سلوى اللوباني من القاهرة: رواية quot;حلاق الشرقquot; سلسلة من القصص القصيرة للكاتب الياباني المعاصر quot;ينواوي هيساشيquot;، كاتب روائي ومسرحي، كون فرقة مسرحية عام 1984 ويشغل منصب رئيس جمعية الكتاب منذ عام 2003، والرواية هي أول عمل يقدمه المترجم د. وليد فاروق إبراهيم للمكتبة العربية ndash;دار مصر المحروسة- يحتوي الكتاب الاصلي على 8 قصص، يقدم المترجم منها في هذا الكتاب 4 روايات، quot;حلاق الشرق، تحت أمطار من الزهور، الحب يتسلل الى ياناجي باشي، والراقصة الشقراءquot;، جميع الروايات يظهر فيها نفس الابطال وهم الحلاق quot;كووتاروquot; وأصدقاء طفولته الخمس، ست شخصيات اقتربت من الستين من العمر، يعيشون في نفس الحي وكل منهم له عمل مختلف في دكان الحلاق الذي يملكه كووتارو، نجد في كل رواية حدث أو موقف ما يتعرض له أحد الرفاق، ويشاركه الرفاق الاخرون في مواجهة ذلك الموقف ولا يخلو الامر في معظم الاحيان من مفارقات طريفة في أحداث الرواية، فأبطالها من اولاد البلد الحرفيين والتجار الذين يتميزون بخفة الروح والشهامة.

تميز اسلوب الكاتب بالتفاصيل الدقيقة للامكنة والشخصيات، وينعكس عمل كل شخصية على سلوكها في حياتها اليومية، أما الترجمة فاحتوت على العديد من المفردات اليابانية، مثل quot;تشنquot; وهي تقابل السيد أو السيدة في اللغة العربية، وقد أفرد المترجم لهذه المفردات هامشاً في نهاية كل رواية ليوضح معانيها، لذلك قد يفقد القارئ متعة الاستمتاع بقراءة الرواية، حيث عليه أن يبحث عن معنى الكلمة في الهامش ومن ثم يستكمل القراءة، بالاضافة الى أن الأدب الياباني ثري بموضوعاته الا أن ما يترجم منه لا يزال متروكاً للاختيار الشخصي وبعيداً عن العمل المؤسسي كما في هذا الكتاب، فقد اختار المترجم ترجمة هذه الروايات بسبب الشبه الكبير الذي وجده بين حي أساكسا بطوكيو الذي ورد في الروايات وبين حي الحسين بالقاهرة، مع فارق الدين والمناخ حسبما ذكر في مقدمة الكتاب، وهذا الحي قائم حول معبد مشهور هناك يزوره اليابانيون للتبارك، وهناك محلات حوله تبيع الهدايا، ويابانيون يختلفون عن هؤلاء الذين في الاحياء الراقية أو الشركات أو الجامعات، هذا الحي هو قلب طوكيو القديمة ويقطنه حتى الان أهل طوكيو الاصليون، كما وجد تشابه بين منطقة quot;أوينوquot; التي تظهر في الرواية وبين العتبة أو الموسكي في القاهرة، فهناك باعة الخضروات والاسماك ينادون على بضائعهم وزحام خانق غير منظم، وهذا الشبه بين اساكسا والاحياء المجاورة لها وبين الحسين والاحياء المجاورة له جعل المترجم يشعر بأن الشبه قد يكون ممتد الى حياة مثل تلك الاحياء وبين حياة أهل مثيلاتها في القاهرة، ولا نختلف مع المترجم بأن الانسان واحد في كل مكان على وجه الارض وإن تباعدت المسافات، إلا أن القارئ ينتظر الاطلاع على الاعمال الابداعية اليابانية التي تميز الانسان الياباني بعاداته وتقاليده بكل أبعاده الفكرية والثقافية والتاريخية والدينية التي تضعه في إطار مميز ومختلف عن غيره.

[email protected]