* مرجعياتُ الأصوليةِ الإسلاميةِ الشيعيةِ تجعلها "توسعيةً" أيّ تعمل على عدمِ البقاءِ فى مركزِ انطلاقِها بل الانتشار جغرافياً لأقصى حدٍ ممكن. أمَّا الأصولية الإسلامية السنية، فتاريخها الحديث ومرجعيتها يؤكدان أنها أقلُ "توسعية" بكثيرٍ من نظيرتِها السنية. ولكن هذه التفرقة في طريقِها للذوبانِ لصالحِ الأصوليةِ الإسلامية الشيعية بسبب التقاربِ الشديد بين الجانبين، والذي تجسده علاقةُ إيران بحماس، ومعروف أن حماس سنيةٌ، ولكنها صارت على أرض الواقع بمثابةِ الابنةِ لنظامِ الحكمِ الشيعي فى إيران. فكيف غابت هذه الحقائقُ وتوابعُها عن معظمِ أجهزةِ المخابراتِ الكبرى؟ أم أنها لم تغب!؟

** الفرصُ التي جاءت بها الأحداثُ وفتحت لإيران النوافذَ التى دخلت منها فى مجتذات أغلبية غير شيعية (العراق، سوريا، لبنان، غزة، اليمن) كان من الممكن التعامل السياسي معها قبل أن تصل لما عليه الحال الآن. بل كيف سُمِحَ لما يُسمى اليوم بـ"أذرع إيران" بأن تتحول إلى "دول داخل الدول": دول ذات جيوش وأسلحة وتدريب وتمويل كانت كلها من ذات المصدر؟

* كيف لعاقل أن يقبل أن ما فعلته الولايات المتحدة في أفغانستان وفي العراق كان مما يسمح به عاقل؟ فقد انتهت العملية في أفغانستان لتسليم البلد لجماعة طالبان وهي من غلاة الجماعات الأصولية السنية، أما في العراق، فقد تحولت إلى واقع سياسي طائفي يصعب تصور أن يسير بالعراق فى الاتجاه السليم… وتكفي حقيقة أن جيش الدولة العراقية ليس هو الجهة الوحيدة المسلحة، ناهيك عن تعاظم النفوذ الإيراني لشكلٍ ودرجةٍ لن يسمحا للعراق بالاستقرار والتقدم والسلام المجتمعي.

** علاقة الولايات المتحدة بإيران محيرة! فعلى السطح يصورها الأميركيون كعلاقة مع عدو! ولكن هناك ما يسمح لعشاق نظرية المؤامرة بنسج سيناريوهات سينمائية! ويكفي أن أذكر أن تسليح وتمويل كل أذرع إيران خلال السنوات الأخيرة كان عن طريق رؤوس أموال سمحت الولايات المتحدة بأن تُسَلم لإيران!

*** كيف لنصفِ عاقلٍ أن يتفهم ويتقبل أنَّ الولايات المتحدة قامت خلال السنوات القلية الأخيرة بتصنيفِ جماعةِ الحوثي اليمنية كجماعةٍ إرهابية، حتى شباط (فبراير) 2021، ثم كجماعةٍ غير إرهابية من شباط (فبراير) 2021 إلى شباط (فبراير) 2024، وأخيراً ومنذ أيام فقط كجماعةٍ إرهابية دولية؟!

**** حدوث ما يسمى بالربيعِ العربي في الجمهورياتِ وليس فى الملكياتِ وأشياء أخرى منها مذكرات بعض كبارِ ساسةِ الولايات المتحدة (وقتها) توجد أسباباً قوية للاعتقادِ بأن هذا الربيع كان أمراً تم التخطيط له، وأكاد أُجزم بأنه مشروعٌ سياسيّ كان له أب هو باراك أوباما، والذي لا يساورني شكٌ أنه (من وراء الستار) لا يزال من موجهي السياسات الخارجية للولايات المتحدة! ويبقى السؤال: لماذا؟

وهناك "لماذا" أخرى هي:

لماذا كانت جماعةُ الإخوان تحظى بثقةِ وتقدير كل من أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون؟