انقضت القمّة الإسلامية التي انعقدت مؤخرا في العاصمة السنغالية quot;داكار quot; وأسفرت عن توصيات فضفاضة كان يُمكن التوصّل إليها بعقد اجتماع عابر لأية جمعية إسلامية فاعلة في حقل الدعوة وما أكثرهم من تجمعات نامية هذه الأيام، باسم الإسلام شكلا لا يمتّ بصلةٍ إلى أخلاقيات الإسلام ومعناه الحقيقي بأية صيغة من الصِيَغ المُعْتَمَدَةِ والمُتَعَمََّدَةِ لتكريس الإسلام وتعميمه عربيّا أو دوليا، وذلك بحكم انحساره في إطار التطرّف العقائدي الشخصي أو الإعلامي الرائج بقاسم مُشترك تحكمه الأطماع والمكاسب الدنيوية التي لا خلاف على quot;براغماتيتها quot; المُبطّنة فعليا، أضف إلى ذلك تزاحم المتناحرين على الزعامات الإسلامية وجاهةً، والسياسية عملا وتطبيقا واستبسالا وquot;تَمذهباquot; وتعصّبا وتشدّدا واحتيالات، وكأنّ الإسلام قد دخل مرحلة الاحتراف والتصنيع والتصدير ليتحوّل من المفهوم المجرّد كسمات أخلاقية سلوكية معرفية إنسانية حضارية ودستورية كذلك، ليصبح سلعة تجارية لها أثمانها الباهظة لدى المشايخ والأسياد والعلماء والفقهاء والأتباع والدُعاة الجُدد، والتي تمتلك أدواتها بامتياز حصري اعتبارا من إطلاق اللحى واعتمار العمائم والاكتساء بالأثواب البيضاء وانتهاءً باعتماد فتاوى التكفير التي تقتضي بتنفيذ حكم الضرورة بتصفية الأبرياء بطرق همجية ووسائل إجرامية بمنتهى الحداثة التي تعتمد على quot;الريموت كونترول quot; والقتل الجماعي لتنفيذ أحكام الإعدام التي لا قضاء فيها وربما لا قَدَرْ، بل جلّها إرادة جامحة استبدّت بثلّة من المدّعين ظنّا منهم أنهم على نهج نبيّهم quot;محمد quot; / ص/ سائرون، وفي حقيقة الأمر أنهم ليسوا سوى مضللين تماما إن لم يجزم الإسلام بضلالهم بعد.
وقد برروا لأميركا وحلفائها محاربة الإسلام في كل مكان، وقد شوّهوا صورة الإسلام قبل أن تشوّهها الرسوم quot;الدانمركية quot; بالتأكيد.
ومع أنّ النيّة المبيّتة لعقد القمّة الإسلامية quot;الداكارية quot; هذا العام كانت قمّة إسلامية علنا شبه سياسية ضمنا، حيث كانت تُبيّتُ في قرارة لقاءاتها ودعواتها ومؤتمرها الذي انعقد نيّة جاهزة لهدفين أساسيين الأول توحيد سُبل تصدير العلاقات والعلامات والملامح والدلالات الإسلامية، وكذلك طرح أبرز القضايا العربية الشائكة وفتح ملفاتها كالملف اللبناني والملف الفلسطيني والملف العراقي والملف السوداني وغيره من الملفات العالقة خلف المتاريس السياسية العربية والدولية على حدٍّ سواء وبذات الشرك المنصوب بمهارة فائقة لتقطيع أوصال اللحمة العربية وهتك صورة الدولة المُستقلة للدول الضعيفة المُهدَدَةِ من قِبل الدول ذات المصالح والأذرع الطويلة التي لا تزال لديها الصلاحيات الكاملة والكامنة للتدخّل والعرقلة والمراوغة، وهكذا عاد لبنان من حيث أتى، ليراوح في إفلاس الأطراف السياسية المتصارعة على احتكار القرار، وتجميد الكرسي الرئاسي في ثلاجة الانتظار، وإغلاق المجلس النيابي بالفراغ والتأجيل المُتجدد بإيعاز من رئيسه نبيه بري الحليف الضامن للإرادة والإدارة السورية التي تقرّ تباعا بالنفي وعدم التدخل، وهكذا يظل لبنان يراوح لتمرير اللحظات الحرجة بالتهدئة السياسية مرّة وتصعيد الجدل البيزنطي الدائر مرات، وبين المعارضة والموالاة تبقى سورية تراهن على الوقت والحلفاء و ربما المخيمات الفلسطينية التي تتزامن تحرّكاتها دائما وبطريقة أصبحت روتينية ملحوظة، عند كل مرحلة مفصلية حاسمة بشكل أو بآخر، ولعلّ المرحلة الحاضرة التي لا يُنتظر منها الشيء الكثير لما عهدناه من اجتماعات القمة العربية التي تُخفق لقاءً تلو الآخر من كل مؤتمر، غير أنّ هذه القمّة الراهنة والتي يتمّ انعقادها في دمشق، ربما تتضّح ملامحها سلفا لما يرشح من تكهنات سياسية تحكمها طبيعة العلاقات العربية المأزومة المُتَمَحْوٍرَة حول أحقيّة quot;الوصاية quot; السورية السعودية الحاسمة على لبنان، كبلد quot;ترضية quot; للهيمنة العربية - العربية على سيادة المنطقة، وبلد quot;تسوية quot; للخلافات الإسرائيلية - الفلسطينية، وفي الحالين لبنان أبعد ما يكون عن السيادة وعن الاستقلال وعن الحرية الذي بذل في سبيلها كل القرابين الممكنة شهيدا تلو الآخر على أمل تحقيق العدالة وتطبيق الديموقراطية التي لا تعرفها حتى اليوم وربما لأجيال عديدة كافة الأنظمة العربية من محيطها إلى الخليج الغارق في التضخّم الاقتصادي والبحث عن كبح جماح التطاولات الإيرانية في المنطقة بإحكام فكيّ الهلال quot;الشيعي quot; وتفكيك الانسجام العربي الذي لم يكن مهددا في يوم من الأيام كما هو عليه الحال في هذه المرحلة الخطيرة من مراحل الحراك الداخلي والخارجي على حدٍّ سواء. لم يذهب لبنان لحضور القمّة العربية وتخلّف عامدا وقانعا بقبول الدعوة، وترك المشهد مفتوحا على كافة الاحتمالات والدُعابات والطرائف والمستجدات والمحللين والمُنظرين والاستراتيجيين والمحطات، وقد أصبحت التعليقات بشأن غياب لبنان عن حضور القمة من أولويات التحيات الصباحية والمُسامرات المسائية واللقاءات النسائية وصغار الكَسَبَة وكبار التّجار الذين يتحكمون بتصعيد الأسعار بشكل مريع، وحده لبنان الأخضر يبدو شاحب اللون رغم كل المساحيق الاستراتيجية المستوردة أمريكيّا وإيرانيّا، وحده لبنان الجميل يعاني وحشته في صمت رهيب في غمرة الأصوات التي تعلو معه وتتعالى عليه. وليس أمامه غير الصبر الجميل والثقة بحلفائه في القمّة العربية - السورية السارية.
وقد برروا لأميركا وحلفائها محاربة الإسلام في كل مكان، وقد شوّهوا صورة الإسلام قبل أن تشوّهها الرسوم quot;الدانمركية quot; بالتأكيد.
ومع أنّ النيّة المبيّتة لعقد القمّة الإسلامية quot;الداكارية quot; هذا العام كانت قمّة إسلامية علنا شبه سياسية ضمنا، حيث كانت تُبيّتُ في قرارة لقاءاتها ودعواتها ومؤتمرها الذي انعقد نيّة جاهزة لهدفين أساسيين الأول توحيد سُبل تصدير العلاقات والعلامات والملامح والدلالات الإسلامية، وكذلك طرح أبرز القضايا العربية الشائكة وفتح ملفاتها كالملف اللبناني والملف الفلسطيني والملف العراقي والملف السوداني وغيره من الملفات العالقة خلف المتاريس السياسية العربية والدولية على حدٍّ سواء وبذات الشرك المنصوب بمهارة فائقة لتقطيع أوصال اللحمة العربية وهتك صورة الدولة المُستقلة للدول الضعيفة المُهدَدَةِ من قِبل الدول ذات المصالح والأذرع الطويلة التي لا تزال لديها الصلاحيات الكاملة والكامنة للتدخّل والعرقلة والمراوغة، وهكذا عاد لبنان من حيث أتى، ليراوح في إفلاس الأطراف السياسية المتصارعة على احتكار القرار، وتجميد الكرسي الرئاسي في ثلاجة الانتظار، وإغلاق المجلس النيابي بالفراغ والتأجيل المُتجدد بإيعاز من رئيسه نبيه بري الحليف الضامن للإرادة والإدارة السورية التي تقرّ تباعا بالنفي وعدم التدخل، وهكذا يظل لبنان يراوح لتمرير اللحظات الحرجة بالتهدئة السياسية مرّة وتصعيد الجدل البيزنطي الدائر مرات، وبين المعارضة والموالاة تبقى سورية تراهن على الوقت والحلفاء و ربما المخيمات الفلسطينية التي تتزامن تحرّكاتها دائما وبطريقة أصبحت روتينية ملحوظة، عند كل مرحلة مفصلية حاسمة بشكل أو بآخر، ولعلّ المرحلة الحاضرة التي لا يُنتظر منها الشيء الكثير لما عهدناه من اجتماعات القمة العربية التي تُخفق لقاءً تلو الآخر من كل مؤتمر، غير أنّ هذه القمّة الراهنة والتي يتمّ انعقادها في دمشق، ربما تتضّح ملامحها سلفا لما يرشح من تكهنات سياسية تحكمها طبيعة العلاقات العربية المأزومة المُتَمَحْوٍرَة حول أحقيّة quot;الوصاية quot; السورية السعودية الحاسمة على لبنان، كبلد quot;ترضية quot; للهيمنة العربية - العربية على سيادة المنطقة، وبلد quot;تسوية quot; للخلافات الإسرائيلية - الفلسطينية، وفي الحالين لبنان أبعد ما يكون عن السيادة وعن الاستقلال وعن الحرية الذي بذل في سبيلها كل القرابين الممكنة شهيدا تلو الآخر على أمل تحقيق العدالة وتطبيق الديموقراطية التي لا تعرفها حتى اليوم وربما لأجيال عديدة كافة الأنظمة العربية من محيطها إلى الخليج الغارق في التضخّم الاقتصادي والبحث عن كبح جماح التطاولات الإيرانية في المنطقة بإحكام فكيّ الهلال quot;الشيعي quot; وتفكيك الانسجام العربي الذي لم يكن مهددا في يوم من الأيام كما هو عليه الحال في هذه المرحلة الخطيرة من مراحل الحراك الداخلي والخارجي على حدٍّ سواء. لم يذهب لبنان لحضور القمّة العربية وتخلّف عامدا وقانعا بقبول الدعوة، وترك المشهد مفتوحا على كافة الاحتمالات والدُعابات والطرائف والمستجدات والمحللين والمُنظرين والاستراتيجيين والمحطات، وقد أصبحت التعليقات بشأن غياب لبنان عن حضور القمة من أولويات التحيات الصباحية والمُسامرات المسائية واللقاءات النسائية وصغار الكَسَبَة وكبار التّجار الذين يتحكمون بتصعيد الأسعار بشكل مريع، وحده لبنان الأخضر يبدو شاحب اللون رغم كل المساحيق الاستراتيجية المستوردة أمريكيّا وإيرانيّا، وحده لبنان الجميل يعاني وحشته في صمت رهيب في غمرة الأصوات التي تعلو معه وتتعالى عليه. وليس أمامه غير الصبر الجميل والثقة بحلفائه في القمّة العربية - السورية السارية.
التعليقات