كتبت اكثر من مرة اقول انني لست صداميا، ولا احب صدام، ولست اكرهه ايضا.
كتبت كذلك اقول انني ضد اعدام صدام لأن اعدامه هدية لايران، ولكل اعداء عراق موحد.
كنت اتوقع قرار المحكمة.
كلنا توقعنا قرار المحكمة.
لم يأت القرار مفاجئا اذا، لكنه اصابني بخيبة امل، ليس بسبب حكم الاعدام بل لأن المحكمة تعطي صورة مطابقة لما يدور في العراق اليوم، وصورة استشرافية لما سيواجهه هذا البلد في قادم الايام: ارتباك، تعثر، ارتجال، قلة عدالة، وانتفاء استقلالية.
ونحن اذا شئنا ان نعطي الحكم الصادر صبغة قانونية، ونوافق على ما قاله القاضي من ان صدام ارتكب جرائم ضد الانسانية توجب عقوبة الاعدام، فأنا اقول ان الرئيس الاميركي جورج بوش ارتكب جرائم ضد الانسانية اكثر مما ارتكب صدام.
بل ان صدام ربما ارتكب مجزرة واحدة في مكان واحد، لكن الرئيس الاميركي ارتكب مجزرة في كل بقعة من العالم، وما يزال يرتكب.
القاضي يعلم..
المالكي يعلم ايضا، ويكابر بالقول ان عصر الظلم قد انتهى اليوم، لكنه ينسى انه هو نفسه اكثر الناس ظلما للشارع الذي تعززت طائفيته بوجوده كرئيس هش للوزراء.
اليوم قد صدر الحكم على صدام حسين. وقد كان متوقعا. فاليرحم الله الرجل ان اعدم. وحيث سيصعد، سيجد عزاءه في السماء في عشرات الارواح التي قتلها بوش والفساد العراقي، والمليشيات المسلحة، وقطاع الطرق من رجال الدين والسياسة.
اما نحن فسنبقى على الارض، نلطم تارة، ونثمل تارة اخرى، حتى ننسى كل ما يحدث حولنا من جنون.
- آخر تحديث :
التعليقات