وصلت الى الولايات المتحدة لاستكمال العلاج، القيت ورائي الأقلام والدفاتر وانشغلت بتحاليل الدم وغرف الأشعةmiddot;
آخر ما كنت بحاجة اليه هو الخبر الحزين!! لكنه جاء صاعقاً وقوياً!! لقد رحل سعيد بن نهيان وهو في عمر الزهور، وفجأة قفز الى ذهني ذلك الأب الإنسان معالي الشيخ نهيانmiddot;middot; هذا الذي يقف معزياً كل من فَقَدَ عزيزاً وها هو اليوم يقف في طابور العزاء في أعز ما يملك، لقد وقف مع البسطاء والمحتاجين والمرضى وكان أباً حميماً، كانت رحمته وبره بوالده احدى صور الوفاء بالوالدين وقصة على كل شفاه تؤمن بالرحمة والمحبة!!
رحل سعيد فارساً صغيراً جميلاً لم يؤذ أحداً، ترك فصله الدراسي في الولايات المتحدة الأميركية في رحلة كان يعتقد أنها قصيرة، لكنها كانت العودة النهائية لوطنهmiddot;middot; إنها حكاية لا نملك سوى التسليم بها، والإيمان بأن الحياة رحلة قد تطول أو تقصر لكن المهم أن يرحل الإنسان وقد ترك وراءه روحه الطيبة وسمعته الجميلةmiddot;middot;
قضيت قبل اسبوعين اياما مع معالي الشيخ نهيان في أبوظبي، لاحظت المحبة العفوية من الناس في الشارع وفي ديوانه اليومي، وبالتأكيد سيشعر الشيخ نهيان في هذه الأيام العصيبة بالمحبة الصادقة والتعاطف الإنساني فالذي يزرع الخير يجني المحبةmiddot;
حزني لا يحده حدود، وإيماني بأن الشيخ نهيان وأهله يعرفون ان الأقدار لا يمكن ردها هو العزاء الوحيدmiddot;
رحمك الله أيها الفارس الجميل وألهم أهلك وبيتك وأصدقاءك الصبر الجميلmiddot;middot; انها إرادة الحياة لا نملك أمامها سوى أن نمارس الاحتمال والصبر مهما كان الخطب جليلاًmiddot;