تلقينا نحن محبي الإسلام والبعد الروحي في الإسلام المتناقض مع البعد الجهادي والإرهابي فيه، ومحبي السلام والوئام بين البشر على اختلاف ألوانهم وأجناسهم وفلسفاتهم، بابتهاج خبر مصرع ذباح الإسلاميين الزرقاي في هجوم مشترك بين قوات التحالف وقوات الجيش العراقي الوليد. في الوقت ذاته تلقى أعداء السلام وأعداء الإنسانية وأعداء روحانية الإسلام مصرع هذا الذباح بالرثاء والعويل.
وشكراً للقوى الأمنية الأردنية وملكها المحبوب جلالة عبد الله الثاني على مساهمتها في رصد وتحديد مكان هذا الذباح كما أن القوات العراقية نجحت في زرع عيون لها داخل القاعدة هي التي قدمت لهم كما يقول البلاغ المعلومات الدقيقة عن تحركات هذا الأفعوان الذي لا يرتوي إلا من دنان الدم. لكن نهاية هذا الطاغية كانت وشيكة كما يقول صديقي قيس العزاوي في اليومية الفرنسية لو فيغارو 2006.6.9عندما ارتكب هذا الذباح الخطأ القاضي عليه كما يقول قيس العزاوي عندما هاجم القبائل السنية، التي تشكل عنصرا جوهريا للنسيج الاجتماعي العراقي. عندئذ بدأت هذه القبائل تتعاون مع الدولة العراقية الوليدة وتجييش مقاتليها ضده مقدمة المعلومات الوافية عن شبكته للقوات وقوات التحالف.
وأشاطر تماما الصديق العزاوي لأن سقوط هذا الذباح سيجشع المجموعات المسلحة الأخرى لتذهب بعيدا في اندماجها السياسي في الواقع العراقي الجديد. خاصة كما يقول صديقي أن عدة مجموعات مسلحة بدأت منذ شهور تتفاوض مع الرئيس جلال طالباني بواسطة مستشاره بالأمن السيد وفيق السامرائي. وقد قال أمامي السيد جلال طالباني رئيس جمهورية العراق أنه حدد الإرهابيين بسبع جهات وهو بصدد التفاوض معهم لإيقاف العمليات الانتحارية ووعدنا بأنه سيقضى عليها خلال عام. طبعا نهاية هذا الذباح لن تكون على الأقل في المدى القريب نهاية للارهاب على أرض العراق الحبيب، ولكن في المدى المتوسط ستكون بداية النهاية لهذا الجحيم الذي ابتلى به المتأسلمون شعبنا العراق.
والجدير بالذكر أن حماس كشفت عن حقيقتها كفرع فلسطيني للقاعدة عندما نعتت quot;الأمة العربية استشهاد البطل أبو مصعب الزرقاويquot; وقادت في غزة مظاهرات الاحتجاج على نهاية هذا الذباح، وليتأمل أنصار حماس من أشباه الاعلاميين وأنصار المثقفين كيف ترثى الزرقاوي الذي أرسل عدد من الانتحاريين ليفجروا أنفسهم في إخوتنا المصلين الشيعة في النجف الأشرف وفي كربلاء الطاهرة بل أنه أرسل أيضا انتحاريا ليفجر نفسه بين مجموعة من المتصوفة فقتل منهم عشرين وجرح ثلاثين كانوا مشغولين بذكر الله، الذي تطمئنوا بذكره القلوب، لأن القاعدة كفرت إخوتنا المؤمنين الشيعة وسمتهم (الروافض) الذين رفضوا بيعة أبي بكر وعمر، وكفرت المتصوفة، وكفرت من لا يشاطرونها إجرامها من المسلمين السنة. ظن البعض ـ وبعض الظن إثم ـ أن حماس بعيدة عن القاعدة، عندما انتقد أيمن الظواهري مشاركتها في الانتخابات (لأن الديمقراطية محرمة شرعا) لكن حماس كما قالت إحدى الصحف العربية المطلعة أرسلت مبعوثا للقاعدة لإعلان قادتها بأنها ترفض الديمقراطية، وأنها لن تشارك إلا بالانتخابات التي كانت فرصتها للقفز إلى السلطة على أمل أن لا تتركها أبدا، كما فعل متأسلموا السودان وإيران وطالبان. وإثر ذلك ألقى بن لادن تصريحا نشرته محطته المفضلة (الجزيرة) دافع فيها دفاعا حارا عن حماس. فهنيئا لشعب العراق بمصرع هذا الطاغية، وهنيئا لحماس بالارتماء الفاضح في أحضان القاعدة ليكون مصيرها كمصير القاعدة. وإن عدا لناظره قريب.
التعليقات