أحلام الشباب في أوروبا على المحك بسبب الأزمة الاقتصادية |
حياة بلا أمل ومستقبل بلا نور .. عبارة مختصرة تجسد معاني كثيرة تحاصر الشباب اليوناني في تلك الأثناء، على خلفية حالة الضياع التي يعيشونها، في ظل تدهور الاقتصاد المحلي، واستمرار أزمة الديون التي تُضَيِّق الخناق على البلاد بشكل متزايد.
القاهرة: انيا غجوني، 19 عاماً، شاب تخرج قبل عام من إحدى المدارس الفنية في العاصمة، أثينا، لم يجد أمامه شيء يفعله سوى الجلوس برفقة مجموعة من أصدقائه على إحدى المقاهي، التي باتت مركزاً مع مرور الوقت لتجمع الشباب العاطل في العاصمة اليونانية. ولم يكن يطمح غجوني سوى في أن يصبح ميكانيكي سيارات، لكنه عجز عن ذلك، بسبب دخول بلاده موجة الركود للعام الخامس على التوالي.
وأوردت عنه صحيفة واشنطن بوست الأميركية قوله quot; لا يوجد مستقبل هناquot;. وقالت تقارير المفوضية الأوروبية إن أكثر من 5.5 ملايين شاب في جميع أنحاء أوروبا يعانون من البطالة، وأن تلك المشكلة تمثل جزءًا مما يطلق عليه العلماء اسم quot;الجيل الضائعquot;.
وبحسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فإن معدل البطالة بين الشباب في كل من اليونان واسبانيا قد قفز إلى نسبة مذهلة تقدر بـ 53%. بينما قُدِّر معدل البطالة في البرتغال بنسبة 36%، وفي ايطاليا بنسبة 34%، وفي فرنسا بنسبة 23%.
وهو المعدل الذي يقارن بنسبة قدرها 15% في الولايات المتحدة. أما على الصعيد العالمي، فقد تبين أن واحداً بين كل ثمانية أشخاص دون سن الـ25 يعاني من البطالة.
أما عن معدل البطالة في منطقة اليورو فنسبته 26%، وهي النسبة الأعلى منذ أن تم تدشين العملة الموحدة. وسبق لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ان أصدرت تقريراً في تموز/ يوليو تحذر فيه من تحمل الشباب وطأة الأزمة الاقتصادية في أوروبا.
واللافت في تلك المشكلة، حسب ما أوضحت الصحيفة، هو أنها لا تقتصر على الفئات التي تفتقر للتعليم أو للمهارات، بل أنها تطال كذلك هؤلاء الأشخاص من حملة الشهادات الجامعية، الذين يجدون أنفسهم محاصرين في النهاية بين البطالة وبين وظائف موقتة.
ومضت الصحيفة تقول إن ارتفاع معدل البطالة يرتبط بتزايد معدلات الجريمة بين الشباب وبتزايد حالات الإصابة بنوبات الاكتئاب، بالإضافة إلى أن البطالة تخفض معدلات المواليد، في الوقت الذي يتخذ فيه الشبان البالغون قراراً بإرجاء مسألة تكوين أسرة.
ثم نوهت الصحيفة إلى ذلك الجهد الكبير الذي تبذله الحكومات الأوروبية في سبيل زيادة معدلات التوظيف بين الشبان، بالنظر إلى رفض الشركات تعيين كل هذه الأعداد.
وهي المساعي التي نوهت إليها الصحيفة، وخصت بالذكر ما يفعله الساسة في كل من ايطاليا واسبانيا وفرنسا، من أجل التغلب على تلك المشكلة بشتى السبل. لكن حتى الذين استحسنوا تلك الجهود اعترفوا بأنها ليست إلا مسكنات أو حلولاً موقتة، وأن الإصلاح الجذري لسوق العمل قد لا يكون كافياً لحفز التشغيل في المستقبل القريب.
التعليقات