- حين نكون عراة في ارض مثلجة لا يمكن ان نرمي باجسدنا في الحريق، وحين نعطش سيغرقنا الطوفان-

[تكريت الشيعة! عبارة اطلقناها عام 1991 بعيد تداعيات حرب الكويت، تتلخص بالعرق والمنطقة، لاسيما حين شاهدنا طبقة من الموتورين والحقديين وعشاق الكراهية وهم يسيطرون على مؤتمر بيروت الترقيعي، في مشهده الاعلامي، يقدمون التصريحات التي تبشر بانهار دم وحرائق، اتذكبر منهم عناصر من الاحزاب الدينية، الذين شكلوا ومازالوا صبية الثقافة السياسية في دولة المحاربين والمعارضين الراقصين على درابك التكفير الاجتماعي وتطيير وسائط لدولة الخوف الجديدة، هؤلاء الذين اطعمهم صدام حسين، مجدا كاذبا فصدقوه ووظفوه لمستقبل سياسي هم الان يقطفوا ثماره وحصاده.. ومنذ جريمة الدجيل تحولت كذبة صدام الى حقيقة، فتشكل الطعم الى بلعوم اكل ذاته ونفسه، واصبح بالعي الطعم والوهم حقيقة واقعة قدمت الشهداء والابطال وخاضت عمليات، فلا الشهداء كان متحزبين ولا العمليات كانت حقيقية، كل شيء فبركته اجهزة صدام الشهيرة بالخداع والتضليل، بل وان اكلي الطعم قاموا باكبر جريمة يوم كانوا في الخارج، وهي تكريس شخصية عالمية وفكرية وتقزيمها عن طريق استخدامها الدعائي البشع، فجعلها مؤسسة لحزب سياسي وليس فقها او فكرا انسانيا يتحاوز الحزبية ليحاور البعد الانساني في مصائره الفلسفية وهو محمد باقر الصدر ( سنتحدث عن هذا مطولا في مكان اخر لاني شخصيا اعرف بعض عشاق الصدر ومريديه في الستينات وليس هناك حزبا) انها جريمة تحزيب وتيسييس الانساني عن طريق تحويله الى فرقي وتنظيمي وجعله جزئيا فيما كان كليانيا، لقد تناغم الخارج مع رغبات صدام، ولا اقول بسوء النوايا بل غباء النوايا، وقدموا له كنزا لا يحلم به حين ادعوا قيادة الصدر لتنظيم سياسي، ولعلي لا ابرئ الحسد الخميني المعروف لاي شخصية علمية تفوقها كما حدث للطالقاني وشريعة مداري وعلماء كبار لا يوازي الخميني حكمتهم وعلمهم حتى العشرة بالمئة.. وهكذا تمكن من سحر الغوغاء والدهماء ليكوّن الفكر الشعبي والجماهيروي، كي تصبح مدرسته اكبر اعصارا مدمرا في تاريخ الاسلام وفي تاريخ الخراب الامني والقلاقل العالمية، فهو بحق خالق العصر الاصولي الموشاة بابشع الترويع والاستباحات الدموية، وهذا داب الناجحين في السياسة والفاشلين بالعلم والمعرفة، فلن تصفق الناس لعالم اكثر مما تصفق لجاهل.. انه ثابت قدري في التجربة الانسانية قاطبة رغم ان شعوب المعرفة تخلصوا منها. استغلت الطبقة السياسية الجديدة موروث الكاريزما المناطقية في تلك العواصم الروحية للشيعة وافرغت المحتوى الروحي منها لتجعلها في خدمة السياسة مثلما استغلت ماساة الحسين وحكمة علي وكما لساغلت مقتل الصدر بسبب دعاة حبه وتقليده (بئس ريع وفائدة تاتي من عذابات ومصائب ودماء الضحايا العظام )، بحيث قدموا الذريعة القانونية لصدام، فيما حركوا غريزة الخوف في طاغية خرافية! لعل الاضطهاد يخلق خيال القوة والقوة تتخذ في بعدها الواقعي والاجتماعي نموذج متهتك، كان يسمى قديما بـ [الشطار والعيارين ]، وهم مجموعات فولكلورية ابتلى بها المجتمع العراقي، يسمون (الشقاوات)، ولعل بعض خيال القوة المفقودة وسعرات الاضطهاد اسقطت على عرفانية الحسين وحكمة علي وفكر الصدر الاول نموذج الشقاوة لتعويض نقص القوة وتكبير حجم التحدي.. الخ.. ليس مصادفة ان تكون معظم الحكومة واكثر النواب من هذه التكريت الجديدة، وهي مدعومة من تاريخ وتراث وتربية ورابطة روحية لم تتوفر بتكريت الام الا بكونها مدرسة سياسية تتعالى على المناطق الدنيا، بما هي ثقافة مستوردة تميل الى الهنداوربية اكثر مما تميل الى طاقة ورابطة الحرية في الشخصية العراقية فالعربية التي كانت البداوة والتراحل وعدم الانشداد لعبودية المكان والنظام ناهيك عن الشعور المركزي لدى الشخصية العراقية القديمة.. لابسو العمائم السود معظمهم من الاقوام الوفدة ذات الاستنساب اللاحق من قبل نسّابة من اخطر مزوري التاريخ والانساب، حيث يلعبون بالنسب كما يلعبون بالدمى المتحركة، وهؤلاء الوافدون من اسيا الشرقية المسلمة، محكومون بدوافع كرسهتا العنصرية العربية القريشية، افترضت دونية مسبقة لعرقها وقوميتها غير العربية وغير القريشية فاضطرت للملاذ العرقي الاستنسابي لتكون عربية وقريشية، وهذا يخجلنا كعرب من ان اجدادنا كانوا عنصريين وحثالة نخاسين وباعة ذمم متعالين على امم رائعة ومحترمة، تورطت بمشروع العرب، لكنها وجدت نفسها متهمة بعرق دوني، تمكن الفقه الديني من تسويقه ليرتكب اكبر الكبائر في مشروع الله الانساني والكوني، فما كان من الوافدين الا اللجوء للنسابين المزورين، فاصبح معظم طلبة الدين او محبي المذهب الشيعي من علماء الامم الاخرى قريشيين وسادة..!! وهذا مثار حزن واعتذار ادبي من تلك الامم سواء اكانت في ايران او الهند او اواسط اسيا ممن استورث العمامة السوداء التي لا قيمة لها على مستوى العدالة الالهية فيما قيمتها تكمن بالسطان الارضي والملك والسطوة الادبية.. ننحني لمحبتكم ونلعن اجدادا اضطهدوكم وتعالوا على قومياتكم، فالعلم لدى الانسان يشرف قومه ولن يشرفه قومه.. على اية حال ثبت التاريخ على بداهة هذه المغالطات، فاصبحت النتائج الواقعية صلبها واستدلالها ونحن كعراقيين تصادف ان يتكون تاريخنا في شراكة عالمية كسموبوليتية، لم يحسن توزيع عدالتها القومية منتسبوا قريش او بني العباس، لا يسعنا الا تحرير الدين من قداسته العرقية العنصرية لنكون قد فككنا تماسك انظمة الطغاة وهم يتسللون من تاريخ الضحية كي يصبحوا جلادينا الجدد]

الانتخابات الملثمة بالتكفير الشيعي والواقع المقتع
يتصور العالم ان الطبقة السياسية الحالية هي حصيلة اختيار الشعب وصناديق الاقتراع والديمقراطية، وهذه اكبر مغالطة اهون منها وعود ابليس في الجنة.. نعم الكامرات وتكنلوجيا البصريات تنقل مشهدا انيقا ونظيفا ومثاليا! يا لهنانا ونعيمنا على هذا النظام والعدل والحرية ان كانت الكامرات وتقارير الصحفيين المهددين، ممن تسلم سلطان الصحاف وتهريج الاعلام، هي حصيلة ما سنصدقه من اخبار.. اذا استقرانا خيال المثال في العقل الشعبي سوف لا نجد لا للجعفري ولا للمالكي ولا لاي شخص قرابة او علاقة ولو بوصة صغيرة مع هذا الخيال الذي في ضوئه يحدث اختيار النموذج والموديل، وهنا تنحكم هذه الصورة المتخيلة لثقافات واقعية وتربوية مكتسبة، فما هذه الثقافة وما هذا المكتسب ؟ طبعا نحن لسنا في واشنطن ولا في باريس ولا لندن! نحن هنا في عالم تراجع الى ما قبل التاريخ، فلا هذه الابنية والتكنولوجيا والازياء تؤمن حقيقة الموازاة بين تقنيات السياسة وتاريخ هذه المجموعة، لتقنعنا بانها غير متواطئة مع الاكراه وليس التخيير، أي في اية مرحلة من التاريخ تعيش ؟ هناك ثابت في الخيال الشعبي للسلطة والشخص، تتوفر بهما القدرة على نشر ثقافة الخوف والاغتصاب والقهر ( لعلها انتقلت من الخوف الى الرفاه اثر تراكم طويل مكن ضغوطها ان تلتف على مواضع الاكتئاب، فتكون الدولة هي نتيجة مرضية ومقبولة في مؤاخاتها للبطش والخوف، وعليه تصبح الهيبة والامتثال فالاحترام قرين الخوف)، وهكذا جرت الانتخابات في ضوء الخوف والقهر والقتل، وثمة تفاصيل كبيرة امكنها تحويل الشارع قسرا الى الولاءات الاسلاموية عبر شتى بشاعات الترهيب والخوف وتاليا فقدان الرجاء الالهي القديم لان ممثلية الله باركت قوات الخوف الفالتة في تبشيرها الدموي، ,بهذا اصبح الخوف مرة اخرى مصدر رفاه وبهجة وتاليا استعاد الخوف برمجة الشخصية العراقية من تشكيلتها الصدامية الى التشكيلة الاسلاموية ما فقد العراقيون فسحة النفس القصيرة لتجريب الاطمئنان ولو مرة واحدة في العمر الاكبر من تاريخهم وحضارتهم.

كثرة الاصوات بكثرة القتلة
النظام الامني الاقوى هو بيد المليشيات التكفيرية في الاوساط الشيعية، وهؤلاء هم العنصر الحاسم في خيارات المنتخب وقد تجلى ذلك في القتل والترهيب والخوف الادبي الديني، وتعويم الرمزيات والموديل البصري الشامل، بلحينه وبلادة منظره واتساخه وانعدام ذوقه، والاهم هو الاذلال المنهجي في تكوينه الخارجي /وتلك المحصلة الجوانية للانتخابات والمنتخبين..
هناك ثلاثة عوامل تتحكم في انتاج كذبة الانتخابات وتخلق ديمقراطية مقنعة وهي:
1-العقل التكفيري والمليشيات المسلحة الشيعية التي بعثنة الخوف واسلمة البعث كالية ردعية للسلطان الخوف، وحزبت الاسلام وجعلت طقوس العبادة نوعا من الولاءات الحزبية السياسية في سياق رمزيات بصرية ومظاهر صور ومشهدية عاشورائية دائمة تشكل التمظهر السائد، وجرى تفريغ الايمان والتدين ناهيك عن سيادة ثقافة المحاربين وانتصار المعارضة على نظام الدولة

2-العامل الايراني والخبث الامني والبوليسي باموالهم واجهزة اشاعتهم وثقلهم المعرفي إزاء العقل الشيعي، الذي فهموا بدقة حمالاته السياسية ومناطق تماهي طقوسه مع السياسة وتاليا استطاعوا فرض القومية الايرانية على الشيعية السياسية بذكاء مشهود له، لا نعتقد ان الامم الاخرى تواجه هذا الدهاء / هذا برغم ان الامة الفارسية،التي نحترم، قد تكون اخطر من هذه الحاضرة الجغرفية المتواضعة للتشيع لو ان مذهبها كان غير الشيعة!

3-المرجعية ودورها الملثم بالارهاب الادبي، وهنا لا اود الاستفاضة اكثر مما شكل تدخلها تعارضا غير قانوني وغير تخييري، تجكم باليومي والزمني عن طريق الازلي والابدي، فاليومي للسياسة وادارة الارض والابدي للدين وادارة التامل والاخرة، ,عليه فان التداخل يخلق الخلل والظلم.
هذه العناصر عملت على تلثيم الديمقراطية بحجاب ليبرالي كما يتقارب هذا النموذج بكل الانتخابات التي تجري تحت سيطرت قوات الامن والداخلية والمخابرات في الدول الدكتاتورية الاخرى فيظهر علينا من يقول بالديمقراطية، اذن الملف الامني هو بيد الاحزاب الفائزة التي روعت الشعب بالقتل والانتقام الحزبي ثم التفت على الحريات الشخصية لتغذي ثقافة الخوف بقتل مجموعة ضحايا والترويع بالناس فسيطرت شرطة الاداب الاسلاموية الخفية وقطعان التوابين والتكفيريين، ناهيك عن مركزة التطيف عن طريق طرح عنصرية الطائفة في سياق نخجل من عمليات التطهير الدموي المذهبي... عشرات الاحزاب التي جاءت لتدمر القرية بعد ان دمر القوميون ارث المدينة والمدنية، من لابسي الدشاديش والاميين ممن عرف نصه الديني بسكين ورصاصة ومتعة حرب وقتل.

كذبة خلقها صدام فاكلوا طعمها
هناك كذبة اخرى حول حزب الدعوة الذي بمعظمه وهم خلقته الاجهزة الامنية لصدام حسين فبلع الطعم دعاة دينيين لم يجدوا جهة رسمية تتبنى التهمة فتبنتها خارج العراق، والا من غير المعقول بل من التشويه اتهام السيد محمد باقر الصدر بتاسيس هذا الحزب، وهذا يفرغ دوره الفقهي والعالمي والفكري ويحيله الى مجرد مؤسس حزب وتاليا يخفف الناحية الجرمية لدى قتلته باعتباره مؤسس حزبا معارضا وليس فكرا انسانيا كبيرا. هذا موضوع يستحق ملفا اكبر، لان الاسقاط والتاويل الرديء لدى بعض الفقهاء الملائيين قد شوه الحسين وعلي ومذهب الامامة الذي استغلوه بدهاء واضح في خدمة سلطان وملك وعرق وعائلة وليس دين عدالة ومبادئ ومشاريع كبرى كما تبين خلال فترة سلطاتهم، اذ ما وجد ظلم وقتل وخراب الا وكان ملالي الدين من ورائه.
المالكي نسخة رديئة عن مسودة افضل!
المالكي اقل خبرة واضيق صدرا وعقلا من الجعفري واقل هدوءٌ وحنكة، وهو مع مجموعة موتورين يشكلون مصادر اساسية لاضطراب الثقافة السياسية في المجتمع، وبالتالي فان غرور الملك والسلطان بيد عبد اما سيقتله او يقتل من حوله! فهو في ثقافة سياسية ترعرعت في الخارج، لا تتمكن التخلص من ادبيات المحاربين والمناضلين والانتقال للدولة كما حدث للفلسطينيين، وهؤلاء يبحثون عن مناطق توتر دائمة لا تهمهم الحكمة بل الحكم فقط، ومن الصعب ان يقهم المحارب فكرة السلام الاهلي ويصالح خصمه لانه اعتاد منظومة قيم تقوم على ابراز البعد البطولي فيه وهذا يتطلب عدوا واضطرابات وصراعات وان كان الامر مغامرة بامن المجتمع، لا يهم مادام يظهره الحال عنترا وطرزانا وشمشوما يهدم المدينة على نفسه وعلى اهلها.
عاش المالكي في نعيم الامن البعثي السوري وكان يعيش ليبرالية دول المخابرات، وفي سوريا لا يصلح ولاء ولا تتمكن اية قيادة ان تصبح في حظوة حزبها ان لم تكن مرضي عنها من ضباع وذئاب المخابرات، ولعله يجب ان يجتث بعضا من نفسه المبعثنة في سوريا قبل ان يكرس هذا الشعار ليزيد من بؤر التوتر والاضطراب في المجتمع العراقي، وبالتالي يقدم للتكفيريين والارهابيين جيشا وغطاءٌ وطنيا من بقايا البعث او التطيف القسري الذي فرض على طائفة ان تتبعث بسبب حكومة تقودها عقلية موتورة كعقلية وزير الداخلية السابق.
وربما كان المالكي هو السلطة التشريعية للاعمال الاجرامية التي حدثت خلال حكم الجعفري، والا فمجلس النواب وهيئاته مجموعة طراطير لا يجيدون غير قبض الرواتب وخلق ازمات سير والدخول للنادي الارستقراطي العراقي من ثقب الباب! انها كارثة ان لم يتحمل المالكي كل الوزر الامني الذي شرعنه وغطى على فنون تدمير حقوق الانسان، لانه رئيس لجنة الامن والدفاع في مجلس النواب، وذلك فأل سيء ان هو حل على راس الوزراء ليتحفنا في نظريات الامن الخلاقة والحقوق البناءة، انه موديل سياسي جاء بمشروع الرحمة فسحق حتى غفلة الشيطان حين يستريح عدوانه هنيهة وقت.
لقد شاهدنا الاستعلاء والأنفة الذي يبديها، على خصومه، في التلفزة حيث كان يظهر ثلاث مرات في آن واحد على التلفزيونات بنسخ متكررة ركيكة الخبرة ولا تصلح لحكمة مسؤول،الامر الذي قد يتوفر بالجعفري الكثير مما لم يتوفر بهذا القائد الجديد، مع ان الاجماع كان معارضا للجعفري، ولكن على الاقل ان يكون بديله افضل وليس اسوءٌ.
مجموعة الصبيان الدعويين وصبيان بدر الذي وتروا العلاقات مع دول الجوار وتصرفوا كابناء احياء ضيقة وشقاوات ومحاربين متهورين، حتى بدا للحكومات العراقية الف ناطق رسمي، في سياق من الفوضى وانعدام الخبرة بل انصاف التعليم الذي جرى تكريسه للايديولوجيا اكثر مما تكرس للبلاد والمجتمع بل واكثر من تكريسه لتاريخ الدين نفسه كمنهج غير محصور بالعقيدة بل بالاحداث والشوامل.. ولكن سوء البلاء يجعل البلاد مثيولوجيا وخرافة للمغالطات،يعاد لحمها ودمها لانظمة الشعوذة والعرافين وقارئي الكهانة، حتى لتصبح علاقات الخرافة هي الواقع والوقائع.
مما تقدمه لنا هذه الطبقة السياسية هو نوع من التكريتية السياسية، داخل الغيتو الشيعي نفسه، محصورة بالمناطق والعوائل المقدسة المستنسبة لعرق العصمة الذي رسخه الفقه المشعوذ، فقه القارئين الذين يضطرون لمسحة الملاحم لمزيد من الاثارة فتصبح الاثارة الملحمية طقسا دينيا، كما حال الفقه الحوزي الذي الهنة العائلة والعرق والنسب وجعلهم طبقة الحكام بامره ثم ثبتهم بالدين كانساب مقدسة، وهكذا اصبحت حصانة من يسمون بالسادة او لابسي العمائم السود حصانة عليا فوق القانون، محمية من مساءلة الاخطاء فالمعصوم يقترن خطاه بحكمة عصمته ولا تجوز عليه المساءلة لانها بيت الاثم والكفر، وهكذا تتحول هذه المجموعة الكامنة في بئر التاريخ مجموعة ملوكية تشبه الكنائس التي تخلع الالوهة على الحاكم، كالمذهب الارثوذوكسي الملوكي وبعض مراحل الكثلكة الصليبية، وكل هذا من تاثير الرابط الخلاسي بين الحضارة والثقافة الآريتين والاسلام، أي حوار الحضارة الابراهيمية مع حضارة البراهما، بحيث تكثر العمائم السود في بلاد فارس واسيا المسلمة اكثر مما تكثر عند العرب، وذلك لسوء امانة النسابين ممن تحول في المتقابلات الكنسية الى بائع صكوك الملك وليس الجنة وحسب / حتى الخليفة عبد الحميد الثاني نسب نفسه للرسول، ما يدل على ان الانساب الاخرى، في قياس العرق وسلالة الدم هي ادنى ان لم تكن دونيتها فعبوديتها جزءٌ من الدين والعبادة.
والان لدينا بنية تحتية كاملة لهذا العصر الشيعي: المكان التكريتي: النجف وكربلاء والكوفة، وتاليا الانساب الهاشمية والعلوية، وهكذا نحن الادمويون العراقيون علينا الاصغاء كما العبيد لفتاوى الاسياد، ممن خلق قرائين ونصوصا كثيرة وكبيرة تجاوزت النص وفرضت عليه سلطان العرق والنسب كموضوعة توازي وتعلو أي شيء اخر، بل تحولت الى الجوهر الديني، وبهذا فان الائمة يغتالون الانبياء ليحتلوا مكانة ارفع من النبوة عند الله ( اشارة الى مقالة الزميل النابلسي ايضا ). ومن تكريت علماني الى تكريت قومي، وهكذا يصنع المهدي المنتظر قنابله في طهران لانه مشروع عشيرة عربية قريشية انجزها الفرس ولم ينجزها العرب، كما لو ان خلاص عشيرة هو خلاص البشرية، فـ quot; لغة القران عربية والرسول عربي ولسان اهل الجنة عربي quot; ndash; ينسب للرسول -، لا اعرف لماذا على الامم غير العربية تقبل هذه المهانة العنصرية والقومية فيدخلون الاسلام بمثالية العرق العربي فالقريشي على العربي، فالهاشمي على القريشي، فالحسيني على الحسني، الكاظمي على الزيدي.. وهلم جرا