في الوقت الذي يستجيب رئيس الجمهورية العراقية جلال طالباني الى ضيم الشاعر (ابو بكر زمّال ) يبتعد كل رؤساء الدول العربية عن مأساة هذا الشاعر الذي ظل يراهن على اعضائه ويتوسل المارة من اجل ذلك... .....
–يا لهذا الزمان العجيب..... !!!
وما العجب فيه !!!! ما دمنا قد تعودنا على افعال الطغاة...
نقف نحن اولاد دجلة والفرات –اليوم- وبكل فخر لنحيي هذه المبادرة التي تحمل من الطيبة والمحبة الشيء الكثير.... طيبة ومحبة تعوّد العراقيون على التمسك بها في احنك الظروف...
وبماذا يذكرنا الموقف هذا !!!!!
نعم.....
يذكرنا بموقف الامهات العراقيات، وهنّ يتطلعن الى وجوه بعض الشهداء والفقراء والمحتاجين..... ليصرخنّ:
-خطيّة........
الله..... كم هي جميلة ورشيقة هذه المفردة !!
وتشتد الصورة..... ليتحول فرحهنّ الى هلاهل... تتبعها باقات من زهور النرجس... وياس الخضر.... وبضع شموع....
كلمات وافعال... كلها نبل ومحبة ووفاء في زمن خلا من الاوفياء ،وازدادت فيه سهام الخونة من كل صوب وحدب....
ما اودّ قوله.... يا سيادة الرئيس جلال الطالباني... يا صاحب القلب الوديع... بأن هذه المبادرة ستحمل في طياتها الكثير من العز والفخر للعراقيين وهم في عز محنتهم...
ولكن....
-في الوقت نفسه - لابد من النظر الى حال المثقف العراقي الذي ينهار يوميا ،بسبب هذا الحطام اليومي ، وهو يتوسل بكل المفخخات ان تبتعد عن العراق الذي تحطم الليل فيه....
-آه من هذا الزمان....
واكرر مرة اخرى.... بأن الاستجابة لحال الشاعر (زمّال) جاءت سريعة من قبل السيد الرئيس، في حين ظلت شكوى صديقي ورفيق دربي الشاعر المبدع حيدر عبد الخضر دونما مجيب وهو يتوسل بكل من يملك في قلبه الرحمة ليتطلع الى حالته التي تزداد سوءا يوما بعد يوم...
كان الاحرى بنا... نحن اولاد دجلة الخير.... ان نلتفت الى شعرائنا وما يواجهونه من ظلم ... واقول لك الحق....:
- احسنت.... يا سيادة الرئيس فيما تقدمه من هبات وعطايا... لكننا- في الوقت نفسه - كما تقول الشرائع.... من ابناء السابع جار .. والسابع جار له الحق على العاشر...
واقول لك – وبمحبة -: إنني قد تجولت بجسد حيدر عبد الخضر من مشفى الى اخر، ومن بغداد الى دمشق دون نتيجة..
-ايعقل – يا سيادة الرئيس- ان اتوسل برئيس اتحاد الكتاب العرب علي عقلة عرسان – سابقا - لينظر في قضية حيدر... !
اليس من الاولويات ان ننصف شعراءنا... ونقيم لهم قصور المحبة والاخلاص...
وان نساوي بين ما يمنح لمثقفي اقليم كوردستان -من مرتبات شهرية- ومثقفي العراق كافة....
لكم كل الحب
والى اللقاء