حيث نكون لا يمكن أن نبوح ـ بكل صراحة ـ ما في داخلنا من رغبات، وهذا ليس بجديد على ما يحيط ما حولنا، وتجاهل قول الحقيقة التي تلفت أنظار الجميع بل ويترقبونها. ومن شاهدها ووقف عندها، هذا يعني أنه لن يفسد للود قضية ما دامت أنها توضّح الصورة الماثلة أمامنا، وقد تختلف صور عديدة حيال موقف سلبي جرت أحداثه بحضور لفيف من الناس، في الوقت ذاته نجد أن الطرف الآخر، الذي جرت معه هذا المشكلة بعينها، لا يدرك بتاتاً أسبابها ونتائجها، وحتى مداها وما تعكسه من أثر في المحيط الذي يعيش فيه، وعلى ما حوله.
الأشخاص سيصابون بالدهشة وخيبة الأمل، نتيجة هذا الموقف الذي لا يرون فيه أنه يستحق كل هذا التشنجّ، وهذا الحرد الذي تحاول الزوجة ـ ربة الأسرة ـ والتي لا يمكن أن ينكر أحداً مدى الجهد والتعب والأرق الذي تقدمه وتعاني منه، أن يكون مثار اهتمامهم والتعاطف معها لمجرد التعاطف، وتأييدها على موقفها، وفي حال سألتها عن مبرر ذلك الفعل، فإنها تجهله تماماً وغير قادرة على استذكاره ـ أو حتى العودة على أبسط ما مرّ معها، وإنما ما هي إلا اتهامات باطلة، وغير مفهومة أصلاً تحاول زرعها وخلق هاجس من الزعل غير المبرر. فلماذا وقعت المشكلة، ولماذا اتخذت هذا الحرد العدائي تجاه ذاك الصديق أو القريب، أو حتى حيال أبنائها، وهو كما أشرنا "زعل" بالكاد يذكر، أو حتى يشار إليه ويُحكى عنه؟!
السؤال الذي يخطر بالبال: ما هو تركيبة هذه الزوجة حيال هذا الموقف. حرد لمجرد الحرد فالموقف قد يعد تافهاً لا يستحق الوقوف عنده. مثال موقف الأم من ابنها، أو ابنتها أو زوجها لجهة إبداء الرأي حيال ما تقوم به من ترتيب ونظافة البيت الزائد عن حدّه، والمبالغة فيه، وقد يكون اعتراض الأم يفوق التصور لجهة مشكلة ما لا تدركها هي بالذات ما يدفعها ذلك إلى الحرد الشديد وترك بيتها وأبنائها، واتخاذها موقفاً حاسماً وحازماً تجاه أولادها، أو حتى زوجها لمجرد أنّه أكّد لها أن ما قامت به فعل لا يرقى إلى اتخاذ موقف سلبي وحاسم، وخلق فجوة بينها وبين أبنائها وغيرهم، والدفع بها إلى اتخاذ موقف الحرد منهم ومقاطعتهم!
هذه الصورة بتنا نتلمسها ونقرأ عنها، ونشاهدها لدى على المدى المنظور من قبل الزوجات اللاتي لم يَعد يرضيهن المعيشة في بيت الطاعة، وبتنا يعانيان باختلاق أعذار غير مبررة لمثل هذه المواقف السلبية التي صارت تثير كثيراً من ردّات الفعل حيال تصرفاتها غير المرغوب بها، ولم يَعُد يُؤخذ بها.
إقرأ أيضاً: لماذا يعيش الأصدقاء كل في منأى عن الآخر؟
ماذا يعني تصرفها هذا؟ وهل راضية أصلاً عنه؟ ولماذا سارعت إلى اتخاذه، ودفعها إلى ترك بيتها؟
إنه الحرد، هو ما تحاول أن تضفي إلى شخصيتها بعض الصور الجديدة التي لم ينفع معها كل الحلول التي ظلت تبحث عن أي منفذ أو رؤية للخلاص منها، بالرغم من توافر كل ما تشتهي وتحلم به من ملذات الحياة..
إقرأ أيضاً: الغربة.. الإصغاء عنوانها الأبرز!
فلماذا تلجأ الزوجة إلى هذا الفعل؟ هل هو الفراغ والضجر الذي تعانيه، وخاصة في بلاد الغربة؟ أما لجهة خلق نوع من الفوضى وردات فعل داخل الأسرة لتفعيل دورها وأخذ مكانها بشكل أفضل، وفرض رأيها بالصورة التي تريد لتحقيق رغباتها، وما تبحث عنه؟
ماذا يمكن أن نقول في هذه الصور التي تتكرر وباستمرار؟ عجبي!
التعليقات