يتعرض الفلسطينيون المقيمون في العراق خاصة حي البلديات في بغداد إلى جملة من التعديات والجرائم، تشمل الخطف والقتل والتعدي على البيوت بمن فيها من أطفال ونساء ورجال،إلى الحد الذي جعل حي البلديات حيث تقيم غالبية الجالية الفلسطينية أشبه بمعتقل كبير، لا يجرؤ سكانه على الخروج إلى أعمالهم والأطفال والشباب إلى مدارسهم، وأدى ذلك إلى حياة يملؤها الخوف والعوز نتيجة فقدان الكثيرين لأعمالهم ومصادر رزقهم. هذه الحالة الفلسطينية في العراق لم تعد سرا مكتوما وليست بحاجة إلى إثباتات، فهي تعديات وجرائم تكاد تكون يومية، أدت إلى فرار المئات منهم إلى الحدود الأردنية العراقية والحدود السورية العراقية، وعدد قليل منهم تمكنوا من دخول البلدين. السؤال الجوهري هو: لماذا استهداف الفلسطينيين بهذه الجرائم والتعديات شبه المنظمة دون غيرهم من الجنسيات العربية؟.لا بد من ذكر بعض الحقائق التي يستعملها البعض أسبابا لتلك التعديات والجرائم، وسنرى أنها أسباب تمّ تضخيمها خارج سياقها، وبالتالي فهي مجرد ذرائع لجرائم بشعة لا يمكن قبولها تحت أية مبررات و حجج:

أولا: مشاركة الفلسطينيين في قمع انتفاضة الجنوب العراقي عام 1991.
تلك الانتفاضة التي اندلعت إبان حرب تحرير الكويت من احتلال الطاغية صدام، وشملت أغلب محافظات الجنوب العراقي، لذلك يطلق عليها البعض( انتفاضة الشيعة). ومن المعروف أن قوات التحالف الدولي التي طردت جيش صدام من الكويت. ومن بغداد وبقية المحافظات حرّك الطاغية جيشه ليستعرض شجاعته ضد المنتفضين من الشعب العراقي، في حين أنه لم يطلق رصاصة واحدة ضد قوات التحالف الدولي في الكويت أو على الحدود التي هرب إليها جيشه المغوار، وكانت مناظر تليق بعنجهية الطاغية ومنها صور الجنود العراقيين الذين يقبلون أحذية الجنود الأمريكان من أجل جرعة ماء، فالطاغية أرسلهم في حرب ظالمة ضد قطر عربي، وكانت شجاعته المزيفة في حرقه أبار النفط ونهب دوائر الحكومة الكويتية فقط. القطاعات العسكرية الصدامية التي تحركت من بغداد تحديدا للتصدي لانتفاضة الجنوب، كان معها عدد من البعثيين الفلسطينيين، وقد لمس العراقيون المنتفضون في الجنوب وجود هؤلاء الفلسطينيين وربما قتل بعضهم عراقيين من المنتفضين،وما إن تمت سيطرة الجيش الصدامي على محافظات الجنوب حتى تضخمت معلومة مشاركة الفلسطينيين في قمع الانتفاضة في الوجدان العراقي في تلك المحافظات، وإذا بها تكبر ككرة الثلج وكأنها هي العامل الحاسم في القضاء على الانتفاضة، وأنه بدون تلك المشاركة لتمكنت الانتفاضة من الإطاحة بنظام الطاغية في عام 1991 بدلا من الانتظار حتى عام 2003. ما هي حقيقة هذه الادعاءات وخلفيتها؟.
مشاركة فلسطينيين في الجيش الصدامي الذي قمع انتفاضة الجنوب العراقي حقيقة مؤكدة، ولكن لماذا يتم تغييب معلومة أخرى مؤكدة وهي أن هؤلاء الفلسطينيين لا يتعدون فعلا العشرات، وكلهم من البعثيين أي أنهم لا يستطيعوا مطلقا رفض الأوامر الحزبية التي صدرت لهم بذلك الخصوص، و إلا لماذا لا نلوم عشرات ألاف العراقيين في الجيش العراقي الذين استعملوا كل أنواع الأسلحة ضد شعبهم المنتفض ضد الطاغية ولم يتمردوا على أوامره البشعة؟. بالعكس تلك ألالاف المؤلفة من الجيش العراقي كانت قادرة على ر فض أوامر الطاغية بقتل شعبهم والانتفاضة ضده والإطاحة به عام 1991 بدلا من انتظار قوات التحالف الدولي للقيام بهذه المهمة بعد اثنا عشر عاما في عام 2003، أما أولئك العشرات من الفلسطينيين ما كانوا مطلقا قادرين أن يرفضوا أوامر الحزب دون أن يتعرضوا هم وعائلاتهم للقتل والسحل، والعراقيون قبل غيرهم يعرفون ذلك النظام المجرم الذي ما كان يوفر أحدا إذا رفض أوامره مهما كانت جنسيته، ومن المعروف أن الطاغية نفسه كان يعرف أن أولئك العشرات من البعثيين الفلسطينيين لا يقدمون ولا يؤخرون في خططه وقدراته العسكرية الخاصة بقمع الانتفاضة، ولكنه بإجباره أولئك العشرات المغلوبين على أمرهم،أراد أن يجعلهم حافزا للجندي العراقي من خلال إيهامه بأنها معركة قومية ضد منتفضين على نظام عروبي قومي بدليل مشاركة هؤلاء الفلسطينيين فيها. لذلك فإن تجاهل هذه الحقائق وتضخيم معلومة مشاركة الفلسطينيين في قمع انتفاضة الجنوب العراقي،مسألة لا يمكن قبولها أو تبريرها للتعبئة لقتل الفلسطينيين في العراق.

ثانيا: تمجيد بعض الكتاب الفلسطينيين الطاغية والدفاع عنه.
وهذه أيضا معلومة مؤكدة وأصحابها يطرحون أسماء كتاب وصحفيين مثل: عبد الباري عطوان و عبد الله حوراني و فايز أبو شمالة وغيرهم. ورغم تأكيد هذه المعلومة فهل هي مبرر مقنع لهذه الجرائم التي ترتكب بحق الفلسطينيين في العراق؟. إن هؤلاء الكتاب والصحفيون يعبرون عن قناعات خاصة بهم، هناك ألاف يتفقون معهم فيها و ألاف يختلفون معهم فيها وأنا واحد من هؤلاء المختلفين والمعارضين، ولا يوجد شعب عربي على الإطلاق إلا وفيه من يمجدون الطاغية ويدافعون عنه، فلماذا يتم استهداف الفلسطينيين فقط؟. هل هناك من دافع عن الديكتاتور صدام أكثر من كتاب مصريين مثل مصطفى بكري و سيد نصار وغيرهم؟. فلماذا لا تتم مطاردة وقتل المصريين وهم مئات أضعاف الفلسطينيين في العراق؟. وإذا كانت هذه ذريعة مقنعة فلماذا يتم القفز عن عشرات الكتاب والصحفيين والشعراء والفنانين العراقيين الذين صنعوا ذلك الصنم الطاغية طوال خمسة وثلاثين عاما؟. إن ذلك الصنم صناعة عراقية بامتياز، من خلال تلك الأقلام والأصوات التي يخجل الشيطان من كتاباتهم، وهم ليسوا بالعشرات ولكن بالمئات، كانوا يتسابقون لمديحه وإبراز قدرات وهمية كاذبة جعلته قائدا ومفكرا وعالما ومؤمنا وعبقريا وإنسانا. وكتابات فؤاد مطر اللبناني و أمير اسكندر المصري و حميدة نعنع السورية وغيرهم قلة من العرب، لا تشكل قطرة في محيط بالنسبة لكتابات وأشعار العراقيين التي أوصلت ذلك المجرم لمرتبة الألوهية كما في قصيدة شفيق الكمالي التي مطلعها:
تبارك وجهك الوضاء فينا كوجه الله ينضح بالجلال
فلماذا التغاضي عن أولئك المئات من العراقيين والتركيز على تلك القلة من الأقلام الفلسطينية والعربية؟. وضمن سياق الصناعة العراقية لذلك الصنم الطاغية، لماذا تحميل عشرات من الفلسطينيين ذلك الوزر، وينسى الشعب العراقي الملايين من أبنائه الذين كانوا يخرجون يوميا طيلة ثلاثين عاما، يهتفون (بالدم..بالروح..نفديك يا صدام ). لماذا لم يجرؤوا على التمرد على ذلك الطاغية، وكانوا قادرين على ذلك لو تجردوا من الخوف؟. لماذا نعذر الملايين من العراقيين على فعلتهم تلك، ونضع المسؤولية على عشرات من البعثيين الفلسطينيين الذين هم في الحقيقة و واقع الحال يعذرون أكثر من العراقيين، كونهم لاجئين في غير وطنهم، ولا يستطيعوا التمرد على أوامر الحزب الذي أمّن لهم الإقامة والعمل، ولا بديل لديهم سوى الموت والتشرد. بدليل أن هناك بعض الفلسطينيين ممن توفرت لهم البدائل رفضوا تمجيد الطاغية وكنت أنا واحد منهم، فعندما كنت مدرسا في جامعة البصرة عامي 1980 و 1981، رفضت بحزم الانضمام إلى جوقة المصفقين والمطبلين لقادسية صدام، وغادرت العراق بناءا على نصيحة مسؤول بعثي فلسطيني، ولا أريد ادعاء البطولة والتفرد فظروفي كانت مختلفة، فأنا لست من فلسطينيي العراق ولا أحمل وثيقة السفر العراقية، وكمؤهل ولديه خبرة طويلة في العمل، كان من السهل مغادرة جامعة البصرة إلى بيروت. إذن فالسبب الثاني الذي يطرحه البعض لهذه الحملة ضد الفلسطينيين مرفوض بشكل قاطع، لأنه كما رأينا سبب مبالغ فيه ولا يمكن سحب خطأ نفر قليل من الكتاب ليتحمل وزرهم ألاف من الفلسطينيين في العراق أو الشعب الفلسطيني كاملا في مناطق السلطة الفلسطينية وكافة أماكن الشتات.

ثالثا: إمتيازات صدام الممنوحة للفلسطينيين.
يدّعي بعض العراقيين أن الفلسطينيين كانوا يتمتعون بامتيازات خاصة من نظام صدام، كانت تعطيهم الأولوية على حساب العراقيين، وهذه معلومة غير دقيقة تمّ اختلاقها لتضاف لرصيد الذين يريدون شرا بالفلسطينيين. وأنا ممن عاشوا ما لا يقل عن خمسة سنوات في بغداد والبصرة، أستطيع أن أقول الحقيقة في هذا الموضوع غير متحامل على شعبي الفلسطيني ولا على شعبي العراقي الشقيق. كان الفلسطينيون البعثيون يتمتعون بنفس امتيازات البعثيين العراقيين، فلماذا ما هو حلال على البعثي العراقي حرام على البعثي الفلسطيني، أليس كلاهما خريجا مدرسة ( أمة عربية واحدة، ذات رسالة خالدة )، ذلك الشعار الذي شطبه الشيوعيون العراقيون على حوائط الشوارع العراقية، ليصبح ( أمة عربية فاسدة، ذات رسالة كاسدة ). وهناك فلسطينيون ومنهم كاتب المقالة تم تطبيق ( قانون الخبرات العربية ) عليهم، وهو قانون عراقي كان يعطي ذوي الخبرات والتخصصات العربية رواتب أعلى من زملائهم العراقيين، وهذا يعني أنه قانون كان يطبق على جميع العرب، وبالتالي فلا يحق لأحد أن يستعمله ضد الفلسطينيين تحديدا. وهناك مسألة يجب ذكرها بجرأة وشفافية، وهي أن غالبية العراقيين في زمن الطاغية صدام، كانوا يعتقدون أن غالبية الفلسطينيين بعثيين ويعملون مع المخابرات الصدامية، فكان إذا تقدم فلسطيني لاستئجارشقة من مواطن عراقي، لا يستطيع العراقي أن يرفض طلبه وفي الغالب يؤجره الشقة بأقل من سعرها المتداول. لذلك بعد سقوط صدام تقدم كثيرون من الملاك العراقيين للمستأجرين الفلسطينيين، طالبين منهم أن يخلوا الشقق أو أن يدفعوا فارق السعر بأثر رجعي لمدة عشرين عاما مثلا. ويتناسى هؤلاء أن المجرم صدام في جرائمه لم يستثن الفلسطينيين، وقد وثقت بعض هذه الجرائم في كتابي ( فلسطينيون في سجون صدام )، وهو شهادات واقعية لثمانية فلسطينيين، ذاقوا الويل والعذاب في سجون الطاغية، ومن فاته الإطلاع على هذا الكتاب يمكنه مطالعته وتصويره من صفحتي على الإنترنت:
www.dr-abumatar.com

وهذه التجارب لثمانية فلسطينيين يوجد مثلها الكثير، والكل يتذكر ما يقارب العشرين فلسطينيا وأردنيا الذين أعدم منهم صدام حوالي خمسة، ولم يستجب لنداءات المرحوم الملك حسين بالإفراج عنهم، ثم أفرج عنهم في صفقة مع معارض أردني هو ( ليث شبيلات) الذي عاد معهم في ( زفة صدامية ) حتى الحدود الأردنية العراقية، وهذا يعني أن العراقيين والفلسطينيين كانوا معا في سجون صدام وتحت طائلة جرائمه. لذلك فإن مسألة إمتيازات الفلسطينيين في زمن الطاغية مبالغ فيها ولا أساس لها من الصحة، إلا في عقول من يريدون استخدامها سببا لتبرير جرائمهم بحق الفلسطينيين في العراق.
إن التطرف والمبالغة في أمور مثل هذه والاحتكام فيها إلى الانفعال، لا يخدم العلاقات بين الشعبين التي ينبغي أن تكون فوق هذه الأمور الصغيرة التي كبرت أكثر من حجمها الحقيقي، وضمن هذا السياق تم التركيز على تعزية حركة حماس في مقتل المجرم الإرهابي الزرقاوي، وقد كنت ككاتب فلسطيني أول وأشد من انتقد هذه التعزية ومواقف أخرى مشابهة لحركة حماس، ومن وجهة نظري التي تنطلق من التوفيق بين الشعوب العربية، أرى أن تعزية حماس هذه ليست سببا مقنعا لأن يكتب كاتب عراقي في إحدى مواقع الإنترنت رسالة تحت عنوان( حيّوا معي أولمرت خليفة البطل شارون...لا عزاء للفلسطينيين )، يقول فيها: ( في البداية لا بد أن اثبت إعجابي الشديد بالمجاهد البطل والمناضل الإسرائيلي الكبير السيد إريل شارون الذي أتمنى له الشفاء العاجل، وإن توفاه الله فاحسبه عند الله شهيدا بل من كبار الشهداء لأنه أفنى عمره الشريف في خدمة شعبه المحترم....وهنا لا بد لنا أن نحيي خطوات خليفة البطل الشهيد الحي شارون، فلا بد للخليفة أن يثبت للجميع أنه كذلك بطل قادر على تأديب المجرمين الفلسطينيين كما كان يفعل شارون، وعليه أن يبدأ برموزهم كما فعل البطل شارون عندما حرق...أحمد ياسين) - يضع الكاتب قبل اسم الشيخ أحمد ياسين صفة من المستحيل نشرها-. إن موقف حماس خاطىء تماما من وجهة نظري وكذلك هذه الكتابة الانفعالية لكاتب عراقي.

وماذا عن دور قناة الفيحاء التلفزيونية؟؟
وضمن نفس السياق، يتهم بعض الفلسطينيين قناة الفيحاء التلفزيونية، بأنها تساهم في هذا التحريض ضد الفلسطينيين مستشهدين بحلقة من برنامج (جسور) الذي يقدمه الزميل هاشم العقابي. وهذه الحلقة قدمت يوم الاثنين الموافق السادس والعشرين من حزيران الماضي، وشاركت فيها عبر الهاتف من أوسلو، وكان معي من لندن عبر الهاتف أيضا العراقي الدكتور نزار حيدر. وفي مداخلاتي عرضت الحقائق السابقة، لأقول كنتيجة: إن هذه الحقائق لا تبرر الفرقة بين الشعبين، و لم يتم التعرض للجرائم التي يتعرض لها الفلسطينيون في العراق مباشرة، رغم أن الغرض من حديثي تحديدا كان يهدف لتأكيد ما أكدته في هذه المقالة، وهو من غير المنطقي أن يتحمل الشعب الفلسطيني أخطاء بعض كتابه ومنظماته. ورغم ذلك فهم بعض الزملاء الفلسطينيين هذه الحلقة بما فيها مداخلاتي أنها كانت تحريضا ضد الفلسطينيين، خاصة أن سياق الحديث لم يمكنني من الرد على تعميم الدكتور نزار حيدر الذي وضع شعبا بكامله في دائرة الخطأ و ربما التخوين، وهو ما أرفضه جملة وتفصيلا، لأنه كما قلت إن كان السبب عشرات من الفلسطينيين أساءوا للعراقيين، فهذا التعميم ينطبق أكثر على ملايين العراقيين الذين صنعوا الطاغية المجرم، وكافة جرائم صدام ومقابره الجماعية بحق العراقيين عربا وأكرادا، نفذتها أيادي عراقية. وهنا أود أن أؤكد لهؤلاء الزملاء أن هذا لم يكن في الاعتبار عندما تحدثنا عن موضوع الحلقة مسبقا قبل بثها، ولم تكن طريقة الزميل هاشم العقابي في إدارة الحلقة تهدف إلى ذلك، وكان كل متحدث يقدم قناعاته ورؤاه، وإن فهمها بعض العراقيين والفلسطينيين على غير ما قصد منها، فهو فهم خارج السياق الذي خططت له الحلقة، لذلك أناشد الزملاء والأصدقاء في قناة الفيحاء بإعداد حلقة من نفس البرنامج، يكون هدفها بوضوح القول للجميع إن خطأ أي مواطن أو تنظيم من أية جنسية لا يبرر تجريم الشعب كله، و إلا كما قلت من حق البعض تجريم الشعب العراقي كاملا، لأن مئات من كتابه وصحفييه وفنانيه ومطربية مجدوا ذلك الطاغية صدام، في نفس الوقت الذي كان يرتكب أبشع الجرائم بحق شعبهم. وأيضا كي ترسل قناة الفيحاء رسالة واضحة للجميع، أنها عندما تشخص واقعا في المجتمعين الفلسطيني والعراقي، فهي لا تهدف إلى تبرير الجرائم والتعديات بحق الشعب الفلسطيني أو التحريض عليها، وأنا على ثقة أن القائمين على القناة سوف يقبلون دعوتي هذه لأنها في مصلحة الشعبين، و هدف الوطني المخلص هو التقريب بين الشعوب من خلال التركيز على ما يجمعها....و إلا فمن حق البعض التساؤل: هل حقيقة أننا أمة عربية واحدة، أم شعوب متنافرة؟. وضمن هذا التوضيح أود التأكيد على أن موقفي سيبقى مع الشعب العراقي الذي تخلص من الطاغية الديكتاتور، وأية تعديات من بعض العراقيين بحق بعض الفلسطينيين لن تجعلني أنطلق من موقف إقليمي لمعاداة العراق والعراقيين، فإيماني شديد بأن ما يجمع الشعبين العراقي والفلسطيني أكثر بكثير مما يفرقهم، و سيظل دعمي لحرية الشعبين وكل الشعوب العربية، وأملي أن ينطلق كافة العراقيين من هذه الروحية، ويعملوا على وقف هذه الجرائم والتعديات بحق الفلسطينيين في العراق، لأنها في كل الأوقات جرائم مرفوضة، فما بالك عندما تتزامن مع جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي طالت البشر والحجر في كافة المناطق الفلسطينية.
[email protected]