مروة كريدية: في الوقت الذي تتحول فيه القضية البيئة في الدول النامية الى قضية مقلقة فإن مسألة نظافة الشواطئ في المغرب تعد أولوية حقيقية في فصل الصيف، في وقت تزداد تخوفات المغاربة من التلوث البيئي الذي شمل الكثير من شواطئ البلاد.

وفيما تشير المصادر الرسمية المغربية الى ان نسبة التلوث انخفضت بشكل كبير.وان الشواطئ المغربية عرفت تحسنا ملحوظا في جودة مياهها خلال السنوات الأخيرة، غير أن الحذر الذي يطبع تعامل المغاربة مع الشواطئ يجعل الكثيرين منهم يفضلون السفر نحو شواطئ بعيدة من أجل الاستجمام، فيما يبقى عشرات الآلاف من سكان المناطق الفقيرة في المدن حبيسي شواطئ ملوثة أو قليلة النظافة.

وفي شاطئ الوداية بالعاصمة الرباط يتوجه الآلاف من المصطافين كل يوم ويزدحمون في رقعة شاطئية ضيقة تفتقر إلى الكثير من مقومات الشواطئ النظيفة، مثل المراحيض العمومية وأماكن تجميع القمامة.

وفي مبادرة مميزة لتنظيف الشواطئ من خلال تشجيع العمل التطوعي في صفوف الشباب ، قام برنامج quot;تكاتفquot; للتطوع الاجتماعي التابع لمؤسسة الإمارات بوضع اسس تعاون مع المؤسسات المغربية العاملة في مجال التنمية الاجتماعية والتطوع الإنساني وحماية البيئة وقطاع الصحة.

وقد اتفق الطرفان على تشكيل لجنة مشتركة للعمل الثنائي في مجال حماية البيئة من خلال حملات لتنظيف الشواطئ خلال الفترة القريبة المقبلة.

وأكدت مديرة برنامج quot; تكاتفquot; ميثاء الحبسي على أهمية تفعيل التعاون المشترك بين الجانبين في مجال حماية البيئة من خلال تسيير وفود من المتطوعين المواطنين للمساهمة إلى جانب نظرائهم المغاربة في عمليات التوعية بمخاطر تلويث البيئة خلال فصل الصيف المقبل، حيث لقيت هذه المبادرة تجاوبا كبيرا من قبل مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، حيث ابدى المسؤولون استعدادهم لإقامة شراكة إستراتيجية مع برنامج quot;تكاتفquot; في مجال حماية البيئة، والعمل على إشراك البرنامج في كل أنشطة المؤسسة ذات البعد المحلي والدولي.

وعن الجانب المغربي أشار رئيس موسسة محمد السادس لحماية البيئة حسين التيجاني إلى الدور الذي تضطلع به المؤسسة ، من خلال تنفيذ برامج لتنظيف الشواطئ، وتفعيل برنامج لتنمية الواحات ومحاربة تلوث الهواء وإعادة ترميم الحدائق التاريخية وإقامة المتحف البيئي من خلال التعاون مع هيئات دولية مثل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة.

وقد ابدى المغرب استعداده لاستقبال متطوعين للمساهمة في الترفيه عن المرضى في إطار برنامج موجه للمستشفيات.. حيث سيتم تشكيل فريق موحد من المتطوعين الشباب الإماراتيين والمغاربة للتخفيف من آلام ومعاناة المرضى والمساهمة في العلاج النفسي باعتماد مناهج حديثة في التواصل.

يذكر أن برنامج quot;تكاتفquot; قد لقي نجاحا كبيرا أثناء تعرض الإمارات الشمالية للإعصار من خلال إطلاق سلسلة برامج توعية في مجال البيئة وترميم المدارس التي تضررت جراء هذه الكارثة الطبيعية.