يحدد الناقد والمفكر البريطاني رايموند ويليمز العقود الاخيرة من القرن الثامن عشر والنصف الاول من القرن التاسع عشر لظهور عدة الفاظ في اللغة الانكليزية اصبحت فيما بعد ذات اهمية اساسية، واكتسبت مجموعة اخرى معاني مهمة وجديدة اضافة الى استخدامها السابق في مجال اللغة(1).ولعل من اهم هذه الالفاظ، ومن دون تحفظ، هي مفردة الثقافة. ويرصد وليامزتطور مفردة الثقافة على النحو التالي : كان معناها يدل اساسا على اتجاه النمو الطبيعي قبل هذه الحقبة، ثم اصبح معناها عن طريق التماثل، عملية تدريب في العادة، تغير الى ان اصبحت لفظة ثقافة تعني شيئا مستقلا في حد ذاته، وذلك في القرن الثامن عشر واوائل القرن التاسع عشر. واصبح معناها، اولا(حالة او عادة عقلية عامة) ترتبط ارتباطا وثيقا بفكرة الكمال الانساني، وغدت تعني ثانيا (الحالة العامة للتطور الفكري، في مجتمع باسره). والمعنى الثالث هو (الكيان العام للفنون). وفي اواخر القرن اصبحت تعني معنى رابعا هو (طرقا شاملة للحياة مادية، وعقلية، وروحية)(2).
ويوضح الاقتباس اعلاه المعاني المتنوعة التي اكتسبتها مفردة (ثقافة) في الكتابات الادبية والفلسفية في الغرب. وقد ارتبطت كل المعاني تاريخيا بالفترة الزمنية التي شهدت ظهور ونمو الطبقة البرجوازية والثورة الصناعية وتقدم التفكير العلمي والايمان بقوة العلم التجريبي وقدرته على تحقيق السعادة للجنس البشري عامة. وقد تسيدت تلك المعاني الثقافة الغربية في مرحلة الرومانسية واستمرت كذلك الى ما يعرف (بالحداثة) وحتى الستينيات من القرن العشرين.
ورغم ظهور حركات فنية وادبية مثل السريالية والدادائية والتكعيبية واللامعقول، حاولت تجاوز انماط التفكير التقليدية وزحزحة العقل عن عرشه والتقليل من شأن العلم الحديث وانجازاته، فان (الثقافة) بقيت محتفظة بمكانتها في اوساط النشاطات الفلسفية والفكرية والاجتماعية بصورة عامة. وضمن هذا الاطار يمكن تحديد لفظة (ثقافة) قبل مرحلة ما بعد الحداثة بكونها (بنية ابستمولوجية ذات طابع جدلي تمثل وعيا معرفيا ينزع نحو ادراك الواقعي والحقيقي وتمثيله رمزيا ودلاليا وذلك من خلال توظيف الاليات الأجرائية للمنطق الفلسفي بمفهومة السببي والعقل العلمي التحليلي) . وتعتمد الثقافة ضمن هذا المفهوم على عمليات التراكم المعرفي واستيعاب الانجازات والاكتشافات العلمية والاسهامات النظرية والفلسفية، وتسعى مدفوعة بنوازع انسانية نحو الارتقاء بالظروف البيئية والاجتماعية والعلمية والسياسية والمعيشية للانسان على وجه الكرة الارضية.
وتؤشر لفظة (ثقافة) ضمن ذلك المفهوم حالا من quot;الانفصا ل العلمي لمجموعة من النشاطات المعنوية والعقلية عن قوة الدفع المنطلقة في مجتمع من نوع جديدquot;(3). أي انها تشكل نمطا من انماط وعي الحقيقة يمثل استجابة واعية على مستوى الواقع المعاش. وبصورة عامة فان التغيرات تحدث على المستوى الاجتماعي أو السياسي نتيجة حركية التفاغل الاجتماعي، ثم يتشكل وعي بتلك المتغيرات من خلال تامل وتحليل عقلي يتم على مستوى اعلى، ثم يتبلور موقف من تلك المتغيرات سواء بقبولها و تكريسها او تغييرها. فهنالك تجربة حياتية معاشة، وهي تشمل كل افراد المجتمع على الاطلاق. وهنالك وعي بتلك التجربة المعاشة من خلال عمليات الرصد والدراسة والتحليل. وهي تقتصر على فئة اقل نسبيا تسمى عادة (بالانتلجنتسيا). وتقوم هذه الفئة داخل المجتمع بعقلنة مفردات الوعي الجمعي واضفاء (معنى) عليه وثم التعبير عنه بمستوى اعلى من المستوى الحي المباشر. ومن محصلة تراكمات الكتابات والدراسات والنظريات يتشكل نسيج الثقافة داخل المجتمع من عدة خيوط وبعدة الوان.
الاان معظم النظريات النقدية، التي شكلت مايعرف بما (بعد الحداثة) قد طرحت مفهوما مغايرا تماما للثقافة. فلم تعد الثقافة جزء من البنية الفوقية للمجتمع مكتفية بكونها استجابة لطرق ووسائل الانتاج الجديدة في المجتمع الصناعي. وليست هي بنية سكونية تمثل quot;طرقا شاملة للحياة مادية، وعقلية وروحية). فقد اكتسبت الثقافة فاعلية اكبر ضمن الفاعلية الاجتماعية في نظرية ما بعد الحداثة. واكتسبت لفظة (ثقافة) معاني ودلالات اكثر عمقا وابعد اثرا في ادبيات تلك النظريات.
ان نقاد الثقافة في مرحلة ما بعد الحداثة يؤكدون على المكانة المركزية المهمة التي تحتلها الثقافة في الحضارة الانسانية، واصبحت الثقافة عبارة عن مجموعة من الخطابات وهي تحافظ على ديمومتها من خلال سلطة الخطاب وقدرته على اقصاء وتهميش الخطابات المضادة له داخل المجتمع، ولذلك فاننا نستيع ان نجد انماط من الثقافة لا تتناسب والشرط الانتاجي او المرحلة الاقتصادية لمجتمعاتها. مثل استمرارية هيمنة الفكر الغيبي الميتولوجي على مجتمعات مدنية وصناعية، أو العثور على جذور للفكر العقلاني في مجتمعت اقطاعية ارستقراطية. غير ان هذا لا يعني انقطاع تلك البنية الابستمولوجية عن الواقع المادي بصورة نهائية. فالعلاقة الجدلية قائمة بين الشرط الاجتماعي والثقافة، ولا يمكن فهم المظاهر الاجتماعية والسياسية والفنية الابالاخذ بعين الاعتبار طبيعة تلك العلاقة الجدلية. ولكن هذه العلاقة لا تقوم على اساس وجود طرفين احدهما اعلى والاخر ادنى، بل تقوم بين قطبين متقابلين واقعين على مستوى خطي واحد وان اختلفا في نمط وجدهما.
يعتبر المفكر الماركسي الايطالي انطونيو غرامشي من اوائل المفكرين الذين اكدوا على مركزية الثقافية واثرها في المجتمع. ونقل الصراع بين الطبقات الاجتماعية من المستوى المادي الاقتصادي الى مستوى ثقافي اعمق بعدا واعظم اثرا. اذ اوضح ان الازمات الحقيقية التي تتعرض لها المجتمعات ليست اقتصادية بالاساس، ولكنها محصلة هيمنة الخطاب الثقافي المعبر عن طبقة اجتماعية متسلطة داخل المجتمع . فقد فسر غرامشي ازمة المجتمع الايطالي في الثلث الاول من القرن العشرين على انها ازمة فكر متخلف ورجعي يطرح رؤية تبريرية متجاوزة التناقضات الداخلية للواقع الاجتماعي. ويرى غرامشي: quot;ان قوة طبقة اجتماعية ثقافيا لا تقوم على انتاجها الثقافي المرتبط بها كطبقة، بل في قدرة انتشارها الثقافي اجتماعيا، وفي استطاعتها ان تتحول الى ثقافة قومية، اي في تحقيق هيمنة ثقافية لطبقة محددة تساوي قوتها هيمنتهاquot;(4). ومن ذلك نجد ان قوة طبقة اجتماعية معينة داخل مجتمعها لاتقوم على قوتها المادية والاقتصادية ولا على طبيعة الثقافة التي تشجعها فقط، بل كذلك، وبشكل اساسي، على قدرتها في نشر ثقافتها وفرضها اجتماعيا. وترتبط درجة الدور القيادي الذي تتمتع به تلك الطبقة بمدى هيمنة خطابها الثقافي. وبذلك يكون quot; دور الثقافة اذا تحقيق الهيمنة، اي المساهمة في فعل سياسي يعيد صياغة الثقافة في اعادة صياغته للعلاقة الاجتماعية كلهاquot;(5). ومن هذا المنطلق لا تعود الثقافة نمطا من انماط وعي الحقيقية او سبيلا من سبل الارتقاء بالمستوى الفكري والمعيشي للانسان، اذ تصبح طريقة من طرق تحقيق الهيمنة وفرض القوة داخل المجتمع . وترجع الاصول المعرفية لهذا التصور لمفهوم الثقافة الى كتابات التوسير وغرامشي وتمتد الى المقولات التقليدية للماركسية المادية الجدلية وبعض اراء نيتشة وحتىفلسفة هيغل ومقولاته في التاريخ. وبذلك فهي تظل بعيدة عن المرجعيات الفلسفية (للوضعية الجديدة)، التي تعود الى فلسفة ديكارت ومدرسة الشك لهيوم وحتى البنيوية الفرنسية ومن ثم تفكيكية دريدا التي تنكر اي وجود للعالم المادي خارج النص.
وفي مرحلة ما بعد الحداثة تم التاكيد على العلاقة المتينة بين مفهومي(الثقافة و القوة) وذلك من خلال كتابات المفكر الفرنسي الشهير ميشيل فوكو.
فرغم رفض فوكو للماركسية وتجاوزه لمقولاتها النظرية التقليدية، الاانه اعاد صياغة افكار غرامشي نفسها من خلال طرحه لمفهوم (الخطاب). ويعتقد فوكو بان الخطاب ينزع دائما نحو فعلي الهيمنة و الاقصاء من خلال اعادة انتاج الانساق الثقافية المكونة له عبر الممارسات الثقافية والاقتصادية والسياسية. واقصاء وتهميش كل ما لايتفق وتلك الانساق. وهذا الاقصاء هو المسؤول عن تكون المقموع والمسكوت عنه داخل كل ثقافة انسانية. وغالبا مايؤدي تراكم المقموع والمسكوت عنه الى تكوين ثقافة هامشية مضادة. وضمن فضاءات ما بعد الحداثة يؤيد الناقد والمفكر الفلسطيني ادوارد سعيد اراء فوكو. ويرى سعيد بان الخطاب يرتبط بالصراع السياسي والاجتماعي ويخضع الجميع لسلطة الخطاب وليس لمنطق الخطاب العقلي.
وقد هيمنت على النشاط النقدي والنظري لما بعد الحداثة فكرة العمل على كشف الانساق المضمرة وتعرية الخطابات المؤسساتية والتعرف على اساليبها في ترسيخ هيمنتها وفرض شروطها على الذائقة الحضارية للامة. وتلك الانساق الثقافية هي مكونات ذهنية اولية لشخصيتنا الثقافية والسلوكية تترسب في اعماق الاوعي الجمعي لتشكل مضمرات ايديولوجية وتصبح فاعلة عبر الزمن وموجهة لسلوكنا الشخصي وممارستنا الاجتماعية ونتاجاتنا الثقافية. وهذه المضمرات تكون مايعرف بالاصل الذهني في الوعي الجمعي الذي يعمل كنموذج للقياس عليه ويجري الالتزام به. ويكون النسق متعاليا على الفكر النقدي العقلاني ومنغرسا في عمق الثقافة القومية وبعيدا عن النقد والمساءلة. ويحافظ النسق او المضمر الذهني على ديمومته وفاعليته من خلال عملية اعادة انتاج ذاته باشكال واليات متعددة ومتنوعة داخل الثقافة، ومن خلال تراكمات نصوصية ينوجد داخلها كدلالة مضمرة بعيدة عن مناطق الوعي العقلاني او النقدي المباشر. ويعد هذا التصور لمعنى الثقافة الاساس النظري الذي قامت عليه كتابات نقاد مدرسة فرانكفورت والتوسير و فوكو وسعيد وانبثقت منه مدارس نقدية وادبية مهمة مثل النقد النسوي ونقد مابعد الكولونيلية و نقد الاقليات السود في امريكا. وقد حاول الناقد السعودي عبد الله الغذامي ادخالها الى الخطاب النقدي العربي الحديث من خلال كتابه النقد الثقافي: قراءة في الانساق الثقافية العربية. الصادر في طبعته الاولى عام(2000).
ويقابل مفهوم النسق الثقافي، وان بصورة عامة، مفهوم (السرديات) في فكر ادوارد سعيد. حيث يوظف سعيد مصطلح السرد توظيفا مغايرا تماما عن الدراسات البنوية السردية. فقد ربطت الدراسات البنوية السردية بين (القص) و (السرد) وركزت على دراسة الادب السردي المتخيل. وانشأت عليه حقلا نظريا وتطبيقيا عرف (بالسرديات) وهو فرع من حقل نقدي اشمل و اعم يعرف (بالشعرية). وقد انشغلت السرديات البنوية بدراسة المستوى التركيبي للنص باعتباره بنية جمالية منقطعة عن السياق، وشملت تطبيقات النقد السردي الحديش النصوص الروائية و القصصية الحديثة والتراثية على حد سواء. اما ادوارد سعيد فقد استخدم مصطلح (السرد) باعتباره quot; تشكيل عالم متماسك متخيل، تحاك ضمنه صور الذات عن ماضيها، وتندغم فيه اهواء، وتحيزات، وافتراضات تكتسب طبيعة البديهيات ونزوعات وتكوينات عقائدية يصوغها الحاضر بتعقيداته بقدر ما يصوغها الماضي بتجلياته وخفاياه، كما يصوغها بقوة وفاعلية خاصتين، فهم الحاضر للماضي وانهاج تاويله له. ومن هذا الخليط العجيب، نسج حكاية هي تاريخ الذات لنفسها وللعالم، تمنح طبيعة الحقيقة التاريخية، وتمارس فعلها في نفوس الجماعة وتوجيه سلوكهم وتصورهم لانفسهم وللاخرين، بوصفه حقيقة ثابتة تاريخياquot;(6).
وقد نقل سعيد هذا المصطلح من حقل الدراسات البنيوية الى النقد الثقافي وجعله مدخلا اساسيا لدراسة وتحليل السياق. فالسردية اصبحت منظومة من المفاهيم تتداخل فيها مكونات quot; الدين واللغة والعرق والاساطير والخبرة الشعبية وكل ما تهتز له جوانب النفس المتخيلة. غير ان ماهو الان حقيقة تاريخية يمثل الامة و تاريخها في وعي الذات الجماعية، لا يخرج بهذا المعنى عن كونه متخيلاquot;(7). وبذلك تتحول الامم نفسها الى سرديات، ويتحول الصراع، ليس داخل المجتمع الواحد فقط بل حتى بين الامم، الى quot; القوة على ممارسة السرد، او على منع سرديات اخرى من ان تتكون وتبزغ، ... ويبلور سعيد وجها خطيرا للسرديات يتمثل في تشكل سرديات رسمية لتاريخ معين ثم سعيها الدائب الى منع سرديات مغايرة من الظهورquot;(8).
والسرديات الرسمية عند ادوارد سعيد تقابل الخطاب المؤسساتي عند مشيل فوكو. ويتفق مع الاثنين مجموعة من نقاد مابعد الحداثة امثال جان فرانسور ليوتارد وبيار بورديو وتيري ايغلتن وهومي بابا. وهكذا ينهار المعنى التقليدي للثقافة منذ بداية السبعينيات من القرن الماضي ليحل محله معنى يقوم على نسبية الحقيقة وغياب الموضوعية التجريدية ورفض النزعة الانسانية والمثالية. فالوعي الجمعي لجماعة بشرية او مجتمع ما لا يمثل ادراكا موضوعيا لمفردات الواقع، بقدر ماهو تراكمات لمضمرات ايديولوجية وانساق ذهنية تشكل بنية ثقافية تنتج تصورا خاصا لهذا الواقع. وغالبا مايكون هذا التصور متحزبا او منحازا وساعيا الى فرض نفسه بالقوة و الهيمنة. اي ان (الخطاب) داخل الثقافة يكاد يكون في اغلب الاحيان تلفيقيا و زائفا ينزع نحو ممارسة سلطة قوة تعمل لصالح الفئات المهيمنة اجتماعيا. و لعل من ابرز المظاهر السائدة في الثقافة المعاصرة للتعرف على طبيعة التوجه الثقافي او السياسي في مجتمع معين، وضمن مدة زمنية محددة، هو مايعرف (باستطلاعات الرأي). وهي فعالية تتداخل فيها النشاطات الاعلامية والثقافية والسياسية والاجتماعية بشكل كبير. وتكتسب استطلاعات الرأي اهميتها في المجتمع الحديث من افتراضها المسبق وجود شبه اجماع ضمني على كونها اداة محايدة وناجحة للكشف عن حقيقة الموقف الجماهيري وبصورة ديمقراطية تجاه ظاهرة معينة. الا ان الفيلسوف وعالم الاجتماع بورديو قد تصدى لهذه الظاهرة بالدراسة و التحليل وتوصل الى ان ظاهرة (الرأاي العام) هي ظاهرة مفتعلة ومصطنعة لخدمة اهداف سياسية، و quot; بالتحديد، لخدمة الفئات المهيمنة اجتناعيا. فمن خلالها، تحاول هذه الفئات تثبيت مواقعها او تقويتها، او ابعاد اي مخاوف او مخاطر تهددها، او التاكيد على سياسة معينة او برنامج معين او التاكيد على شرعيتهاquot;(9).
ويؤكد بورديو، في نفس السياق، على ان ظاهرة (الراي العام) نفسها قد تصبح تعبيرا عن شكل للهيمنة الاجتماعية والثقافية، بدلا من كونها اداة ديمقراطية. ومحصلة لتلك المقولات النظرية لما بعد الحداثة اصبح من الطبيعي ترادف مفردتي (القوة) و(الثقافة) او(المعرفة). ويشير الباحث وليم غراسي الى ان مهمة الباحث المابعد حداثوي اصبحت وبشكل اساسي تقوم على quot; اظهار كوكبات القوة- المعرفة المخفية بشكل مؤقت من دون انشاء تاويل تفسيري جديد يصبح ماديا بصيغة نظرية اجمالية جديدةquot; (10). وبذلك تحرر نظريات ما بعد الحداثة نفسها من سلطة النص والانغلاق عليه مكتفية بتامله جماليا وتركيبيا، لتنطلق من جديد نحو السياق، وتعيد اليه مكانته المركزية في فهم وتفسير اي نشاط اجتماعي. ان النصوص لا تسبح في فضاءات معزولة ومغلقة، كما ان الافراد ليسوا جزرا منفصلة او ذوات مستقلة قائمة بذاتها ولذاتها. ان النصوص تنتمي بالضرورة الى ثقافة معينة و الافراد الى طبقة اجتماعية ما، والعلاقة هي دائما جدلية وتواصلية، الا انها تخضع، و بصورة مستمرة، الى سلطة الخطاب و هيمنتة، وليس الى وعي الحقيقة .
المراجع والمصادر :
1- رايموند وليامز: الثقافة والمجتمع 1780-1950، ترجمة وجيه سمعان، مشروع النشر المشترك، ص 7 .
2- المصدر نفسه: ص 10-11.
3- المصدر نفسه: ص 12.
4- غرامشي وقضايا المجتمع المدني، مركز البحوث العربية، ندوة القاهرة، دار كنعان للدراسات وللنشر، (1990)، ط 1، ص 216.
5- المصدر نفسه: ص 216.
6- ادوارد سعيد: الثقافة و الامبريالية، ترجمة كمال ابو ديب، دار الاداب، بيروت، ط 2، (1998)، ص 16.
7-المصدر نفسه: ص 16-17.
8- المصدر نفسه: ص 17.
9- د. علي سالم : البناء على بورديو: سوسيولوجيا العقل السياسي؛ المعتقد المهيمن والمعتقد الجديد، دار النضال، ط 1،(1999)، ص 54 .
10- وليم غراسي: مابعد الحداثة؛ مايحتاج المرء الى معرفته، ترجمة د.بيداء العبيدي، جريدة الاديب، السنة الثانية، العدد(63)، اذار 2005م.
التعليقات