندوس ان طلبات المساعدة التي تبلغ قيمتها حوالى 10 مليارات يورو والتي قدمتها حتى الان كاتالونيا ومنطقتا مورسي وفالنسيا 'كانت متوقعة ومشمولة بالتوقعات والحسابات التي قمنا بها، وبالتالي فهي لم تكن مفاجأة'.


واعلنت منطقة فالنسيا يوم الخميس انها ستطلب مساعدة مالية من الدولة المركزية تفوق 4,5 مليار يورو وذلك بعد يومين من طلب كاتالونيا مبلغ 5.023 مليار يورو. من جهتها, اوضحت منطقة مورسي انها بحاجة الى حوالى 300 مليون يورو. وتأتي هذه الطلبات في حين تواجه اسبانيا نفسها ضائقة مالية في الاسواق التي تخشى ان لا تتمكن الدولة المركزية من تمويل نفسها بمفردها هذا الخريف وتتوقع بالتالي ان تقوم مدريد بالتقدم بطلب انقاذ مالي.


ويتوقع الاقتصاديون طلبات مساعدة من مناطق اخرى. ولمواجهة هذه الطلبات، انشأت الحكومة الاسبانية في تموز/يوليو صندوق سيولة بقيمة 18 مليار يورو ويتم تمويله من مؤسسة اليانصيب الوطني بمقدار ستة مليارات يورو في حين تقدم كيانات مالية ثمانية مليارات والخزينة العامة اربعة مليارات. الا ان هذا الصندوق لم يبدأ العمل بعد.


وقال وزير الاقتصاد الجمعة 'نحن في صدد التفاوض، والمفاوضات تقدمت جدا، اي اننا سنجمع في الايام المقبلة، الاسابيع المقبلة، قسما كبيرا' من الـ18 مليارا. واكد 'لن ندع احدا يسقط' لان 'صندوق السيولة هو التعبير الاهم عن التضامن القائم بين الدولة والمناطق'، لكن في المقابل 'يتعين على المناطق ان تفي بتعهداتها في العجز العام' لانها وعدت بتقليصه من 3,3 بالمئة الى 1,5 بالمئة من اجمالي الناتج الداخلي في 2012.


وكان رئيس الوزراء المحافظ ماريانو راخوي اقر الثلاثاء الماضي بان 'المناطق هي ايضا اسبانيا، وبالتالي فان الحكومة الاسبانية لن تتركها تسقط'. على صعيد آخر قال الوزير إن الحكومة تعتزم ان تخفض بدرجة أكبر رواتب المسؤولين التنفيذيين في البنوك التي تلقت مساعدات مالية. وكان دي غويندوس يعلن القواعد المصرفية الجديدة المشترطة للحصول على مساعدات أوروبية بقيمة مئة مليار يورو لدعم القطاع المصرفي المتعب في البلاد.