ربما يثير العنوان ا لكثيرين من زوايا عديدة، فالشيعة ليسوا يهودا، هم فرقة إسلامية أو فرقة من المسلمين ينتسبون على إمام يعرف باسم (جعفر بن محمد الصادق) حالهم حال غيرهم من الفرق، ثم قد يقول أخر، وما الذي نعيبه على اليهود كبشر ينتمون إلى دين سماوي معترف به في كل الأديان السماوية، ولنزوي جانبا الصهاينة، ثم، ما الذي يحدوك أن تكتب في مثل هذه الموضوعات وأنت مدني النزعة، تؤمن بالحكومة المدنية؟
لا!
فالفتاوى التي نقرأها على كثير من المواقع (الإسلامية) تقول صراحة أن الشيعة يهود، بل أخطر من اليهود على الإسلام والمسلمين، العداء اليهودي للإسلام ظاهر، وهؤلاء عداؤهم باطن!
لا!
اليهود ملة ضالة يجب رميهم بالبحر، فهم وراء خلق كل مشاكل العالم، فماركس ــ الذي أحبه حبا يعادل حبي لأبي وأمي ــ يهودي، وفرويد الذي قدم للإنسانية أكبر فتح سيكلوجي يهودي... ودوركايم... جاك دريدا... كلهم يهود، منهم جاء الشر، وبفكرهم فسدت الإنسانية... وبالتالي، يجب رمي الشيعة في البحر كذلك، أنهم ليسوا يهودا، بل هم نفايات يهودية!
لا!
فإني أقول لهذا المعترض، هل يعلم أن فكرة أو مشروع (ديكتاتورية الطبقة العاملة) يرجعها بعض المحللين إلى ترسبات مسيحية في ذات مخترعيها، فإن الأخلاق المسيحية تدجن الضمير المسيحي من حيث لا يشعر على قيم تقود إلى صياغة أو اشتقاق مثل هذا المشروع، وهل قرأنا ميشيل فوكو الذي يرجع بعض تقنيات العيادة الغربية إلى منظومة النسق الكنسي في الاعتراف؟ ثم، من قال أن هناك شيئا خالصا؟ حتى الإله جل أسمه ليس خالصا، فهو غفور رحيم شديد العقاب.
إذن لست أكتب في هذه النقطة وأنا خالص النية، ولا أكتب فيها وأنا أعيش منظومة العالم المفارق، ولا أكتب فيها لما يجري على شيعة لبنان، وشيعة العراق، وشيعة البحرين...
كيف؟
وكاتب هذه السطور يملك في مدرجه أكثر من (سيدي) يتضمن أ كثر من ألف صفحة ينقد فيها التراث الشيعي نقدا قويا! وقد جلب عليه العداء بسبب ما كتب عن ثورة الحسين عليه ا لسلام، وعانى من حملة الإسلام السياسي ما عانى، وإلى حد هذه اللحظة
لا أنكر!
فلست نبيا معصوما، ولا مادة خام، إنما خليط من تراث وحاضر، خليط من روافد لا يمكن أن أ فصل بعضها عن بعض حتى عن وعي، فكيف في عالم اللاوعي الذي أكتشفه اليهودي اللعين! سيجموند فرويد.
هل أقنعت غيري بأن سؤالي في محله؟
هل ما زال الشيعة يهودا وهم يقاتلون اليهود؟!
بصرف النظر عن كل اعتبار أخر، بصرف النظر، دعونا ننظر إلى هذه الاستماتة المذهلة في الدفاع عن غزة من خارج غزة يا ناس، دعونا ننظر إلى هذه الدماء التي تسال في الشوارع، وشرط إيقاف النار هو إطلاق سراح أسرى فلسطينيين كما يرى بعض مقاتلي حزب الله الشيعي اليهودي الصهيوني اللعين.
في خبر أن فقيها لبنانيا يقول : لقد بدأ الشارع السني في شمال لبنان يتعاطف مع الشيعة!!!
وهل نسينا فتوى بن جبريل؟
رباه ماذا فعلنا؟
تقول بعض المواقع الإسلامية! لا يغرونكم، هؤلاء رافضة أنجاس، يضمرون حقدا دفينا، ويقاتلون كي تتمكن إسرائيل من الجنوب المسلم!
فففففففففففففففففففف يا رب!
التسمية ليست بريئة، فالشيعي رافضي، يرفض خلافة الشيخين، وبالتالي، هو مرفوض في العمق، لأنه يشكك في أطهر فترة من فترات ما يسمى بالحكم الإسلامي الذي لا أعترف فيه من الأساس، مفهوما وفكرا وتطبيقا.
التسمية ليست بريئة بل هي تضمر ما تضمر من الأسرار والموحيات، فهم سبئية، فإذن هم من خلق وصناعة اليهود تاريخيا..
التسمية ليست بريئة، في تخفي لا شعور أجيال، بل تخفي ثقافة أجيال، لقد سلموا بغداد إلى المغول، فهم منفيون وطنيا!
التسمية ليست بريئة، فهم أبناء المتعة، وبالتالي، خلق غير شرعي بالمرة، لأن المتعة قد حرمها رسول الله بعد أن حللها.
هل هناك حكم شرعي مواز للتسمية؟
لا يجوز أكل ذبيحتهم، فأن اللحم في ثقافة الصحراء يبني الجسم، ولاحقا، يجب أن لا ينبني جسد ا لمسلم على حرام!
وتطول القائمة...
تطول...
ومعها تطول مأساة هذه الأمة...
وأسال مرة أخرى..
وهل ما زال الشيعي يهوديا؟
يبدو نعم...
حتى لو غذى بدمه كل أرض الإسلام دفاعا عن هذا الإسلام!!!