في مقابلة تلفزيونية مع الكاتب الأمريكي توماس فريدمان، الذي كان اول من اعلن عن مبادرة العاهل السعودي للسلام تجاه اسرائيل، اقترح فريدمان ان لا ترسل المبادرة العربية بالفاكس، وتسائل: لماذا لا يذهب العاهل السعودي الى تل أبيب؟
ما رأيكم في الفكرة؟
بعد ذلك اشار فريدمان الى ان السادات اتخذ هذه الخطوة الشجاعة في وقت حرج. وأنا اتسائل بدوري: هل يستطيع العاهل السعودي ان يقوم بالشيء ذاته؟
سأجيب على السؤال قائلا بأنه ليس مطلوبا من العاهل السعودي أي تحرك في هذا الاتجاه. ولا حتى زيارة اسرائيل. وان فعلها الرئيس الراحل السادات، فقد كانت تلك خطوة شجاعة لاستعادة ارض محتلة.
السعودية ليست لديها ارض محتلة من اسرائيل. وطرحه المبادرة في حد ذاتها هو اكبر تحرك يقوم به زعيم عربي تجاه عملية سلام جماعية.
ويا سيد فريدمان دعني اقول لك: سواء ارسلت المبادرة بالفاكس، او بالحمام الزاجل، فالعبرة ليست في طريقة ايصال ما تريد قوله الى الطرف الآخر، بل في ما تريد ان تقوله ولو وصل بطريقة برايل.
نقطة أخرى.. لماذا لم يفكر السيد فريدمان بالجانب الاسرائيلي نفسه؟ العاهل السعودي طرح المبادرة، فماذا كان التحرك الاسرائيلي تجاه المبادرة؟ قصف غزة، قصف منشآت في سوريا، وخرق مستمر للأجواء اللبنانية.
التحرك الحقيقي يجب ان يأتي من طرف اسرائيل، على الارض والميدان وفي المنتديات والمؤتمرات ايضا. فلماذا لم تبادر هي الى فعل ملموس على هذا الصعيد. لماذا لم تقترح هي ارسال مندوب من طرفها، ليلتقي بزعيم عربي، ولو على هامش مؤتمر قمة الدوحة؟
هي لم تفعل ذلك حتى مع سوريا إلا من خلال تركيا.
الكرة في ملعب من اذا؟
الى هنا يقف اختلافي من السيد فريدمان.
آتي الى نقطة اتفاق معه، وهي أهمية تحريك عميلة السلام بصورة مباشرة. وأقول يجب ان يكون هناك ممثل للدول العربية مجتمعة في التفاوض مع اسرائيل بشكل مباشر. انا ضد التفاوض الغير مباشر، لأنه يستغرق وقتا ولا يحسم امرا.
على اسرائيل ان تلتقي مباشرة بالقيادات العربية، وعلى القيادات العربية اختيار ممثل عنها يلتقي باسرائيل، في قلب تل أبيب او في الرياض او دمشق او الدار البيضاء أو أي عاصمة عربية أخرى.
السعودية طرحت مبادرتها. الدول العربية وافقت. على اسرائيل ان تتحرك.
لكن، ماذا اذا لم تتحرك؟
عليها أن تعاود المحاولة من جديد.. لأني مؤمن بأن الاسرائيليين سيصلون قريبا الى قناعة بأن السلام هو فرصة التعايش المشترك الوحيدة.
نحن وصلنا الى هذه القناعة لأننا غير قادرين على الحرب إلا في أهازيجنا. واسرائيل يجب ان تصل الى هذه القناعة لأنها لا تستطيع ان تعيش في خوف الى الأبد.
- آخر تحديث :
التعليقات