السرطان يقتل إذا ضبط مبكرا، كما يمكن استصال سرطان الثدي والقولون بشفاء مائة بالمائة؟
وشجرة الديكتاتورية يمكن اقتلاعها في باكورة نموها؛ فإذا بسقت وبزغت استحال ذلك حتى يكون انجعافها مرة واحدة، بفعل عناصر موتها الداخلية، وهو ما حدث للنازية في ألمانيا والساموراي في اليابان والفاشية في إيطاليا، فكلا أخذهم الله بذنبهم؛ فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا، ومنهم من أخذته الصيحة، ومنهم من خسفنا به الأرض.
وما كان الله ليظلمهم .. ولكن كانوا أنفسهم يظلمون...
هكذا حرق نظام الساموراي بالقنبلة الذرية، ودمرت النازية بحصب قاذفات القنابل ب 52، وعلق موسوليني عاريا منكوسا مع عشيقته كلارا ميتاتشا في ساحة عامة مثل خرفان المسلخ البلدي؟
والأنظمة الشمولية في العالم العربي أضعف بكثير مما نتصور، ولكن الفلاح لايستطيع معالجة التهاب المرارة الحاد وحصوة الحالب وانسداد المريء، ولا الأطباء المشعوذون، وحين أصيب صلاح الدين باليرقان قتله أطباؤه بالفصادة، وانفجار العراق وسواد سوريا وظلام ليبيا وضباب مصر سببها انعدام أطباء علم الاجتماع. فالناس قطيع بين وعاظ الكاسيت ومخابرات السلطة..
جاءني من خلدون السوري خبر اعتقال رياض سيف والعشرات ليقدموا إلى محاكم ثورية أمام قضاة من رجال المخابرات في ملابس سود مثل دراكولا الليلي بأحكام جاهزة من رجالات الحزب ومفتي الجمهورية وآيات من القرآن ونصوص من مختارات الحزب القائد.
يحرص النظام الشمولي أن يكون أي نشاط مبلوراً مرئيا، وأن يكون مخترقا بعناصر المخابرات ومجسات المظليات؟ متصلاً بمشعرات وكواشف عصبية، يشم ويحس خطوة هذا الكائن الغريب في مملكته التي لا تعرف غيره.
وأفضل مقتل لهذه التنظيمات الوقحة الجريئة التي غامرت بالسير في الغابة بدون سلاح وحراسة، أن يضطرها للاختباء فتكون (سرية) تحت الأرض و(مسلحة) فيضبطها مرتين باللاشرعية والعمل الإرهابي. كما هو في قتال حزب التحرير وعصابات النظام في طاجكستان، ورئيس دولة العصابات راخيموف في العلاج في بادن في أرض الجرمان..
إن عمل التنظيمات السرية المسلحة تحت الأرض يجعلها تخسر مرتين: الدخول إلى الحقل الذي يجيده، مثل طفل يلاكم نسيم اليمني، أو فقير هندي ينازل محمد علي كلاي الأمريكي في حلبة الملاكمة.
وثانياً إعطاءه المبرر للحفاظ على أمن البلد من المخربين؟!
وعندما غامرت القوى الإسلامية في سوريا، في مناجزة شيخ الحشاشين في سوريا الأسد، بالدخول في صراع مسلح، مع نظام (لا شرعي) أعطته (الشرعية) في البقاء، فهو ما زال يحكم سوريا من قبره.
وبذلك منحته فرصة لا تقدر بثمن أن يستبيح الأمة كلها، فمدت بعمر نظامه في الوقت الذي أرادت تقصير أجله.
ودُمِّر البلد مرتين وبإخلاص على يد الفريقين الذين رأيا أن السلاح سيد الأحكام، والغدر سيد الموقف، والانقلابات الدواء الشافي. ألا ساء ما يحكمون.
إن (الإكراه) بقوة السلاح لإزالة (الإكراه) القائم (بقوة السلاح) يستبدل (الإكراه) بـ (الإكراه).
وعندما يحل السيف محل السيف؛ فسوف تكرر الثقافة المريضة إنتاج نفسها، ويستبدل الحجاج بأبي مسلم الخراساني.
كما يُستبدل الصداع بقولنج المرارة. والتيفوئيد بالسل. والإيدز بسرطان الثدي. إنها مثل قوانين الرياضيات.
وهذا الجدل في فهم آليات التغيير أساسي، من اجل بناء مجتمع (الرشد) بواسطة (الإقناع) وليس (الإكراه). و(بالفكر) وليس (السلاح). و(بالدماغ) وليس (العضلات). وبتحرير الإنسان من القوة وليس المزيد من الارتهان لها. ولذا يجب أن تمتاز التنظيمات بأربع صفات:
ـ أن تكون (علنية) فوق الأرض و(غير مسلحة وسلمية) و(فكرية)، وأن لا تأخذ (أي شكل مبلّور). ومهما طوح النظام بذراعه أو سيفه فلن يصطاد إلا الهواء طالما كانت ذات بنية هلامية.
إن الأنظمة الشمولية تسمح بوجود (ديكورات) سياسية، في عالم منفتح على بعض ينتقل فيه الخبر والصورة بسرعة الضوء؛ فمن العيب أن لا يكون في البلد نظام حزبي تعددي؟!
وإذا كان في أمريكا حزبين جمهوري وديموقراطي؛ ففي سوريا سبعة أحزاب في الجبهة الديموقراطية الشعبية، كما صرح بذلك رئيس العصابة، لمراسلة صحيفة أميركية، وهي تتأمله بذهول من فرط الكذب وخبث الطوية ورخص الكلام.
إنها السبع المثاني من الأحزاب العريقة الديموقراطية.
إنها نكتة كبيرة ولكن لا يضحك لها أحد.
وإذا كان التنظيم (هلامياً) فيجب أن يأخذ صفات هذا الكائن فيزيائياً من الانحلال والتكون والتمطط والتقلص في أي شكل، فلا يوجد فيه رأس وذنب، ورئيس ومرؤوس، ولا يشبه تنظيمات الدنيا كلها فلا اشتراكات مالية ولا اجتماعات دورية، ولا مجلة فصلية، ولا خلايا حزبية، ولا قائد وعضو. لأن أي تشكل سيكون مثل النموذج البلوري الصالح للدراسة مثل الفيروسات تحت المجاهر الإلكترونية التي يبذل النظام كل مال البلد لحراسة شخص وعصابة.
إن الموت قادم للأنظمة الشمولية حسب القانون الثاني في الديناميكا الحرارية، فالكون يتشيخ، والأنظمة تمرض، والبناء يتآكل، والعضوية تتفسخ.
وكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذي الجلال والإكرام.
ولكن (المجتمع) ليس جبلاً تعريه عوامل الطبيعة، ولا ماءً ساخناً يبرد مع الوقت؛ بل يغير من خلال العمل الإنساني، في ضوء وعي القوانين التي تسخر المجتمعات.
وإذا تركت الأمور لشأنها تغيرت حسب قوانين الطبيعة في قرون، ولكن التدخل يقلبها في سنوات.
والسؤال متى هو؟؟
قل عسى أن يكون قريبا. يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا.
كانت (الميدوسا الغرغونية) حسب الأساطير اليونانية مثال القباحة ما رآها أحد إلا مات رعباً؟!
فكر البطل (بيرسيوس) في التخلص منها؛ فهداه عقله إلى حيلة، فأخذ درعه البرونزي، وبدأ في تلميعه حتى أصبح مرآة يكاد سنا برقها يذهب بالأبصار. اختبأ (برسيوس) خلف درعه الأثيني الكبير، وتقدم ببطء تجاه الميدوسا.
لم ترى الشريرة فيه سوى مرآة جميلة، فانشغلت بالنظر في مفاتن وجهها، عن الخطر الزاحف إليها، حتى وصل إليها بيرسيوس فقتلها.
إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين.
وشجرة الديكتاتورية يمكن اقتلاعها في باكورة نموها؛ فإذا بسقت وبزغت استحال ذلك حتى يكون انجعافها مرة واحدة، بفعل عناصر موتها الداخلية، وهو ما حدث للنازية في ألمانيا والساموراي في اليابان والفاشية في إيطاليا، فكلا أخذهم الله بذنبهم؛ فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا، ومنهم من أخذته الصيحة، ومنهم من خسفنا به الأرض.
وما كان الله ليظلمهم .. ولكن كانوا أنفسهم يظلمون...
هكذا حرق نظام الساموراي بالقنبلة الذرية، ودمرت النازية بحصب قاذفات القنابل ب 52، وعلق موسوليني عاريا منكوسا مع عشيقته كلارا ميتاتشا في ساحة عامة مثل خرفان المسلخ البلدي؟
والأنظمة الشمولية في العالم العربي أضعف بكثير مما نتصور، ولكن الفلاح لايستطيع معالجة التهاب المرارة الحاد وحصوة الحالب وانسداد المريء، ولا الأطباء المشعوذون، وحين أصيب صلاح الدين باليرقان قتله أطباؤه بالفصادة، وانفجار العراق وسواد سوريا وظلام ليبيا وضباب مصر سببها انعدام أطباء علم الاجتماع. فالناس قطيع بين وعاظ الكاسيت ومخابرات السلطة..
جاءني من خلدون السوري خبر اعتقال رياض سيف والعشرات ليقدموا إلى محاكم ثورية أمام قضاة من رجال المخابرات في ملابس سود مثل دراكولا الليلي بأحكام جاهزة من رجالات الحزب ومفتي الجمهورية وآيات من القرآن ونصوص من مختارات الحزب القائد.
يحرص النظام الشمولي أن يكون أي نشاط مبلوراً مرئيا، وأن يكون مخترقا بعناصر المخابرات ومجسات المظليات؟ متصلاً بمشعرات وكواشف عصبية، يشم ويحس خطوة هذا الكائن الغريب في مملكته التي لا تعرف غيره.
وأفضل مقتل لهذه التنظيمات الوقحة الجريئة التي غامرت بالسير في الغابة بدون سلاح وحراسة، أن يضطرها للاختباء فتكون (سرية) تحت الأرض و(مسلحة) فيضبطها مرتين باللاشرعية والعمل الإرهابي. كما هو في قتال حزب التحرير وعصابات النظام في طاجكستان، ورئيس دولة العصابات راخيموف في العلاج في بادن في أرض الجرمان..
إن عمل التنظيمات السرية المسلحة تحت الأرض يجعلها تخسر مرتين: الدخول إلى الحقل الذي يجيده، مثل طفل يلاكم نسيم اليمني، أو فقير هندي ينازل محمد علي كلاي الأمريكي في حلبة الملاكمة.
وثانياً إعطاءه المبرر للحفاظ على أمن البلد من المخربين؟!
وعندما غامرت القوى الإسلامية في سوريا، في مناجزة شيخ الحشاشين في سوريا الأسد، بالدخول في صراع مسلح، مع نظام (لا شرعي) أعطته (الشرعية) في البقاء، فهو ما زال يحكم سوريا من قبره.
وبذلك منحته فرصة لا تقدر بثمن أن يستبيح الأمة كلها، فمدت بعمر نظامه في الوقت الذي أرادت تقصير أجله.
ودُمِّر البلد مرتين وبإخلاص على يد الفريقين الذين رأيا أن السلاح سيد الأحكام، والغدر سيد الموقف، والانقلابات الدواء الشافي. ألا ساء ما يحكمون.
إن (الإكراه) بقوة السلاح لإزالة (الإكراه) القائم (بقوة السلاح) يستبدل (الإكراه) بـ (الإكراه).
وعندما يحل السيف محل السيف؛ فسوف تكرر الثقافة المريضة إنتاج نفسها، ويستبدل الحجاج بأبي مسلم الخراساني.
كما يُستبدل الصداع بقولنج المرارة. والتيفوئيد بالسل. والإيدز بسرطان الثدي. إنها مثل قوانين الرياضيات.
وهذا الجدل في فهم آليات التغيير أساسي، من اجل بناء مجتمع (الرشد) بواسطة (الإقناع) وليس (الإكراه). و(بالفكر) وليس (السلاح). و(بالدماغ) وليس (العضلات). وبتحرير الإنسان من القوة وليس المزيد من الارتهان لها. ولذا يجب أن تمتاز التنظيمات بأربع صفات:
ـ أن تكون (علنية) فوق الأرض و(غير مسلحة وسلمية) و(فكرية)، وأن لا تأخذ (أي شكل مبلّور). ومهما طوح النظام بذراعه أو سيفه فلن يصطاد إلا الهواء طالما كانت ذات بنية هلامية.
إن الأنظمة الشمولية تسمح بوجود (ديكورات) سياسية، في عالم منفتح على بعض ينتقل فيه الخبر والصورة بسرعة الضوء؛ فمن العيب أن لا يكون في البلد نظام حزبي تعددي؟!
وإذا كان في أمريكا حزبين جمهوري وديموقراطي؛ ففي سوريا سبعة أحزاب في الجبهة الديموقراطية الشعبية، كما صرح بذلك رئيس العصابة، لمراسلة صحيفة أميركية، وهي تتأمله بذهول من فرط الكذب وخبث الطوية ورخص الكلام.
إنها السبع المثاني من الأحزاب العريقة الديموقراطية.
إنها نكتة كبيرة ولكن لا يضحك لها أحد.
وإذا كان التنظيم (هلامياً) فيجب أن يأخذ صفات هذا الكائن فيزيائياً من الانحلال والتكون والتمطط والتقلص في أي شكل، فلا يوجد فيه رأس وذنب، ورئيس ومرؤوس، ولا يشبه تنظيمات الدنيا كلها فلا اشتراكات مالية ولا اجتماعات دورية، ولا مجلة فصلية، ولا خلايا حزبية، ولا قائد وعضو. لأن أي تشكل سيكون مثل النموذج البلوري الصالح للدراسة مثل الفيروسات تحت المجاهر الإلكترونية التي يبذل النظام كل مال البلد لحراسة شخص وعصابة.
إن الموت قادم للأنظمة الشمولية حسب القانون الثاني في الديناميكا الحرارية، فالكون يتشيخ، والأنظمة تمرض، والبناء يتآكل، والعضوية تتفسخ.
وكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذي الجلال والإكرام.
ولكن (المجتمع) ليس جبلاً تعريه عوامل الطبيعة، ولا ماءً ساخناً يبرد مع الوقت؛ بل يغير من خلال العمل الإنساني، في ضوء وعي القوانين التي تسخر المجتمعات.
وإذا تركت الأمور لشأنها تغيرت حسب قوانين الطبيعة في قرون، ولكن التدخل يقلبها في سنوات.
والسؤال متى هو؟؟
قل عسى أن يكون قريبا. يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا.
كانت (الميدوسا الغرغونية) حسب الأساطير اليونانية مثال القباحة ما رآها أحد إلا مات رعباً؟!
فكر البطل (بيرسيوس) في التخلص منها؛ فهداه عقله إلى حيلة، فأخذ درعه البرونزي، وبدأ في تلميعه حتى أصبح مرآة يكاد سنا برقها يذهب بالأبصار. اختبأ (برسيوس) خلف درعه الأثيني الكبير، وتقدم ببطء تجاه الميدوسا.
لم ترى الشريرة فيه سوى مرآة جميلة، فانشغلت بالنظر في مفاتن وجهها، عن الخطر الزاحف إليها، حتى وصل إليها بيرسيوس فقتلها.
إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين.
أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر ايلاف تسبب ملاحقه قانونيه
التعليقات