رسمياً أصبح كارلو أنشيلوني ملكاً لأوروبا، فقد انتزع لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة "مدربا"، وهو رقم لم يحققه أي مدرب آخر في تاريخ القارة العجوز، وقياساً بما تشكله البطولة القارية في العرف الكروي الأوروبي والعالمي، باعتبارها البطولة الأفضل عالمياً على مستوى الأندية، هل يمكن القول إن أنشيلوتي هو المدرب الأفضل في العالم حالياً؟

الأفضل في العالم؟
نعم قد لا يرى البعض "كارليتو" المدرب الأفضل في العالم بصورة مطلقة، ولكن من المؤكد أنه من بين الأفضل، في ظل وجود بيب غوارديولا، ويورغن كلوب، وجوزيه مورينيو، وغيرهم من المدربين، ولكن من ناحية أخرى و بلغة الأرقام أنشيلوني هو المدرب الأفضل في الوقت الراهن، صحيح أنه يتولى قيادة الكيان الكروي الذي اعتاد على منصات التتويج القارية، ولكن أنشيلوتي يظل لديه الشخصية التي تتشابه بصورة كبيرة مع النادي الملكي، حيث الهدوء، والثقة، وعشق الفوز رغم كل الضغوط، وعدم الوقوع في فخ الكرة الاستعراضية، بل هو لا يعترف سوى بالانتصارات والبطولات، دون النظر إبداً إلى سيناريوهات المباريات.

هو لا يفكر ولا يخطط للوصولو إلى العدد القياسي من التمريرات في كل مباراة، ولا يقع في أسر كرة القدم "العميقة المعقدة"، بل يفعل أسهل ما في هذه اللعبة، وهو التأمين الدفاعي، والتسجيل في الوقت المناسب حينما تتاح الفرصة للانقضاض على المنافسين.

كارليتو مظلوم اعلامياً وجماهيرياً
أنشيلوتي لم يحصل على حقه جماهيرياً واعلامياً حتى الآن، على الرغم من كل ما حققه وما سوف يحققه، ولعل السبب في ذلك أنه مدرب كلاسيكي في تصريحاته، فهو لا يتحدى أحداً، ولا يتحدث عن ثأر، ولا يدخل في مناوشات مع الميديا أو مع نجوم فريقه، وكل ما يفعله، أنه يرفع شعار "امتلكوا الكرة كما تحبون.. سيطروا كما تشاؤون.. وفي النهاية سوف أكون أنا البطل".
كل ما فعله أنشيلوتي أنه قال قبل المباراة النهائية أمام دورتموند :"حصلت على قيلولة جيدة لمدة ساعة، وأشعر أنني أسد، والمشكلة الوحيدة أنني لم أعد لاعباً".

رقصة وقورة
وكل ما فعله عقب التتويج باللقب الكبير، ودخول التاريخ من الباب الأكبر بالفوز باللقب للمرة الخامسة في مشواره التدريبي، كل ما كل فعله أنه رقص مع اللاعبين، ولكنها "رقصة وقورة وكلاسيكية أيضاً" تتشابه مع شخصيته.

لماذا قال..غوارديولا الأفضل في العالم؟
بقي أن نقول عن أنشيلوتي أنه حينما تلقى سؤالاً عن المدرب الأفضل في العالم، لم يفكر وقالها مباشرة :"غوارديولا هو المدرب الأفضل في العالم"، وهي إجابة تجعلنا نحن نطرح التساؤلات.. هل هو التواضع؟ هل كان صادقاً فيما يقول؟ هل هو الذكاء والرغبة في التحرر من أي ضغوط؟ على أي حال نحن نقولها لك يا أنشيلوتي.... "أنت ملك أوروبا".