* كاميليا العربى تعلن أن الله قد أحرق شقتها لكى ترتدى النقاب!.
* الدعاة الجدد يروجون للتخويف بدلاً من الحب، ومفهوم الفخ يشوه علاقتنا السامية بالرب.
* أوراق القرآن ليست ضد الإحتراق، ولكن أفكاره هى التى تصمد ضد الإحتراق.
* الشيخ الغزالى قدم عشرة أدلة على أن النقاب دخيل على الإسلام.
* إذا كانت فلوس البنوك تحترق بأوامر إلهية فلماذا لم تحترق بنوك سويسرا.
* ياشيخ صالح الإسلام ليس مونديالاً لكى تحتكره قنواتك الفضائية!

هل تستطيعون تصور وتخيل أن الله عز وجل الرحمن الرحيم الغفور يحرق مسكناً بأكمله ويدمر كل مافيه من أجل أن تتحول إمرأة من الحجاب أو الإيشارب إلى النقاب؟!!!، هذا ماشاهدته وسمعته من المذيعة التائبة المعتزلة كاميليا العربى أخت الفنان التائب المعتزل بطل حمام الملاطيلى السابق محمد العربى وأخت الفنان التائب نصف المعتزل وجدى العربى، شاهدت هذا الكلام فى برنامج quot;مواجهات بركات quot; الذى أذيع الأسبوع الماضى على قناة عين بالإيه آر تى، وقد سمعت كثيراً عن حكايات التحول من السفور إلى الحجاب وفى نفس برنامج الأستاذ بركات السابق ذكره، فسمعت عن التحول بعد رحلة عمرة أو حج، أو بعد رؤية فى منام، أو بعد زيارة للشيخ الشعراوى أو الداعية عمرو خالد، أو بعد مرض عضال، أو بعد موت وفقد عزيز....الخ، ولكنى لم أسمع فى حياتى إطلاقاً عن الدرجة الثانية من التحول وهى إرتداء النقاب بعد الحجاب مكشوف الوجه بعد تدمير وحرق بيت!، ولذلك إعتبرت أن ماقيل فى برنامج مواجهات بركات هو سبق إعلامى مجيد يحسب للرجل الذى قرر أن يهب حياته لتمجيد تنظيم الوهابيات الجدد!، والأستاذ بركات حر فيمايفعل، حر فى أن يبكى مع ضيفته، وحر فى أن يصرخ بآهات الإعجاب، وحر فى أن يهز الرأس طرباً، وحر فى أن يكسر كل قواعد النحو والصرف من أجل عيون ضيفاته العزيزات من الراقصات السابقات والممثلات المعتزلات والمذيعات المنقبات، والأستاذة كاميليا حرة فى أن تلبس الملابس quot;الباتمانيهquot; السوداء نسبة إلى باتمان، وحرة فى أن تتلبس دور الداعية عابرة القارات، وحرة فى أن تتقمص شخصية بن لادن وترفع راية الجهاد، لكن الأستاذ بركات والداعيه كاميليا هى وكل الفاميليا ليسوا أحراراً فى تشويه صورة الله سبحانه وتعالى وتصويره على هذه الصورة المدمرة المنتقمة التى تحرق وتخرب لسبب فى غاية التفاهة ألا وهو تغطية وجه إمرأة عادية ليست من مراتب الأنبياء ولا القديسات و لاأولياء الله الصالحين، والحكاية كما ذكرتها المذيعة المعتزلة كاميليا العربى فى هذا البرنامج تتلخص فى قولها quot; بعد إعتزالى وإرتدائى الحجاب وتركى للتليفزيون، مرت فترة وبعدها حصل حريق لشقتنا أتى على جميع محتوياتها ودمرها بالكامل، وكانت المصادفة العجيبة أن زوجى المخرج فتحى عبد الستار كان قد أحضر إلى البيت كل فلوسه التى سحبها من البنك، وبالطبع إحترقت الفلوس، ولكن المصادفة المدهشة أن المصحف لم يحترق وظل يقاوم الحريق، وإعتبرت هذه رسالة من الله، وحاولت بعدها إرتداء الإيشارب فوجدت نفسى غصب عنى أغطى وجهى وأرتدى النقاب، وإعتبرت ماحدث من إرتداء للنقاب مكافأة من الله!!، وإعتبرت حرق الفلوس نعمة لأن هذه الفلوس لم يكن فيها بركة...الخquot;، وهذا الكلام الخطير لاأستطيع إعتباره ثرثرة تليفزيون أو كلام مصاطب، ولكنه عوار واضح ومرض مزمن فى العقلية المدروشة الجديدة التى إقتحمت حياتنا، ولابد من عرض هذا الكلام على العقل لبيان مافيه من خطورة، ولفضح البورتريه الفاشى القاسى الذى يرسمه هذا التيار للخالق عز وجل الذى ننزهه فسبحانه لم يخلق البشر لكى يدمر بيوتهم عقاباً على خرقة قماش تغطى وجهاً، أو خيمة سوداء تحجب جسداً!، ولذلك نطرح هذه النقاط تحليلاً ورداً على هذه الخزعبلات والخرافات:

أولاً: مثل هذه الصورة التى رسمتها الداعية كاميليا وطرب لها المجاهد بركات هى صورة تخويفية مفزعة تجعل علاقتنا مع خالقنا علاقة فزع وليست علاقة حب، فالحب هو الخيط الذى من المفروض أن تكون له الأولوية على أى علاقة أخرى، ومفهوم الفخ والفأر وقطعة الجبن الذى يرسمه لنا الدعاة الجدد هو مفهوم يشوه كثيراً علاقتنا السامية بالرب، ويخدش ويجرح المقدس، فالخالق عز وجل لاينصب فخاخاً لعباده بوضع قطعة جبن على باب الفخ لكى يسقط فيه المسكين صريعاً بين فكى الفخ الرهيب لكى يتحقق الإستمتاع!، إن يد الخالق تحنو وتنتشل وتكفكف الدمع وتربت على الأكتاف المجهدة وتواسى القلوب المكلومة وتهدى العقول الضالة، إن مثل هذه المفاهيم يادعاة هذا الزمان ليس كما تتصورون تصل بالناس إلى الإيمان الحقيقى، ولكنها للأسف تقترب بالعبد من باب الكفر والضلال وتبتعد به عن باب الإيمان والحق.

ثانياً: هذه الحكايات الدرامية تقترب من الأفلام الهندية الميلودرامية التى تستدر الدموع ولاتحفز العقل، والبهارات التى دأب البعض على إضافتها لهذه الحكايات كثيرة وأهمها حكاية عدم إحتراق القرآن، ومسألة عدم إحتراق القرآن تدل على فكرنا الشكلى الذى يمسك بالقشور ويترك الجوهر، فنحن بمنتهى البساطة وبمنتهى الحماس نترك أفكار القرآن الثورية عن العدل والحرية والمساواة بل ونحرقها عن عمد وبمنتهى اللامبالاة وبلا أدنى إحساس بالذنب، ونحارب من أجل إثبات فكرة أن أوراق القرآن لاتحترق، وهذا الكلام ضد قوانين الفيزياء والعلم، فكل الأوراق من الممكن أن تحترق بفعل النار حتى الكتب المقدسة وهذا قانون فيزيائى، ولكن أفكار القرآن لاتحترق وهذا قانون إلهى، وهذا هو المهم، بدليل صموده كل هذه القرون أمام المؤامرات والدسائس، وقد يقول قائل معترضاً على كلامى صارخاً فى وجهى : وماله ياسيدى لو حتى الكلام ده ماحصلش، يكفى إنه يزود إيماننا ويقوى عزيمتنا!، وأرد عليه قائلاً :إن مايقوى إيماننا وعزيمتنا هو التمسك بجوهر أفكار القرآن وليس بالأوراق والحبر والسيليلوز، أما الخطير فى الأمر والذى من الممكن أن يزعزع العقيدة فعلاً فهو فى إيماننا بأن أوراق أى مصحف لايمكن أن تحترق بالنار، لأنه إذا كنا مؤمنين بأن السيليلوز المصنوع منه أوراق المصاحف هو ضد قوانين الفيزياء والكيمياء، فقد نصدم أو نتشكك إذا جاء عدو مثلاً وأضرم النار فى مكتبة دينية بها مصاحف وكتب أحاديث، وأتت النار على كل مافيها وإلتهمتها، فالأوراق فى حد ذاتها لاتقاوم مايحدث لها، ففى سجون جوانتنامو كما سمعنا وقرأنا فى جميع الصحف العربية بمافيها المنتمية للتيارات الإسلامية قذف بعض المتشنجين المهاويس بالمصاحف فى دورات المياه، ومن الجنون أن نطالب أوراق هذه المصاحف بأن تقاوم هذه الإهانة وترتفع ضد الجاذبية الأرضية، ولكننا متأكدون من أن الأفكار المدونة فى هذه الأوراق ستعيش وتحيا مهما حدث من تطاول أو تعتيم أو إهانة، ولكن لأننا قوم نعشق الشكليات ونصهين على المضامين، فإننا نثور من أجل إهانة الأوراق، ولانحرك ساكناً ضد إهانة الأفكار المدونة على هذه الأوراق.

ثالثاً: هل تريد السيدة كاميليا العربى أن تقنعنا بأنها أكثر فهماً، وأعمق عقلاً، وأخشع قلباً، وأنقى تديناً من الشيخ محمد الغزالى رحمه الله الذى رفض النقاب وأتى بعشرات الدلائل الدامغة على أنه دخيل على الإسلام، وبأنه ليس بفريضة على الإطلاق، وقد ذكرها مدونة وليس شفاهة فى كتابه quot;السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديثquot; ومن هذه الأدلة المفحمة :
1- إذا كانت الوجوه مغطاة فمم يغض المؤمنون أبصارهم؟، أيغضونها عن القفا والظهر، فالغض يكون عن الوجوه بداهة.
2- والحديث القائلquot; إذا رأى أحدكم إمرأة فأعجبته فليأت أهله 000quot;الى آخر الحديث فهنا فيه رؤية، وحكى القاضى عياض عن علماء عصره -كما روى الشوكانى -أن المرأة لايلزمها ستر وجهها وهى تسير فى الطريق.
3- وأيضاً الأمر بكشف الوجه عند الحج أو فى الصلاة، والتى يعتمد عليها مؤيدو النقاب فى أنه يجب ستر الوجه فيما عدا ذلك، ويرد الغزالى بسؤال مفحم وهو هل إذا أمر الله الحجاج بتعرية رؤوسهم فى الإحرام كان ذلك يفيد أن الرؤوس تغطى وجوباً فى غير الإحرام؟!! بالطبع لا.
4- فى أحد خطب الأعياد التى أمر فيها النبى النساء بالتصدق تم ذكر أن إمرأة سفعاء الخدين سألته -الخد الأسفع هو الجامع بين الحمرة والسمرة -فمن أين عرفت أنها سفعاء الخدين إذا كانت منقبة؟!.
5- وعن سهل بن سعد رضى الله عنه أن إمرأة جاءت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم -فقالت :يارسول الله جئت لأهب لك نفسى، فنظر إليها رسول الله فصعد النظر إليها وصوبه 0000إلى آخر الحديثquot;، والسؤال فيم صعد النبى النظر وصوبه إن كانت المرأة منقبة.


6- جاءت إمرأة إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - يقال لها أم خلاد وهى متنقبة تسأل عن إبنها الذى قتل فى إحدى الغزوات فقال لها بعض أصحاب النبى :جئت تسألين عن إبنك وأنت متنقبة؟ ويدل إستغرابهم على أنها كانت عادة وليست عبادة.

رابعاً: إحتراق فلوس زوج الداعية كاميليا ومخرج الإستعراضات الراحل فتحى عبد الستار باوامر إلهية لأنه كان يودعها فى البنوك الربوية، وبالطبع لم يكن فيها بركة لأنها نتاج إستعراضات تظهر فيها البنات متبرجات كاسيات عاريات، الكليبات منهن والمسلسلات!، وبالطبع لو كان هذا هو المنطق الربانى فى الإنتقام بمفهوم السيدة كاميليا فإن التساؤل الذى يفرض نفسه هو لماذا لاتحترق بنوك سويسرا وأمريكا التى تمنح الفوائد وتمارس مايصفه أساتذة كاميليا بأنه ربا، وتحترق فقط فلوس فتحى عبد الستار زوج المذكورة أعلاه؟، ولماذا لم تحترق بنوك جزر البهاما؟، هل لأن الذى كان يديرها هو قطب من أقطاب الإخوان المسلمين وهو الداعية القطب ندا؟، وهل هى دعوة صريحة من السيدة كاميليا ومن المجاهد بركات بحرق وتدمير بنوك مصر الكافرة حتى تتحقق الإرادة الإلهية؟، وهل السيدة كاميليا هى محور الكون حتى يتفرغ القدر لتحقيق نقابها وستر وجهها، وحرق فلوس جوزها، وتعيينها كداعية فى مساجد حى المعادى!!!، أعتقد أن هذا التفرغ والتربص لم يحدث حتى مع أمهات المؤمنين رضى الله عنهن جميعاً!.
إن ماحدث فى هذا الحوار التليفزيونى العابر نتيجة منطقية لهذا الخلط الذى أصبحنا نعيش فيه، فنحن قد إخترعنا إسلامات متعددة بعدد سكان المنطقة العربية، وكل منا يدعى أنه يحتكر الحق، وغرقنا فى جدل هستيرى حول شكليات مقيتة لايمكن أن تكون هى أساس العقيدة وغرض الخلق، ونسينا الضمير وهو جوهر الدين، وأصبحنا نحتفى بكل المأزومين الذين إتخذوا من الدين ستاراً وليس علاجاً لأزماتهم الخاصة، وأرجو من السيد المجاهد بركات أن يهمس فى أذن رئيسه الشيخ صالح كامل قائلاً :الدين ليس مونديالاً لكى تحتكره، وحقوق بث الإسلام هى من حق كل البشر وليست من حق فئة معينة صاروا دعاة فى غفلة من الزمن، ويكفى مجرد نقلة بالريموت كنترول على قنواته المجاورة لشئون هز الوسط لكى نفضح إزدواجية الشيخ وحوارييه، وجربوا ستجدوا مايسركم.
[email protected]

خالد منتصر