يَحسنُ بي في البداية الحديث عن عظمة دين الإسلام الذي جاء به رسول الله الصادق المصدوق النبي محمد صلى الله عليه وسلم التيسير في فرائضه وأركانه ومن صور التيسير والسماحة ربط أداء الركن الخامس من أركان الإسلام (الحج) بالاستطاعة الجسدية والمادية فإذا لم يتحقق للمسلم ذلك فإنه غير مُلام وفق شواهد القرآن الكريم والأحاديث النبوية الكريمة التي ليس هنا مقام سردها كما أن المسلم المستطيع مفروض عليه الحج مرة واحدة فقط، إن عجبي لا ينتهي من أولئك الذين يشقون على أنفسهم ويكلفونها ما لا تطيق رغم وجود هذه الرخصة الشرعية.

مُذْ شاءت إرادة الله أن تتولى المملكة العربية السعودية شرف خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وقاصديهم وهي لم تألُ جهداً أو تدّخر وسعاً في سبيل توفير كل سُبل الراحة والطمأنينة والأمن ليؤدي الحجاج مناسكهم بكل يسر وسهولة ويعودوا إلى ديارهم سالمين غانمين، والمتأمل في كل عهود ملوكها الراحلين وحتى اليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه وأسبغ عليه لباس الصحة والعافية يلحظ مقدار الضخ المالي الضخم في مشاريع البنية التحتية في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة بصورة لا ينتظرون من وراءها عوائد مادية بل ابتغاء وجه الله وتحمّلاً لعظمة المسؤولية وشرف المهمة.

إقرأ أيضاً: في ذكرى انطلاق مجلس التعاون

عندما سنّت السعودية بعض الإجراءات كتصاريح الحج وغيرها كان الهدف الأسمى هو تنظيم تدفق الحجاج من كافة أرجاء العالم وضمان تقديم الخدمات الصحية على أكمل وجه بالإضافة للخدمات الأخرى في منطقة جغرافية محدودة ولئن استغلت بعض الشركات السياحية في بعض البلدان – التي تم إيقافها لاحقاً ومحاسبة مسؤوليها – لمحاولة الالتفاف على هذه الإجراءات وراح بسبب هذه التلاعب غير المسؤول مئات الحجاج فإن ذلك لا تتحمله السعودية كما رددت ذلك الأصوات المُنكرَة التي أزعجت بنهيقها كل وسائل الإعلام.

إقرأ أيضاً: قُم في فَمِ الدُنيا وَحَيِّ (الأَزرقا)

إنَّ كل منصف يعلم ما قدمته المملكة وكيف جنّدت كل وزاراتها وأجهزتها لضمان نجاح موسم الحج الذي تحقق بفضل الله كما هي العادة في كل عام كما أن كل مدرك لنوعية الأصوات التي زايدت على أهلية السعودية في تنظيم الحج يعلم بأن وراء الأكمة ما وراءها وأن مرادهم لا يمت إطلاقاً للموضوعية بسبب أو نسب، ومن العجائب والعجائب جمة ومن شر البلية ما يُضحك أن يتصدر منتقدي السعودية أدوات مشرّدة لم تشتهر سوى بأقدم مهنة على وجه البسيطة وهي (القوادة) على الهاربات من أوطانهم! فأيّ إنصاف يُنتظر من أولئك الشرذمة؟! فعلى تلك الأصوات أن تلعق التراب وتخرس فليست المملكة العربية السعودية بعظمتها وتاريخها ومكانتها بحاجة لشهادتهم.

وأختم بأبيات للأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن رحمه الله:

أنا والله مدري وش تبي يا الثاير الزعلان

تظن بلادنا ترجيك؟! أو أن شيوخنا تخافك؟!

تبي سلمان؟! ناظر في السما كانك تبي سلمان

تخيب يديك ما طلته ولا طالوه أسلافك