لاشكّ في أنّ العالم يدور في فلك الترقبّ والانتظار إثر الأزمة المالية العالمية من جهة، و تغيرات المحاور القطبية و استراتيجياتها في السياسة الدولية من جهة أخرى، علاوة على تبدّل الإدارة الأميركية وتغيُّرها مع ما يحمل ذلك من انعكاسات على سياساتها الخارجية. كلّ ذلك ساهم في إدخال منطقة الشرق الأوسط ولاسيما الدولة العربية في مرحلة من quot;الكمون السياسيquot;.
وفيما نجد أن بعض الدول قد بدأت تشهد quot;حراكًا دبلوماسيًّا خارجيًّاquot;، نرى ان الدول العربية quot;المحوريةquot; تلتزم quot;ثلاجة المواقفquot; تجاه كبرى القضايا الشائكة والتي تُعدّ الأعقد في منطقة الشرق الأوسط.
وفيما نجد أن بعض الدول قد بدأت تشهد quot;حراكًا دبلوماسيًّا خارجيًّاquot;، نرى ان الدول العربية quot;المحوريةquot; تلتزم quot;ثلاجة المواقفquot; تجاه كبرى القضايا الشائكة والتي تُعدّ الأعقد في منطقة الشرق الأوسط.
ولعل هذا الوقت هو مرحلة quot;التحرّك الذهبيquot; نحو احلال السلام، فالعرب اليوم أمام فرصة تاريخية حقيقية لتحقيق أفضل الممارسات والشروط من اجل تحسين quot;علاقاتهم الدولية quot; وحلّ النزاعات المستحكمة في منطقتهم بدءا من فلسطين مرورا بالعراق وصولا الى السودان، وفرض quot;الارادة السلمية quot; وتحقيق السلام ومصلحته في اطار بناء علاقات على المستوى الدولي، تختلف بنيويًّا عن تلك القائمة على مبدأ quot;القوةquot;.
فالدول العربية اليوم مُطالبة بِكَشف وتحديد انتظامات علاقاتها التي تحكم سياساتها الخارجية بشكل مغاير quot;لتفاعلات القوى التي سادت سابقًا.
وإن كانت العلاقات الدولية مبنية من مجموعة من quot;القوىquot; المتدرّجة نسبيًّا والمتفاعلة فيما بينها من حيث التأثيرات وردود الأفعال، فإن الحالة الدولية الحاضرة مساعدة بشكلٍ يهيئ الظروف لاعادة اتزان وانتظام العلاقات في ظل quot;الهدوء النسبيquot;، وعلى نحو يحول دون السيطرة الاستغلالية وقيام امبراطورية عالمية جديدة.
فالدول العربية اليوم مُطالبة بِكَشف وتحديد انتظامات علاقاتها التي تحكم سياساتها الخارجية بشكل مغاير quot;لتفاعلات القوى التي سادت سابقًا.
وإن كانت العلاقات الدولية مبنية من مجموعة من quot;القوىquot; المتدرّجة نسبيًّا والمتفاعلة فيما بينها من حيث التأثيرات وردود الأفعال، فإن الحالة الدولية الحاضرة مساعدة بشكلٍ يهيئ الظروف لاعادة اتزان وانتظام العلاقات في ظل quot;الهدوء النسبيquot;، وعلى نحو يحول دون السيطرة الاستغلالية وقيام امبراطورية عالمية جديدة.
السلام والسياسات الرافضة:
بطبيعة الحال فإن الوقت الملائم لاحلال السلام وهو الخيار الذي مازال يقابل برفض اسلاموي quot; عارمquot;، في ظل سكوت انظمة تخشى على quot;دوام استمراريتهاquot; في المحافل الدولية، علاوة على رفضquot;اسرائيلي quot; كون الدولة العبرية ستتضرر من quot;سلام فعليquot; حيث ستجد نفسها أمام التزامات أخلاقية وسياسية أمام المجتمع الدولي... فلماذا تُلزم نفسها quot;بالسلامquot; طالما أنها تحقق اهدافها العسكرية والسياسية دون ان تُدان...ودون أدنى التزام؟
بطبيعة الحال فإن الوقت الملائم لاحلال السلام وهو الخيار الذي مازال يقابل برفض اسلاموي quot; عارمquot;، في ظل سكوت انظمة تخشى على quot;دوام استمراريتهاquot; في المحافل الدولية، علاوة على رفضquot;اسرائيلي quot; كون الدولة العبرية ستتضرر من quot;سلام فعليquot; حيث ستجد نفسها أمام التزامات أخلاقية وسياسية أمام المجتمع الدولي... فلماذا تُلزم نفسها quot;بالسلامquot; طالما أنها تحقق اهدافها العسكرية والسياسية دون ان تُدان...ودون أدنى التزام؟
ويتسائل المرء عن سر هذه quot;السياسة الرافضة quot; التي هي وليدة مجتمعات شهدت quot;فجوات تاريخية quot; وهزات عنيفة فالذات العربية تشهد انفصاما وتعيش مستويين متباينين في وقتٍ واحد، وهما حالة quot;رافضة للواقع المُعاشquot; و حالة quot;مُتوقَّعة quot; مثالية.
وهذه الحالة ليست عربية وحسب بلو اسرائيلية ايضًا ففي الوقت الذي يطمح فيه الاسرائيلي بدولة quot;هانئة متطورة مثالية يكون فيها شعبا متفوقًا quot; على غرار الدول الاسكندنافية فإنه يصطدم بأداء حكومته المترهلة والأمن المفقود.
وهذه الحالة ليست عربية وحسب بلو اسرائيلية ايضًا ففي الوقت الذي يطمح فيه الاسرائيلي بدولة quot;هانئة متطورة مثالية يكون فيها شعبا متفوقًا quot; على غرار الدول الاسكندنافية فإنه يصطدم بأداء حكومته المترهلة والأمن المفقود.
المشكل يكمن إذن في أن quot;الذواتquot; تعيش quot;الماضي quot; بعمق تحت شعارات تراثية وتحت ذريعة quot;الاصالة quot; وتحت ذرائع quot;قرآنية quot; وquot;تلمودية وquot; وquot;توراتية quot;، لذلك فهي لا تنظر إلى المستقبل الا بالقدر الذي تتيحه quot;الذات الماضويّة quot;،فشعوب المنطقة بما فيهم المثقفين والنخب احترفوا quot;الرفض quot; في ظلّ استهواء quot;الانسحابquot; من مواجهة التحديات المستقبلية.
و بين متاريس الطائفية والحالات القبلية وبين quot;اندلس العرب المُتخيلةquot; وquot;أرض الميعاد الموعودةquot;، وبين quot;كنتم خير أمّة أُخرجت للناس quot; وquot; شعب الله المختارquot; تطورت الأزمات بحيث أصبح السلام سرابا في ظل السياسات الدولية النفعية وانهدار الكرامة الانسانية والحصارات الخانقة لانسان لا ذنب له سوى انه وُلِدَ هناك!
وفيما تعتبر اسرائيل نزاعاتها quot;حدوديةquot; و quot;أمنيةquot; فإن العرب يعتبرونه نزاع quot;مشروعية quot;، فالمجتمع الدولي يتعامل مع اسرائيل بوصفها دولة قائمة ولها مشروعيتها، غير ان ذلك لا يعني الاقرار بمشروعيتها اللاهوتية وتفوقها الحضاري بحال من الأحوال.
اليوم، ومع تراجع quot;القطبية العالمية الواحدة quot; فإن الامل معقود بالافساح لروح الانسان بالانعتاق من أسر العنف وquot;الاحقاد التاريخيةquot; وإطلاق النزعة الايجابية المُتمثِّلة بالأنسنة والسلام و الخروج من حضارة الصوت الرافض الى الفعل الحضاري.
لان عملية الرفض quot;السلبي quot; واهدار فرص تحقيق العدالة والسلام في ظرف مناسبة من شأنه ان يخرج العرب من دائرة quot;النسق العالمي الجديدquot; الذي يتم تشكيله وبلورته الآن، والعرب اليوم مطالبون بأن يكونوا شركاء في القرارات الدولية؛ وآن لهم أن يكون لهم دور في quot;السلام quot; لا ان يكونوا هم quot;موضوع quot; السلام وخزّان المغانم الاقتصادية.
ولماذا لا يتفاهمون جديًّا مع أوروبا والصين وروسيا وأميركا تفاهمًا صريحًا لا خجل فيه ولا خوف، طالما ان quot;الازمة المالية العالمية quot;فتحت فرصة غير مسبوقة لاجتراح الحلول لا سيما أمام الدول النفطية التي أمامها العديد من الفرص والمبادرات quot;الاقتصادية quot; التي من شأنها quot;ان تؤثر على القرارات السياسية في المحافل الدولية والاحلاف الاقليمية.
أملنا ان تنشط quot;الديبلوماسية العربيةquot; من اجل quot;السلامquot; ومن اجل حل يتجاوز الدور quot;المنومquot; الى دور عملاني تنفيذي quot; يحمل quot;حلولاquot; لا quot;رفضًا quot;...
اتساءل: اليس من الأجدى ان يقبل العرب بإسرائيل كدولة وان يلتزم quot;الجميع quot; بالشرعية الدولية، لا لأجل العجز عن سلوك الحرب بل لأجل الحفاظ على الانسان، والبقاء ضمن الأخلاقيات والقيم الانسانية بحيث يتم حفظ البيئة الداخلية للنسق الانساني من خلال التأكيد على المشتركات، بدلا من ترك الحجّة لاسرائيل في ممارسة شتى انواع quot;الابادة quot; تحت ذريعة حماية امنها!
ولماذا لا يستغل العرب اليوم فرصتهم في المشاركة بالنظام الدولي وتحقيق ارادتهم؟
ولكن الخوف كل الخوف ان تذهب quot;أموال العرب في دعم الدول المنهارة quot; دون تحقيق أدنى مكسب سياسي، لا سيما فيما يتعلق بالجرح الانساني النازف في فلسطين!
إيلاف
[email protected]
http://marwa-kreidieh.maktoobblog.com
و بين متاريس الطائفية والحالات القبلية وبين quot;اندلس العرب المُتخيلةquot; وquot;أرض الميعاد الموعودةquot;، وبين quot;كنتم خير أمّة أُخرجت للناس quot; وquot; شعب الله المختارquot; تطورت الأزمات بحيث أصبح السلام سرابا في ظل السياسات الدولية النفعية وانهدار الكرامة الانسانية والحصارات الخانقة لانسان لا ذنب له سوى انه وُلِدَ هناك!
وفيما تعتبر اسرائيل نزاعاتها quot;حدوديةquot; و quot;أمنيةquot; فإن العرب يعتبرونه نزاع quot;مشروعية quot;، فالمجتمع الدولي يتعامل مع اسرائيل بوصفها دولة قائمة ولها مشروعيتها، غير ان ذلك لا يعني الاقرار بمشروعيتها اللاهوتية وتفوقها الحضاري بحال من الأحوال.
اليوم، ومع تراجع quot;القطبية العالمية الواحدة quot; فإن الامل معقود بالافساح لروح الانسان بالانعتاق من أسر العنف وquot;الاحقاد التاريخيةquot; وإطلاق النزعة الايجابية المُتمثِّلة بالأنسنة والسلام و الخروج من حضارة الصوت الرافض الى الفعل الحضاري.
لان عملية الرفض quot;السلبي quot; واهدار فرص تحقيق العدالة والسلام في ظرف مناسبة من شأنه ان يخرج العرب من دائرة quot;النسق العالمي الجديدquot; الذي يتم تشكيله وبلورته الآن، والعرب اليوم مطالبون بأن يكونوا شركاء في القرارات الدولية؛ وآن لهم أن يكون لهم دور في quot;السلام quot; لا ان يكونوا هم quot;موضوع quot; السلام وخزّان المغانم الاقتصادية.
ولماذا لا يتفاهمون جديًّا مع أوروبا والصين وروسيا وأميركا تفاهمًا صريحًا لا خجل فيه ولا خوف، طالما ان quot;الازمة المالية العالمية quot;فتحت فرصة غير مسبوقة لاجتراح الحلول لا سيما أمام الدول النفطية التي أمامها العديد من الفرص والمبادرات quot;الاقتصادية quot; التي من شأنها quot;ان تؤثر على القرارات السياسية في المحافل الدولية والاحلاف الاقليمية.
أملنا ان تنشط quot;الديبلوماسية العربيةquot; من اجل quot;السلامquot; ومن اجل حل يتجاوز الدور quot;المنومquot; الى دور عملاني تنفيذي quot; يحمل quot;حلولاquot; لا quot;رفضًا quot;...
اتساءل: اليس من الأجدى ان يقبل العرب بإسرائيل كدولة وان يلتزم quot;الجميع quot; بالشرعية الدولية، لا لأجل العجز عن سلوك الحرب بل لأجل الحفاظ على الانسان، والبقاء ضمن الأخلاقيات والقيم الانسانية بحيث يتم حفظ البيئة الداخلية للنسق الانساني من خلال التأكيد على المشتركات، بدلا من ترك الحجّة لاسرائيل في ممارسة شتى انواع quot;الابادة quot; تحت ذريعة حماية امنها!
ولماذا لا يستغل العرب اليوم فرصتهم في المشاركة بالنظام الدولي وتحقيق ارادتهم؟
ولكن الخوف كل الخوف ان تذهب quot;أموال العرب في دعم الدول المنهارة quot; دون تحقيق أدنى مكسب سياسي، لا سيما فيما يتعلق بالجرح الانساني النازف في فلسطين!
إيلاف
[email protected]
http://marwa-kreidieh.maktoobblog.com
التعليقات