والصوديوم والكلور عنصران مختلفان فالكلور غاز سام استخدم في خنادق الحرب العالمية الأولى والصوديوم شبه معدن فعال، ولكن اجتماع الاثنين يخلق ملح الطعام الذي لا نستغني عنه في كل وجبة طعام ويشكل جوهرا في تركيب أخلاط الدم، وفي يوم كان الناس يتبادلونه مثل صرر النقود والمعادن النفيسة. كما أن الزئبق والذهب يقتربان من بعضهما جدا وسحب بروتون واحد من الزئبق تقلبه ذهباً وبالعكس.
والبلوتونيوم 239 سلاح التفجير النووي ومن ملكه أصبح قوة عظمى ولو كان شعبه مليون نسمة. وهو يوجد باللعب في ذرة اليورانيوم بين إضافة بروتون وسحب نترونين لقلب الذرة التي تحمل 92 بروتوناً و146 نتروناً.
وقانون التعددية هذا يسري على كل الكون ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود. ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه. كذلك إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ.
(2) الحقيقة الثانية: إن الكون خلق بالأصل مختلفا منوعا، ولذلك خلقهم ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة. ولكنه لم يجعلهم أمة واحدة. وإلا ما معنى أن يجعلن لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً من فضة ومعارج عليها يظهرون ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكئون وزخرفا وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا.
(3) الحقيقة الثالثة: إن هذه الجدلية والاختلاف تمشي في اتجاهين التفاعل أو التدمير. وهي ظاهرة معروفة في الفيزياء. فاجتماع الإلكترون والبوزترون يدمر الاثنين، واجتماع المادة ومضاد المادة يفني الجانبين ويطلق طاقة خرافية.
وإذا تشقق المجتمع إلى أقليات كل أقلية تعيش في شرنقتها الخاصة تتبادل الكراهية أكثر من الخبرة والكيد أكثر من التنوع الثقافي دخل المجتمع ليل التاريخ وتبرمج للحرب الأهلية، كما حصل في البوسنة ورواندا ولبنان، أو دخل مشكلة التطهير العرقي كما حصل في تركيا بإبادة مليون أرمني عام 1918م أو في أسبانيا بتهجير مليوني مسلم بقرار الترحيل الجماعي للملك فيليب الثاني عام 1608 م. وقد يحل المجتمع المشكلة الإثنية ولكنه يتورط في مشاكل جديدة كما في الحرب الأهلية مع الأكراد في تركيا بعد أن انتهى من مذابح الأرمن. والحرب الأهلية في أسبانيا بين فرانكو والشيوعيين فمات ثلاثة ملايين. وقتل الأسباني الأسباني بعد أن لم يبق مسلم. لأن جدلية الاختلاف الجوهرية لم تحل. وجدلية الاختلاف تنهي التناقض في مرحلة ولكنها لا تحل كل التناقض بل تقفز إلى عتبة جديدة. فهذا قانون وجودي.
ويبدو أن الجغرافيا تلعب دوراً في تشكيل شرانق الانعزال إلى حين دخول المجتمع المرحلة المدنية وانفتاحه على بعض، كما يحدث (للخراجات المتعفنة) حينما تنفتح إلى السطح الخارجي. فلا شيء أخطر من انحباس الخراجات في جيوب عميقة معزولة، ولا أصح (لعقد النفس) من التنفس للخارج فيتحرر المرء من عقال.
وفي سوريا ولبنان تكاثرت الطوائف بسبب جغرافي بحت بوجود الجبال التي تعين على الانعزال، وينطبق هذا على بعض مناطق العالم العربي حيث الصحاري المعزولة، مما شجع على انعزال فرق الخوارج أو نشوء تيارات التشدد. وهو عكس ما يحصل لأهل السواحل حيث يتم من خلال التجارة تبادل الأفكار مع البضائع. وهكذا انتقلت البوذية على طول طريق الحرير. حيث دمر الطالبان تماثيل بوذا. ومشى حواري المسيح كما يقول المؤرخ البريطاني توينبي على طول الطرق التي سلكتها اللجيونات الرومانية فانتقلت المسيحية إلى كل الأصقاع حتى القبائل الجرمانية وإيرلندا.
وحيث الجبال عششت الفرق الخائفة من الاضطهاد، وهكذا استقر العلويون في جبالهم في سوريا ولبنان حتى تركيا. والدروز في جبل العرب. والمارونيون في جبال لبنان. واليزيديون في جبل سنجار. ولم يحصل هذا في مصر لأن حواف النيل لا تسمح بالعزلة فاختلط الناس. وفي يوم كانت مصر فاطمية لمدة مائتي سنة، ولكن لا يوجد اليوم فاطمي واحد، والأزهر صممه الفاطميون بالأصل مع مجيء جوهر الصقلي لنشر الدعوة الفاطمية، وهو اليوم مركز إشعاع الفقه السني. وفي الوقت الذي أنتجت مصر الدروز والعلويون فانمحى رسمهم هناك انتقلوا إلى سوريا فوجدوا الملاذ في جبال معزولة حتى حين. ونفس الشيء حصل لأتباع زرادشت في إيران والبهائيون. سنة الله في خلقه. واليوم تصدق أوكرانيا على قانون يحظر الجماعات الدينية التي ينقص عددها عن عشرين. ولكن المسيحية بدأت برجل واثني عشر حواري وخائن.
والأديان والأحزاب والجماعات تبدأ من رجل واحد كما حصل مع حسن البنا في الإخوان المسلمين وانطوان سعادة مع الحزب القومي وميشيل عفلق مع حزب البعث وأكرم الحوراني مع الحزب الإشتراكي ولينين مع الحزب الشيوعي.
وإن إبراهيم كان أمة قانتا لله ولم يك من المشركين شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه. ولكن الدعوات في العادة تبدأ عملها بدون رخصة مزاولة مهنة. فتحارب وتنمو حتى تتغلب سنة الله في خلقه.
وامتصت إيران الإسلام بطريقتها الخاصة حيث المعارضة فأنبتت المذهب الشيعي والموضوع لا علاقة له بتفكير وطول تأمل. أكثر من الملابسات الجغرافية والتنوع الحضاري.
والإسلام في إيران هو تمثل خاص لمادة الخام الإسلامية.
وإسلام التتر والشركس وأهل الصين غير إسلام أهل البوسنة ومصر والبربر.
وهو مبدأ هام أن نفهم أن كل تنوع ثقافي يمتص الفكر بطريقته الخاصة ويلونه بلونه المتميز. وفكرة تنوع النماذج أو النسخ الإسلامية هامة، وبذلك اختلف الإسلام التركي عن الإيراني والماليزي عن العربي.
وأربكان في تركيا حل صراعه مع النظام العلماني ليس حسما بالسيف بل بالصبر على الأذى وانتظار نضوج الثمر, في الوقت الذي حله الجزائريون بقطع الرؤوس بالفوؤس؛ فكل أمة لها نكهتها الخاصة في التصدي للمشاكل.
ولكن العصر يتغير واحتكاك الثقافات يزيد وفي أوربا توجد أثنيات لانهاية لها. ولكن المواطن يعطي ولاءه اليوم إلى ما هو أكبر من الدولة القومية في اتجاه القرآن. وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا وليس لتتقاتلوا.
وفي كندا يرحب بالمهاجر ويقال له نحن نرحب بك حسب انتماءك الإثني ونريد منك أن تغني تجربة المجتمع الكندي. ومن يمشي في شوراع مدينة مونتريال في كندا يلاحظ تباين الألوان لأقوام يرطنون بعشرات اللغات ومئات اللهجات. وتسعى كندا للمحافظة على تراث الهنود الأصليين في أكثر من مناسبة وتشريع.
وكما يقول المؤرخ توينبي أن أقوى تجمعات الأرض كانت أمريكا الشمالية بسبب هذا التمازج الإثني والولاء للمجتمع الكبير وأن قيمة الإنسان من عمله وليس أصله.
وأما في الشرق المنكود فما زالت تعيش أيام تيمورلنك وكل يحدق من حوله بنظارة لونية مختلفة هل هو شيعي تشع من عينيه الخبث؟ أو سني متشدد؟ أو أموي شارك في قتل آل البيت في الوقت الذي لم يبق على ظهرها أمويا ولا إماما؟! وطالما عششت فينا هذه الخراجات فلنرتقب خسفا أو مسخا أريحا حمراء أو ريحا صرصراً سبع ليالي وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية فهل ترى لهم من باقية؟ وبعد أن كتبت ماكتبت جاءني تعليق من مفكر كريم هو جودت سعيد فعلق على مجمل البحث بفصوله الأربعة بهذه الكلمات:
السلام عليكم ورحمة الله سررت كثيرا من مقالك: جدلية الشيعي السني وصلتني المقالة بواسطة quot; بشر quot; وأنا أشكرك كثيرا وأشكر كذلك الأخ المكرم الذي يحمل معنى الكرامة الإنسانية التي كرم الله به بني آدم فهو من بني آدم مهما كان دينـــه لأن بني آد م فقط هم الذين لهم دين حتى اللادين دين لكم دينكم ولي دين لهذا أشكر الأخ quot; فهد راشد quot; والقرآن يعطي لكل إنسان يترك القتل والتهجير بصرف النظر عن دينه ولو كان مسلما يعطي حقه في البر والقسط وإن ضيع المسلمين هذا المبدأ القرآني العظيم في القرآن العظيم وهذا المبدأ هو هو الذي سيظهر على كله ولو كره من كره من كره سواء كان دينا أو لا دين له. فكما ظهر اللإنسان الناطق وانقرض بعد ذلك كل البشر لا يحملون الدماغ الإنساني الحالي والآن ليس في حاجة لأن ينقرض الذين يحملون أديانا لا ينفع كل الناس وكل الناس الذين يأتون بشيئ ينفع كل الناس وليس بعض الناس سيمكث في الأرض و ينسخ ماقبله أحب من حب أوكره من كره فكما ينسخ في التقنيات المادية إذا جاء تقنية تنفع كل الناس فسيسخ الأقل نفعا حسب القانون القرآني. ماننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها) ومثال أو ننسها نظريات الفلك الآن كل الذين يقرؤون القرآن الشيئ الذي يخطر في بالهم عن الأرض والسماء غير الذي كان يخطر في بال الناس من أهل الأرض كلها هذا مثال لكيف تبقى الكلمات وتتغير المعاني من غير أن يشعر الناس أنه تغيرت المعاني ولكن
حين ظهرت الفكرة أولا: ( زلزلت الأرض زلزالها ) وأحرق حيا من آمن بهذه الفكرة الجديدة عام: 1600م ولكن في عام: 2000م احتفلت إ يطالها كلها بذكرى ذلك الرجل الذي أحرق حيا في نفس اليوم الشهر 17-2 ndash; 2000 كما حدث الزلزال الفلكي حدث زلزال اجتماعي حيث كانت الملوك كبارا في حجمالأرض التي لم تكن لطرفها نهايـة والشمس كانت صغيرة لاحرج أن تركض حول الأرض ولكن العقل البشر كشف خطأ أهوئهم وعرفوا: وعرفوا أنه....(لواتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض) والزلزال الاجتماعي حدث حين كشف الناس ان الشمس الصغيرة ليست كما يخل إلهم أهواءهم بل كبيرة جدا وأن الأرض التي لمتكن لها نهاية صارهباءة صغيرة وأن للشمس توابع أكبربكثير من الأرض فكذلك كشفوا أيضا أن الملوك التي لم تكن لها نهاية في سلطاتها كما عبرعنها الذيحاج إبراهيم في ربه: (أنــــا أحــــي وأميــــت) صارت الملوك صغيرة فقد ضمرت كالأعضاء التي فقدت وظيفتها وبقيل تحف قديمة إلى حين تنقرض غير مأسوف عليها وإن كانت في العالم الإسلامي لاتزال حية وتتحدى إراهيم إلا بعض البوادر وفي مقدتهم تركيا وانت أقدر على تبيس هذا الموضوع فكن أثرت في فهد راشد هناك كثير يشتهون أن يقرؤوا ويسمعوا لم يسمعوا ولم يقرؤوا اكتب في هذا الموضوع حتى يصير كتابا مستقلا اكتـــــــب......... اكتـــــب
التعليقات