كان الدعم الشعبي للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب نادراً في وادي السليكون، حيث مليارديرات التكنولوجيا، لكن يبدو أن تغييراً كبيراً قد يطرأ على هذا الوضع.
وزعم دايفيد ساكس، مستثمر مؤثر ومقدم بودكاست بعنوان "أول إن": "ليس هناك حماس لبايدن، لكني أعتقد أن هناك الكثير من المؤيدين لترامب".
ويطلق الملياردير الرأسمالي المغامر، حملة لجمع التبرعات لصالح ترامب في قصره تحمل عنوان "في صف الملياردير" مساء الخميس.
وقالت تقارير إن تذاكر هذا الحفل قد تصل قيمتها إلى 300 ألف دولار أمريكي؛ وهي حملة جمع التبرعات الأولى التي تُقام لترامب منذ إدانته في 34 اتهاماً جنائياً في قضية "شراء الصمت" التي نظرتها محكمة أمريكية في نيويورك.
وأثار هذا الحدث جدلاً في هذه المدينة الأمريكية المعروفة بتوجهاتها اليسارية.
ومن المقرر أن يكون في انتظار ترامب لدى وصوله هذا الحفل دمية قابلة للنفخ على هيئة دجاجة بطول عشرة أمتار ترمز للرئيس السابق وترتدي ملابس السجن، وهو استقبال ساخر ينتظره لدى وصوله لجمع الدولارات لصالح حملته الرئاسية.
وقال رجل الأعمال في قطاع التكنولوجيا جيسون كالاكانيس، الذي يشارك في استضافة برنامج البودكاست "أول إن" ولا يدعم ترامب، إنه يتعرض "لانتقادات لاذعة" من قبل الأصدقاء الذين يسألون عن سبب ارتباطه بساكس.
وكانت كاليفورنيا يوماً ما ولاية حمراء – مؤيدة للجمهوريين – وهي أيضاً الولاية التي نشأ فيها الرئيسين الأمريكيين السابقين، دونالد ريغان وريتشارد نيكسون. رغم ذلك، لم يفز بأصوات الولاية أي رئيس جمهوري من عقد الثمانينيات من القرن العشرين.
ولا يزال الولاء للحزب الديمقراطي هو الشائع بين عمالقة التكنولوجيا.
لكن المد الأحمر – أو على الأقل بعض أمواجه – قد يكون في طريقه إلى الولاية، مُغذَياً بالإحباطات المحلية، ويشجعه المليارديرات المؤيدين لترامب مثل إيلون ماسك.
وساعد ماسك، رجل الأعمال المعروف في قطاع التكنولوجيا وأغنى رجل في العالم وفقاً لمجلة فوربس، في إعادة ترامب إلى منصة إكس بعد أن اشترى المنصة المعروفة سابقًا باسم تويتر.
كما وجه ماسك، انتقادات حادة لمنافس ترامب، الرئيس الأمريكي جو بايدن، واصفاً إياه بأنه "دمية".
وقال ساكس: "أعلم أنه سيكون هناك الكثير من الأشخاص (في قطاع التكنولوجيا) الذين يدعمون ترامب، لكنهم لا يريدون الاعتراف بذلك"، مضيفاً "وأعتقد أن هذا الحدث سوف يكسر الجليد في هذا الشأن"، في إِشارة إلى تغير في موقف مليارديرات وادي السليكون من الحزب الجمهوري.
وتختلف الأسباب وراء دعم هؤلاء المليارديرات لترامب، إذ يرى البعض أن الرئيس الأمريكي السابق هو "المزعزع المطلق"، وهو مصطلح يطلقه رجال الأعمال في وادي السيليكون على الزعماء المبدعين. كما يخشى البعض أن يتبنى بايدن مقترحات حول زيادة الضرائب على بالغي الثراء.
كما أنها مسألة قواعد أيضاً. فعلى الرغم من أن شركات التكنولوجيا الكبرى لديها أعداء في كلا الحزبين، فإن المطالبة بإدخال قواعد أكثر صرامة بشأن المنافسة والخصوصية كانت في السنوات الأخيرة أعلى بين الديمقراطيين.
وقدم تشاماث باليهابيتيا، وهو مستثمر آخر في وادي السيليكون ومُضيف مشارك لبرنامج البودكاست "أول إن"، تبرعات ضخمة للديمقراطيين في الماضي، لكنه الآن يكشف عن دعمه لترامب.
وقال باليهابيتيا إن "كلا الجانبين" طلب منه الدعم لأسباب مختلفة، وإنه يرحب باستضافة حملة تبرعات لصالح بايدن أيضاً.
وأضاف، خلال حلقة البودكاست التي بُثت في 31 مايو/ أيار، والتي تم بثها بعد وقت قصير من إدانة ترامب الجنائية: "لقد تبرعت لبوبي كينيدي. لقد تبرعت للديمقراطيين على نطاق واسع. وسأتبرع لدونالد ترامب".
وذكر: "إذا توافرت الفرصة للتبرع للرئيس بايدن وفهم حقيقة موقفه، فسأتبرع له أيضاً".
ولم تخل حملة بايدن من الدعم التقليدي من قبل مليارديرات التكنولوجيا وهوليوود المُقدم للديمقراطيين خلال دورة الانتخابات الرئاسية.
وفي مايو/ أيار الماضي، أثناء جولة لجمع التبرعات عبر الساحل الغربي، حضر الرئيس بايدن، حملات منفصلة لجمع التبرعات استضافها الملياردير صاحب المشروعات الاستثمارية فينود خوسلا، والرئيسة التنفيذية السابقة لشركة ياهو، ماريسا ماير.
في غضون ذلك، قدّم المؤسس المشارك في موقع "لينكد إن" ريد هوفمان، للجنة العمل السياسي التي تدعم بايدن، ستة ملايين دولار في وقت سابق من هذا العام – وهو واحد من عدة تبرعات بملايين الدولارات التي قدمها عمالقة التكنولوجيا أو الإعلام الأمريكيين للرئيس الحالي.
لكن ترامب تلقى الكثير من التأييد من كبار المتبرعين في أعقاب إدانته في نيويورك. كما يأمل في الحصول على المزيد أثناء جولته في الساحل الغربي.
فبعد لحظات من صدور الحكم في 30 مايو/ أيار الماضي، كتب مستثمر آخر ثري في وادي السيليكون، هو شون ماغواير المسؤول في شركة سيكويا الاستثمارية، على موقع إكس "لقد تبرعت للتو بمبلغ 300 ألف دولار لترامب".
ومثله مثل باليهابيتيا، سبق له التبرع بالكثير من الأموال للديمقراطيين.
وبينما يأمل ترامب في تنمية علاقات مع اللاعبين الأثرياء في وادي السليكون، تتوافر أدلة على دعم متزايد من قبل التيار المحافظ.
فلدينا جينيفر يان، مستشارة في قطاع التكنولوجيا في سان فرانسيسكو والتي لن تحضر حفل جمع التبرعات يوم الخميس، وهي ديمقراطية سابقة غيرت ولاءها السياسي وانتخبت لعضوية اللجنة الجمهورية المحلية.
ولا تتعلق مخاوفها الآن بالتكنولوجيا العملاقة بقدر ما تتعلق بالقضايا الملحة.
وقالت جينيفر لبي بي سي: "نحن مدينة ثرية بموازنة تبلغ 14 مليار دولار، لكن الخدمات العامة في حالة مروعة".
كما تنتمي يان-التي لم تحدد موقفها من دعم رئيس بعينه في انتخابات الخريف المقبل- إلى جماعة البريونيس التي تركز على الشأن المحلي، لا الوطني.
وتقدم هذه الجماعة مرشحين وسطيين يستهدفون جعل سان فرانسيسكو مكاناً أفضل.
وجاء في بيان مهمة الجماعة: "نعتقد أن هناك شريحة كبيرة وغير مسموعة وغير مخدومة من الناخبين في سان فرانسيسكو، الذين سئموا من تظاهر اليسار بالفضيلة ومن نظريات المؤامرة من اليمين".
التعليقات