الإعلان الصريح للحكومة الأردنية حول رفضها التجاوب مع تسليم إبنة صدام الداعمة للإرهاب والمشاركة الفاعلة في تمويل كل عصابات القتل وفرق الموت المجاني في العراق، لم يكن إعلانا مفاجئا أو تحولا أو منعطفا سياسيا؟ بل على العكس تماما فقد كان موقفا معروفا وشاخصا عرفناه وتوقعناه من البداية، وكان عنوانا صريحا لمواقف سياسية منافقة كانت تشكل على الدوام الزاوية الستراتيجية في التحرك السياسي الأردني تجاه الملف العراقي، الساحة السياسية في الأردن لم تكن يوما ما ساحة محايدة؟ بل كانت على الدوام ساحة تعبئة وحشد ضد كل قوى الحرية في العراق، وكانت ولا زالت ساحة إنتهازية تنتهز فرص القنص والربح السريع وإرضاء كل التطلعات والمواقف الحزبية الداخلية ومحاولة تحويل كل المواقف والتطورات لمصالح مادية ولإستثمارات مادية وسياسية، فقد كان الأردن من أكبر المستفيدين من النظام العراقي البائد وكانت النهضة الإقتصادية الأٍردنية وعمليات البناء والإستثمار والنمو تعتمد في الكثير من جوانبها على غباء النظام العراقي البائد المحصور في أزماته ومشاكله الداخلية التي لم تنته حتى جاءت نهايته، واليوم لا تختلف الصورة كثيرا فلم تستفد الحكومات العراقية المتعاقبة من الدرس الأردني بل ظلت أسيرة لمواقف سابقة وظل الأردن يحلب مشاريع التنمية ويكون مقرا لخطط إعادة الإعمار والبناء؟؟ رغم أن هنالك دولا خليجية مجاورة هي أقدر كثيرا على القيام بمثل تلك الأدوار؟ ولكنه التشابك الأردني على كل الخطوط والخيوط؟... حكاية أن تكون رغد ضيفة على الهاشميين هي حكاية ثقيلة وغير مهضومة وتضاف لبمواقف أردنية مضادة عديدة شعبيا وحكوميا، فليس سرا أن غالبية الأحزاب الأردنية والإسلامية منها على وجه التحديد هي مؤيدة للإرهاب في العراق بل أنها تدعمه ببياناتها المتشنجة ومواقفها الطائفية الحقود، وبنو هاشم و أخلاقياتهم المعروفة عبر التاريخ لا يتساهلون مع الإرهاب وأهله ثم أن من يقتل في العراق اليوم حقيقة هم من أتباع بنو هاشم الواقعين تحت سيوف التكفير من أتباع أبو جهل ومسيلمة و الحجاج وغيرهم من القتلة والطغاة، والقضية ليست قضية أخلاق بل قضية دولارات وإستثمارات ومصالح مادية؟؟ فهي الفيصل في كل الأمور؟ ومنها تستمد فلسفات وأساليب الدفاع عن القتلة والإرهابيين... لقد قلناها ونقولها من أنه لن تكون هنالك أي إستجابة عربية للقائمة العراقية للمطلوبين؟ بل ستكون الفضيحة هي سيدة الموقف.. وسنرى مواقفا عربية أكثر فضائحية.. فتأملوا هيمنة الإرهاب على دنيا العروبة... وكله من أجل الدولار.. فهو نعم المولى ونعم النصير... ولا عزاء للمفلسين؟
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات