سيحتفل العالم المسيحي الأسبوع القادم بعيد الفصح.
سيحتفل في وقت تراق فيه دماء كثيرة في كل مكان.
ليكن الاحتفال اذا مناسبة لتعزيز السلام والمحبة في النفوس.
كيف ذلك؟
معظم حروب اليوم دينية الطابع، على الأقل تلك التي بجوارنا.
طفح الدم من العراق..
طفح الدم من افغانستان..
طفح الدم من اوروبا واميركا..
وكل ذلك باسم الدين.
العداء بين البشر اليوم ديني الهوية والمضمون.
من اجل ذلك يجب ان نستغل الاعياد الدينية لإزالة احقادنا. يجب ان نغسل نفوسنا ولو بكلمة طيبة. وتهنئة الآخرين باعيادهم ومناسباتهم الدينية بداية جيدة لذلك.
من هنا اقول انه يجب علينا كمسلمين ان نستغل مناسبة عظيمة كعيد الفصح، لنقدم تهانينا الى كل مسيحيي العالم. ولنبدأ بمسحيينا نحن في مشرقنا العربي. فنقل لهم جميعا عيدا مجيدا وكل عام وأنتم بخير.
هم فعلوا الشيء ذاته يوم قدموا لنا التهنئة في عيد الفطر والاضحي.
وليس اقل من ان نبادلهم المشاعر ذاتها.
وللغلواء الذين يرون في تهنئة المسيحيين كفر ومعصية، اقول ان تهنئة الآخرين ليست كفرا ولا خطيئة، ولا تشكك في قوة ايماننا، بل هي دليل ايمان. فالاسلام يحث على المحبة. وتهنئة أهل الكتب السماوية، وغير السماوية ايضا، في مناسباتهم واعيادهم رمز لهذه المحبة.
وللغلواء ايضا اقول ان تهنئة الآخرين في مناسباتهم الدينية افضل بكثير من تجاهلها. بل افضل الف مرة من تجاهلها. فلن يزيد تجاهلنا من قوة إسلامنا، ولن يدفع الآخرين بعيدا عن دينهم. بل ان تجاهل دين الآخر يؤدي الى غياب المعرفة به، وغياب المعرفة يؤدي الى الجهل، وذاك العدو الحقيقي لنا جميعا مسلمين ومسيحيين ويهود..
أحب ان أختم بملاحظة يجب ان نأخذها بعين الاعتبار، وهي أن لا تكون التهنئة جزء من لعبة سياسية. فلا تفرضها علينا حتمية مصالحنا مع الآخرين، عندها لن تكون التهنئة ذات قيمة انسانية، بل ستصبح جزءا من بروتوكول ميت.
يجب ان تكون التهنئة صادقة في الايمان بقيمتها، انطلاقا من احترام قيمة المناسبة في نفوس ابنائها.
فتكون تهنئتنا للمسيحيين في عيد الفصح نابعة من احترامنا لقيمة هذه المناسبة لهم، كما هم يهنئوننا في اعيادنا ايمانا بقيمتها في قلوبنا.
لسنا هنا في معرض مناقشة المخطئ والمصيب، فكلنا مصيب ان احب الآخر، وكلنا مخطئ ان ملأ نفسه بالحقد والكره. وخيرنا من بدأ بالسلام.. والتهنئة.
مرة اخرى اقول لكل مسيحيي العالم: عيد فصح مجيد وكل عام وانتم بخير.